أمهل الجيش المصري في بيان أصدره اليوم القوى السياسية 48 ساعة للاتفاق على مخرج للأزمة التي تعصف بمصر، وقال إنه سيعلن "خارطة طريق" للمستقبل إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المذكورة. وجاء في البيان "تهيب القوات المسلحة بالجميع بأنه إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة فسوف يكون لزاماً عليها أن تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية المخلصة بما فيها الشباب الذى كان ولا يزال مفجراً لثورته المجيدة"، في إشارة إلى "ثورة 25 يناير" التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في شباط (فبراير) 2001.
وقوبل البيان الذي أذيع تلفزيونياً بتهليل معتصمين في ميدان التحرير وترحيب محتجين قرب قصر الرئاسة يطالبون بتنحي الرئيس محمد مرسي، كما هلل له مصريون في مطار القاهرة الدولي. وعقب صدوره قامت مروحيات عسكرية مصرية بالتحليق فوق ميدان التحرير في القاهرة المكتظ بالحشود المطالبة بتنحي مرسي، وقد تدلى منها علم مصر وأعلام القوات المسلحة ترفرف في الأجواء.
لكن مؤيدي الرئيس المصري، القادم من جماعة الإخوان المسلمين، لم يخفوا استياءهم من البيان الصادر عن الجيش، وقال في هذا الصدد ياسر حمزة، العضو القيادي في حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية للجماعة "انتهى عصر الانقلابات العسكرية".
وشهدت مصر أمس تظاهرات ضخمة في القاهرة وعشرات المدن شارك فيها، حسب مصدر عسكري، 14 مليون مواطن متجاوبين مع دعوة المعارضة للمطالبة بتنحي الرئيس محمد مرسي. وقامت مروحيات عسكرية بإلقاء أعلام على المتظاهرين في ميدان التحرير "تحية للشعب على رقيّه وتظاهره السلمي وحفاظه على المنشآت"، حسب مصدر عسكري.
لكن أعمال عنف شابت التظاهر السلمي، إذ لقي ثمانية أشخاص حتفهم مساء أمس في اشتباكات حول المقر الرئيسي للإخوان المسلمين في القاهرة لما أطلق أشخاص داخل المبنى النار على شبان كانوا يقذفونهم بالحجارة والقنابل الحارقة. وقال مسؤول في جماعة الإخوان إن اثنين من أعضائها أصيبا. وقُتل ثمانية أشخاص آخرين وأصيب 731 غيرهم بجراح في اشتباكات في أنحاء متفرقة من البلاد يوم أمس. واليوم ألقى مجهولون قنابل حارقة على مقر "حزب الوسط المصري" المعتدل المتحالف مع الإخوان المسلمين. وأصدر الحزب بياناً دعا فيه كافة الأطراف للحوار.
فادي الهاروني تناول الأوضاع في مصر في حديث مع العضو المؤسس في جمعية "مصريون كنديون من أجل الديمقراطية"، المهندس محمد شريف كامل.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.