علق الصحافي الكندي فرانسوا بروسو في صحيفة لو دوفوار على الأوضاع المتفجرة في مصر :
" الشعب يريد إسقاط النظام " و " إرحل يا مرسي " شعارات رفعها المتظاهرون في الذكرى الأولى لانتخاب الرئيس المصري محمد مرسي كأول رئيس ينتخب ديموقراطيا في مصر . وهو اليوم بدأ بالسقوط ويتركز حول شخصه المسكين إحباط سنتين ونصف من ثورة يبدو أنها فشلت .
ويتابع فرانسوا بروسو :
للوهلة الأولى نغتبط إزاء فشل الإسلاميين في مصر وفي تونس وفقدانهم ثقة الشعب بسرعة بعد تسلمهم السلطة ومواجهتهم واقع صعوبة الإدارة . وهم أصلا لم يشاركوا فعليا في الثورات المناهضة للدكتاتوريات العسكرية العلمانية لكنهم سرعان ما قطفوا ثمارها عند حلول موعد الانتخابات وساهم الظلم الذي تعرضوا له خلال الحكم الديكتاتوري وكذلك سمعتهم بالاستقامة في دعم الناخبين لهم وحصولهم على نسبة اثنين وأربعين بالمئة في تونس وخمسة وستين بالمئة في مصر .
ويستشهد بروسو بما قاله المثقف الجزائري لهواري عدي في مطلع التسعينيات من أن الهالة التي يتمتع بها الإسلاميون ستوصلهم يوما ما إلى السلطة عندما ستجري انتخابات ديموقراطية ولكن سرعان ما سيصطدمون بالواقع ويفشلون .
ويعلق فرانسوا بروسو : بالواقع هذا ما يجري حاليا في مصر حيث يعارض الشعب الرئيس مرسي الذي فاز بغالبية اثنين وخمسين بالمئة . وليست المعارضة لكونه متهما بإقامة جمهورية إسلامية . أبدا . فالدولة المصرية في ظل حكم مرسي باتت ضعيفة وبعض الوزارات الأساسية ليست بيد الإخوان المسلمين والشرطة في تمرد علني وترفض حماية مراكز الإخوان التي تتعرض لأعمال التخريب والجيش يلعب لعبة مزدوجة خادعة .
ويشرح بروسو : الرئيس مرسي بات مرفوضا والإخوان المسلمون مهزومين لأن الأزمة الاقتصادية تزداد تفاقما والشعب يطالب بالخبز والمحروقات ، ولأن الإخوان المسلمين أظهروا عدم كفاءة تعدت توقعات خصومهم ولأن قسما من الشعب المصري يرفض وجود رجال دين في السلطة ولكن أيضا لأن الموالين للنظام السابق يصبون الزيت على النار .
ويتساءل فرانسوا بروسو : أين مثاليو يناير 2011 ، هؤلاء العلمانيون الليبيراليون الاشتراكيون الذين كانوا يحلمون بتحديث مصر وانفتاحها على العالم ؟ هل سيتمكنون من التأثير في ما يحدث ؟ هل هم واعون لخطر انقلاب جديد على السلطة يقوم به الشارع والجيش في وقت انتخب فيه مرسي بطريقة ديموقراطية ؟ وماذا بعد مرسي ؟ من سيخلفه ؟ ما سيكون برنامجه ؟ مع من سيتحالف ؟
للأسف لا أحد في مصري يمتلك أجوبة على هذه التساؤلات ، يختم الصحافي الكندي فرانسوا بروسو مقالته في صحيفة لو دوفوار .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.