جولتنا على الصحافة الكندية تتناول موضوعين دوليين: ايران وأفغانستان.
تحت عنوان : ايران اكثر اعتدالا كتب جوسلان كولون مدير شبكة الابحاث حول عمليات السلام التابعة لجامعة مونتريال تعليقا في صحيفة لابرس يتحدث فيه عن حقبة جديدة ستبدأ في ايران في شهر آب اغسطس المقبل مع تسلم حجة الاسلام حسن روحاني مهامه على رأس الدولة.
وتتساءل الصحيفة عما إذا سيكون التغيير جذريا بالمقارنة مع عهد الرئيس الخارج أحمدي نجاد المعروف بخطاباته العدائية تجاه الولايات المتحدة واسرائيل.
ويجمع المراقبون على أن روحاني معتدل وهو حاز على تأييد صريح من اغلبية المواطنين في إيران ليخرج بلاده من عزلتها الدولية.وروحاني نفسه قال إن فوزه هو انتصار للاعتدال على التطرف.
وتشير لابرس إلى أن ايران تتأرجح منذ 35 سنة بين حقبات إصلاحية وأخرى محافظة. وليست هذه المرة الاولى التي يتولى فيها السلطة رجل دين معتدل. فقد سبقه كل من علي أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي اللذين ابرزا وجه ايران المعتدل ولكن أيضا الثوري الجاهز ابدا لتخريب النظام الاقليمي ومصالح الغرب.
فخلال حكمهما، طوّرت ايران قدراتها النووية لدرجة أصبحت معها قادرة على انتاج السلاح النووي ومدّت حماس وحزب الله بالمال والسلاح وأذكت نيران التجاذب الطائفي الشيعي السني الذي ظهرت مضاعفاته في العراق وسوريا والبحرين وحتى في السعودية.
وينقل كاتب المقال عن المحلل السياسي والكاتب الفرنسي جيرار شاليان قوله في كتابه الأخير عن الثورة الخمينية هي من بين أحداث اخرى بارزة ساهمت في بروز النظام العالمي الجديد.
وتتساءل لابرس إن كانت ايران ستسير في نهج الاعتدال وتتحدث عن ردود فعل دولية على انتخاب حسن روحاني وعن استعداد في دول الغرب للتعامل معه. وتنقل دعوة موسكو لتجنب تشديد العقوبات على طهران وعلى المباشرة بالتخفيف منها تدريجيا.
ولكن وقت التخفيف لم يحن بعد بنظر لابرس، لأنه مرهون بحل مشكلة الملف النووي الايراني . وترى أن روحاني قد يكون المحاور الذي يبحث عنه الغرب . وتذكّر أنه عندما كان مفاوضا في الملف النووي قبل 10 سنوات، نجح في إقناع النظام في طهران بتعليق تخصيب اليورانيوم لمدة سنتين. وهذا أمر لم ينساه أي من الطرفين تختم لابرس.
صحيفة الغلوب اند ميل تناولت الوضع في افغانستان في مقال بقلم الروفسور براهما تشيلاني أستاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة نيودلهي. تقول الصحيفة إن الولايات المتحدة دفعت كلفة باهظة في أفغانستان قبل أن تباشر في الأيام المقبلة مفاوضات سلام مع طالبان ، رغم معارضة الرئيس حامد كرزاي لها. ومفاوضات الدوحة تهدف إلى حفظ ماء الوجه بعد عقد من المعارك والقتال.
وترى الصحيفة أن تطور المعارك سيحدد خريطة أفغانستان وأمنها وأمن دول الجوار وأبعد من الجوار.
واهم ما في الأمر ما إذا كان مصير أفغانستان الدولة العازلة بين روسيا "القيصرية" والهند "البريطانية" سيكون أفضل من مصير العراق وليبيا حيث كان هنالك تدخل اميركي في السنوات الماضية.

وإذا كان بإمكان التدخل العسكري أن يغيّر النظام القائم فهو غير قادر على إعادة نظام يقوم على حكومة مركزيّة.
فالعراق جرى تقسيمه فعليا إلا في التسمية بين الشيعة والأكراد والسنة. وليبيا تسير في اتجاه تقسيم على قاعدة قبليّة. وفي أفغانستان، ربما أن تقسيما "ناعما" على الطريقة العراقية قد يكون افضل نتيجة ممكن الوصول إليها.
فالمجموعات الاثنية الأفغانية الكبرى مرتاحة للوضع القائم الذي يضمن لها الحكم الذاتي. ورغم الانقسامات القبلية ، فالباشتون لن يرضوا بالسيطرة على مناطق الشرق وجنوب الشرق بل يطمحون إلى الاندماج مع إخوانهم الباشتون في باكستان. والمطالبة بباكستان كبرى ستشكل تحدّيا لوحدة الأراضي الباكستانيّة.
وكون المجموعات الاثنية تتركز في مناطق جغرافية محددة من شأنه تسهيل عمليّة التقسيم ويؤدي إلى حدود ثابتة أكثر ديمومة من الحدود الاصطناعية التي هي من نتاج الامبريالية والتي تفتقر إلى الهوية الوطنية والجذور التاريخية.
وتشير الغلوب اند ميل إلى استياء في صفوف الأفغان من غير الباشتون من محاولات الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق مع الطالبان المدعومين من باكستان.
والمقلق أن التوتر الاثني يهدّد التناغم الوليد في صفوف الجيش الافغاني . والانقسامات هذه شبيهة بتلك التي حصلت بعد انسحاب القوات السوفياتية من أفغانستان عام 1989 والذي أدى إلى اندلاع الحرب الأهلية في البلاد تختم الغلوب اند ميل.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.