Photo Credit: RCI

أقوال الصحف للأسبوع المنتهي في 30-06-2013

   مختارات من الصحافة الكندية مع مي ابوصعب وفادي الهاروني وبيار احمراني

كتبت مانون كورنولييه  تعليقا في صحيفة لودوفوار تحت عنوان "رسالة مانديلا" تشير فيها إلى الزيارة التي قام بها  الزعيم الجنوب افريقي الى كندا عام 1990 وخاطب النواب في  البرلمان الكندي  في وقت لم يكن بعد فيه قادرا على دخول برلمان بلاده. وبدا بكل هيبته  وتحدث عن عذابات شعبه ونضاله وتضحياته.

"نحن شعب لم يرض أن يعامل كما لو أنه لم يكن من أبناء البشر، واستطاع أن يستعيد كرامة الانسانيّة جمعاء" قال يومها نلسون مانديلا.

واليوم وهو يقترب من رمقه الأخير، تعود الذكريات تقول الصحيفة . وتشير إلى أن مانديلا جاء إلى كندا بعد 4 اشهر على إطلاق سراحه بعد 27 عاما أمضاها في السجن.

ووقف طوال هذه السنوات على معاناة المواطنين في بلده والتمييز اللاحق بهم  والقمع والعنف الذي يسود البلاد.

وكان يمكن أن ينتابه شعور بالمرارة ورغبة في الانتقام. و لكنه كان يحلم بمجتمع متعدد الأعراق موحّد ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان.

وزيارته لكندا لم تكن من باب الصدفة تقول الصحيفة. فقد ندّد أكثر من رئيس حكومة كندي بنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا. وذهب رئيس الحكومة بريان مالروني إلى حد التهديد بقطع علاقات كندا مع هذا البلد في حال لم يتم تفكيك  الفصل العنصري.

وتضيف  الصحيفة أن مانديلا ، حتى ولو لم يكن له مثيل بين رجال السياسة في كندا، كان قريبا من مبادئ السياسة الخارجية التي اعتمدها برايان مالروني.  ولكن الأمر مختلف بالنسبة لحكومة المحافظين الكندية الحاليّة.

فالسياسة الخارجية لأي بلد تقوم على مصالحه. وكندا اعتمدت المفهوم الواسع للكلمة. لكن الحكومة الحاليّة ترى أن العلاقات السياسية تسير جنبا إلى جنب مع المصالح الاقتصادية حتى ولو كانت المصالح لا تلتقي مع القيم السياسيّة.

وتختم الصحيفة فتشكك في قدرة كندا والحال تلك على الاعتراف بأهمية نضال ثوار وسجناء من طراز نلسون مانديلا.

تحت عنوان : " فيضانات وعدم مساواة " قارن محرر صحيفة لا بريس أندره برات بين الفيضانات التي ضربت ألبرتا في الغرب الكندي والأمطار الموسمية التي ضربت الهند واللامساواة في معالجة نتائجها . يقول :

عادت ألبرتا إلى النهوض من أثار الفيضانات التي تسببت بوقوع ثلاثة قتلى وإجلاء حوالي مئة ألف من سكانها وبخاصة في وسط مدينة كالغاري . الأضرار كبيرة لكن المقاطعة تنعم بموارد مالية وتقنية ،  إضافة إلى تصميم سكانها على إعادة بناء ما دمرته الفيضانات .

بموازاة ذلك ، قتل ما لا يقل عن خمسة آلاف شخص جراء الأمطار الموسمية التي ضربت شمال الهند .

ويرى أندره برات أنه إذا كانت الأضرار كبيرة في ألبرتا فهي ضخمة في الهند حيث جرفت المنازل والطرقات والجسور . صحيح أن الكوارث لا تستثني الدول الغنية لكن المناطق الفقيرة تدفع عادة ثمنا غاليا .

ويشير أندره برات إلى ما تقوله منظمة أوكسفام كيبيك من أن " اتساع الأضرار التي تتسبب بها الكوارث الطبيعية ليس ناجما فقط عن الطبيعة إنما أيضا عن الفقر واللامساواة وكذلك عن قرارات سياسية وسوء إدارة " .

ويتابع أندره برات :

ستكون للفيضانات في ألبرتا انعكاسات سلبية ولكن مؤقتة أما في الهند ، فقد تستغرق إعادة بناء المناطق المنكوبة عدة سنوات سيما وأن الأوضاع الاقتصادية في الهند إلى تباطوء وثلث السكان يعيشون تحت خط الفقر .

ويتابع المقارنة فيقول :

في الغرب الكندي وجه اللوم للحكومة لعدم أخذها بعين الاعتبار تقريرا صدر عام 2006 يوصي باتخاذ مجموعة من الإجراءات للحد من أضرار الكوارث الطبيعية ولكن لا شك أبدا أن ألبرتا أكثر جهوزية من الهند للتصدي لتلك الكوارث . وقد أشار مدقق عام الهند منذ شهرين إلى أن الحكومة لم تفعل شيئا منذ تبني قانون إدارة الكوارث ولم تقدم لجنة الوقاية من الكوارث التي تأسست عام 2007 أية توصيات أو قوانين أو سياسات لمواجهة أضرار الكوارث الطبيعية .

ويعلق : حتى الإهمال تطاله اللامساواة . ويضيف :

بحسب المؤسسة الكندية للرصد الجوي ، فإن التغيرات المناخية قد تؤدي إلى تكرار الفياضانات في منطقة البراري الكندية في حين أفاد تقرير صادر عن البنك الدولي أن ارتفاع الحرارة من شأنه زيادة وتكرر الأمطار الموسمية في الهند من مرة واحدة كل قرن إلى مرة كل عشر سنوات .

