علق الصحافي في لا بريس ماريو روا على لائحة الدول الفاشلة التي تصدرها سنويا مجلة " السياسة الخارجية " ، فرأى أن أمرين يثيران الاهتمام : الأول هو أن الدول التي تتصدر القائمة لم تتغير تقريبا والثاني تراجع الدول العربية التي شهدت " الربيع العربي " .
بالنسبة إلى الأمر الأول يبدو واضحا أن إعادة هيكلة دولة فاشلة أمر بالغ الصعوبة . والمثال الأوضح هي الصومال التي تحتل منذ خمس سنوات المرتبة الأولى على قائمة الدول الفاشلة بحسب مؤسسة " فاند فور بيس " التي تحقق الدراسة . لكن وضعها المزري في الواقع بدأ منذ سقوط الديكتاتور سياد بري عام واحد وتسعين ووقوعها بالتالي في قبضة أمراء الحرب المجرمين والقرصنة المنظمة وهجمات الإسلاميين وفشل المساعدات الدولية .
ولا نعجب ، يتابع ماريو روا ، من وجود الكونغو وتشاد وأفغانستان وهاييتي في طليعة تلك الدول. وحده انضمام جنوب السودان إلى قائمة الدول العشر الأكثر فشلا منذ الانفصال ، يشكل أمرا جديدا .
من جهة أخرى ، يتابع روا فكل الدول العربية حيث أسقط الشعب النظام فيها ، شهدت تراجعا في أوضاعها . هذه حال سوريا الواقعة في حرب أهلية دامية لا نرى نهاية لها ، وكذلك ليبيا واليمن ومصر ، التي تواجه جميعا صعوبات اقتصادية وضعف قادتها وعدم استقرار سياسي .
والأمر مماثل لتونس ، التي وإن نجت نسبيا من العنف ، تقدمت على اللائحة وشهد إنتاجها القومي تراجعا بقيمة عشرين مليار دولار وماليتها العامة تراجعا بخمسة وثلاثين مليار دولار أميركي.
إزاء هذا الواقع ، ما العمل ؟ يتساءل ماريو روا في لا بريس .
المتفائلون قليلون ، فالطريق صوب حسن الإدارة طويل وصعب وغير مضمون . ويستشهد روا بما قاله الكاتب بول كولليه " لقد استغرق خروج أوروبا من الفوضى التي تلت حكم الأمبراطورية الرومانية عدة قرون " .
لكن الدول الفاشلة أو الهشة اليوم تمتلك مقومات لم تكن متوفرة لأوروبا في القرون الوسطى . فثمة أمثلة كثيرة وناجحة عن حسن الإدارة ، اعتمدتها عشرات الدول المستقرة والمزدهرة والقادرة على مساعدتها .
طبعا ليس الأمر بهذه السهولة سيما وأن على الدول الفاشلة أن تحارب نفسها للقضاء على الصراعات الكامنة فيها لكن الإمكانية موجودة ، ما يدفع على الأمل ، يخلص ماريو روا في صحيفة لا بريس .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.