حذر الأزهر من "حرب أهلية" في مصر ودعا اليوم للتهدئة بعد مقتل عضو في جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس محمد مرسي في هجوم على المقر الرئيسي للجماعة في الزقازيق، عاصمة محافظة الشرقية. ودعا الدكتور حسن الشافعي، رئيس المكتب الفني لمشيخة الأزهر وكبير مستشاري شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، في بيان نقلته وسائل الإعلام إلى "اليقظة حتى لا ننزلق إلى حرب أهلية لا تفرق بين موالاة ومعارضة ولا ينفعنا الندم حين ذلك". كما رحب الأزهر بدعوة الرئيس المصري المعارضة للحوار معتبراً إياها "فرصة جديدة لصالح الوطن ينبغي انتهازها".
ونظمت المعارضة والموالاة تظاهرات اليوم في مناطق عدة من مصر، كما شهدت بعض المناطق مواجهات دامية بين الطرفين. ففي الاسكندرية، ثانية كبريات المدن المصرية، قُتل متظاهر متأثرا بجراح أصيب بها بعد ظهر اليوم في اشتباكات بين أنصار الرئيس المصري ومعارضيه، كما أصيب 70 شخصاً آخرين بجراح في هذه الاشتباكات حسب رئيس مرفق الاسعاف في المدينة، عمرو نصر. وفي الاسكندرية أيضاً قُتل مواطن أميركي ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أنه سقط خلال الاشتباكات بين أنصار الموالاة والمعارضة، فيما تحدث مدير الأمن في المدينة عن "مواطن أميركي الجنسية يعمل في المركز الثقافي الأميركي" في المدينة.
وأمس رفضت جبهة الإنقاذ الوطني، أكبر مظلة للقوى المعارضة في مصر، دعوة محمد مرسي للحوار، معلنة تمسكها بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة ومكررة دعوتها للمصريين بالتظاهر السلمي في الثلاثين من الشهر الجاري، أي بعد غد الأحد. وكان الرئيس المصري قد عرض مساء الأربعاء على المعارضة خلال خطاب متلفز تكوين لجنة من مختلف الأحزاب والقوى السياسية لتعديل الدستور الذي صاغته جمعية تأسيسية يغلب عليها الإسلاميون. كما اقترح لجنة عليا للمصالحة الوطنية تضم ممثلين عن معظم فئات المجتمع، من بينهم ممثلون عن الأزهر والكنيسة. وجاء خطاب مرسي بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لوصوله إلى الحكم.
ويقول معارضو الرئيس مرسي إنهم جمعوا تواقيع أكثر من 22 مليون مصري يطالبونه بالتنحي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وذلك في إطار حملة أطلقوا عليها اسم "تمرد". وأثارت الحملة المذكورة غضب الإسلاميين الذين رأوا فيها مسلكاً غير ديمقراطي لتنحية رئيس منتخب، فردوا بجمع توقيعات في حملة أطلقوا عليها اسم "تجرد" تدعم بقاء محمد مرسي في منصبه حتى نهاية ولايته الرئاسية. وأعلنت حركة "تجرد" يوم الجمعة الفائت عن نجاحها في جمع 11 مليون توقيع.

فهل تتجه مصر إلى "حرب أهلية" حذر منها الأزهر أم أنها تعيش أجواء "ثورة 25 يناير" ثانية، ضد الرئيس محمد مرسي هذه المرة، قد تعرف ب"ثورة 30 يونيو"؟
فادي الهاروني تناول الأوضاع في مصر في حديث مع الأستاذ وائل صالح، المؤسس المشارك والمنسق في مرصد التخصصات المترابطة لدراسة الحركات الإسلامية التابع لكرسي الأبحاث الكندي في مجال الإسلام والتعددية والعولمة في جامعة مونتريال، والباحث المشارك في مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في كرسي راوول داندوران للدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية في جامعة كيبيك في مونتريال.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.