من هنا ، فعلى الدول الغنية كما على الدول النامية اتخاذ إجراءات للحد من أضرار الكوارث الطبيعية حتى لو كانت التكاليف مرتفعة على المدى القصير . من هنا أيضا الحاجة إلى مواجهة التغيرات المناخية حتى لو كانت نتائجها تبدو لنا بعيدة أحيانا على الصعيدين الزمني والجغرافي ، فلا أحد في مأمن يختم أندره برات مقالته في صحيفة لا بريس.

وإلى صحيفة "ذي غلوب أند مايل" الواسعة الانتشار في كندا حيث كتب جيفري سيمسون مقالاً بعنوان "رخاء نسبي، ثم الثورة". فقال إنه لو كان الفيلسوف السياسي والمؤرخ الفرنسي ألكسي دي توكفيل (1805- 1859) يعيش في زمننا اليوم لاعتقد أنه فهم التظاهرات الضخمة في تركيا والبرازيل، فهو كان المراقب والمفكر الذي ابتدع فكرة "ثورة التوقعات المتزايدة".

ففي مطلع القرن التاسع عشر لاحظ دي توكفيل أن بعض المناطق الفرنسية التي كانت الظروف الاقتصادية فيها تشهد تحسناً، كانت من أشد معاقل الحمية الثورية. وإن لم يكن للرخاء من دور، كان يبدو على الأقل أن نشقات الرخاء تشجع الناس على أن تحلم وتتحرك مطالبة بالمزيد منه. فالحرمان النسبي ينتج التمرد أكثر مما ينتجه الحرمان الكامل.

يعترض الكثيرون اليوم على نظرية دي توكفيل، يقول سيمسون، لكن أصداء فكرته مسموعة حالياً، كما في تركيا والبرازيل، حيث لم يقد التظاهرات فلاحون من الأرياف أو سكان ال"فافيلاس"، أي المدن العشوائية في البرازيل، إنما يبدو أن من قادها هم أناس من الطبقة المتوسطة في دول تشهد نمواً اقتصادياً صلباً، تعبيراً عن إحباطهم، يقول جيفري سيمسون.

ولكن ما الذي يحبطهم؟ كل حالة مختلفة عن سواها، يقول الكاتب. ففي تركيا معارضة لابتعاد رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان عن العلمنة، ولعجرفته المتزايدة أيضاً. وفي البرازيل حيث ينتشر الفساد السياسي على نطاق واسع، غصت الشوارع بالناس الذين عبروا عن غضبهم من سوء الحكم بعد ورود معلومات جديدة عن رداءة الخدمات العامة من جهة وعن الإنفاق السخي على ملاعب الألعاب الأولمبية التي تستضيفها البرازيل عام 2016 وملاعب بطولة كأس العالم لكرة القدم التي يستضيفها عملاق أميركا الجنوبية العام المقبل، من جهة أخرى.

ولو كنتَ في الحزب الشيوعي الصيني حيث الحكم السلطوي المركزي يشكل أسلوب عمل الحكومة لنظرتَ إلى أحداث تركيا والبرازيل وضاعفتَ تصميمك على قمع حرية التعبير والتجمعات السياسية، يقول جيفري سيمسون في "ذي غلوب أند مايل". الصين أنتجت أكبر طبقة متوسطة في التاريخ وفي أقصر فترة زمنية، وهي بالتالي مكان ملائم لنظرية ألكسي دي توكفيل، يرى الكاتب. والسلطات الصينية مصممة على توفير المزيد من الرخاء الاقتصادي دون منح حريات سياسية وإعلامية متوفرة حالياً على نطاق واسع على امتداد آسيا، ولا يمكن التوفيق بين هذين الأمرين على المدى الطويل، يرى الكاتب.

ويعود سيمسون إلى الأحداث التي شهدتهما تركيا والبرازيل مؤخراً فيقول إنها تذكرنا كيف أن اللامتوقع يجب أن يكون متوقعاً، فلا أحد توقع حصول هذه التظاهرات في دول كان يُعتقد أنها سائرة نحو مستقبل اقتصادي أفضل يُفترض أن ينتج ارتياحاً قومياً وسكوناً سياسياً.

ويستشهد سيمسون بكتاب صدر مؤخراً للمراسل الدولي كريستشان كاريل، الأميركي الجنسية، بعنوان "متمردون غرباء: 1979 وميلاد القرن الحادي والعشرين" والذي ينظر إلى أحداث وقعت في تلك السنة: استلام دينغ شياو بينغ مقاليد الحكم في الصين، وكارول فويتيلا قيادة الفاتيكان تحت اسم يوحنا بولس الثاني، ونهاية نظام الشاه في إيران وانتخاب مارغريت تاتشر رئيسة لحكومة بريطانيا. هذه الأحداث التي ستغير وجه العالم لم يتوقعها أحد قبل بضع سنوات من حصولها. وبعد حصولها بعقد من الزمن، لم تتوقع ألمانيا الغربية الانهيار المذهل والسريع للنظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية رغم مراقبتها لكل ما كان يجري في هذه الدولة. وهل توقع أحد أعمال الشغب الأخيرة في السويد الوديعة؟ وكم من المراقبين توقعوا حراك "الربيع العربي"؟ يتساءل جيفري سيمسون قبل أن يختم بقول مأثور لرئيس حكومة بريطانيا الأسبق هارولد ماكميلان الذي لما سُئل عن أكثر ما يقلقه أجاب "الأحداث، يا عزيزي، الأحداث!".

استمعوا

فئة:اقتصاد، بيئة وحياة حيوانية، دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.