رفض الرئيس المصري محمد مرسي اليوم مهلة الثماني وأربعين ساعة التي حددها الجيش لحل الأزمة السياسية في البلاد قائلاً إنه لم يُستشر بشأنها وإنه سيمضي قدما في خططه للمصالحة الوطنية. وكان الجيش قد أصدر أمس بياناً أمهل فيه القوى السياسية 48 ساعة للاتفاق على مخرج للأزمة التي تعصف بمصر، وقال إنه سيعلن "خارطة طريق" للمستقبل إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المذكورة.
ويبدو الرئيس القادم من جماعة الإخوان المسلمين منعزلاً بدرجة كبيرة بعد صدور بيان الجيش الذي لقي ترحيباً واسعاً من المعارضة ومن ملايين المواطنين الذين يملأون الساحات منذ يوم الأحد مطالبين الرئيس بالتنحي، وقد بلغت أعدادهم في ذاك اليوم 17 مليوناً في مختلف أنحاء البلاد وفق مصادر وزارة الداخلية. إلاّ أن محمد البلتاجي، القيادي البارز في جماعة الإخوان، دعا في كلمة ألقاها مساء اليوم وسط بضعة آلاف من مؤيدي الرئيس المصري المعتصمين في محيط مسجد "رابعة العدوية" شمال القاهرة جميع مؤيدي الرئيس للنزول إلى ميادين مصر الليلة لدعم شرعية الرئيس، محذِّراً من "أي انقلاب على شرعية النظام الحاكم". وكان البلتاجي قد قال في تصريح سابق إن "أي انقلاب سيحدث على شرعية الرئيس محمد مرسي لن يمر إلا على رقابنا". وجاء تصريحه قبيل نفي الجيش أن يكون قد قام بانقلاب عسكري حين حدد مهلة 48 ساعة للسياسيين لحل الأزمة التي تعصف بالبلاد وإلا وضع خارطة طريق للمستقبل تنفذ تحت إشرافه.
وهنا في كندا أعلنت وزارة الخارجية عن إقفالها سفارتها في القاهرة لأسباب أمنية وذلك حتى إشعار آخر. وتشهد القاهرة ومناطق مصرية عديدة مواجهات دامية بين أنصار الرئيس مرسي ومعارضيه. واليوم سقط سبعة قتلى وعشرات الجرحى بين الطرفين في مواجهات في الجيزة قرب القاهرة.
فادي الهاروني تناول التطورات المفصلية التي تعيشها مصر في حديث مع الأستاذ وائل صالح، المؤسس المشارك والمنسق في مرصد التخصصات المترابطة لدراسة الحركات الإسلامية التابع لكرسي الأبحاث الكندي في مجال الإسلام والتعددية والعولمة في جامعة مونتريال، والباحث المشارك في مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في كرسي راوول داندوران للدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية في جامعة كيبيك في مونتريال.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.