جنود مصريون اليوم في أحد شوارع القاهرة

جنود مصريون اليوم في أحد شوارع القاهرة
Photo Credit: خالد دسوقي / أ ف ب

من الصحافة الكندية: “لن تستفيد مصر من انقلاب جديد”

علقت صحيفة "ذي غلوب أند مايل" اليوم على الأحداث الحالية في مصر في مقال بعنوان "لن تستفيد مصر من انقلاب جديد".

تقول الصحيفة الواسعة الانتشار في كندا إن على كافة القوى السياسية في مصر أن تلتزم بالقواعد الديمقراطية، مضيفة أن أقلية من بين الأشخاص النشطين سياسياً في البلاد تقوم بذلك. وترى الصحيفة أنه في هذه الظروف الخاصة لعل أفضل المسارات يكمن في تشكيل حكومة عريضة تضم عدداً مهماً من التكنوقراط مع بقاء محمد مرسي في سدة الرئاسة.

وتمضي "ذي غلوب أند مايل" بالقول إن العديد من الناشطين الليبراليين الديمقراطيين يدعون القوات المسلحة للقيام بانقلاب، في مفارقة يكمن خطرها في عودة إلى النظام، العسكري بنسبة كبيرة، الذي استمر من عام 1952 حتى عام 2011. صحيح أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يؤكد أن لا نية لديه للقيام بانقلاب، لكنه مع ذلك وجه إنذاراً نهائياً. فإذا لم يستجب الرئيس مرسي ل"مطالب الشعب" خلال المهلة المحددة في الإنذار يقوم الجيش بفرض "خارطة طريق"، ما قد يعني وفقاً لبعض التفسيرات تعليق الدستور وحل البرلمان، تقول الصحيفة الكندية  لافتة إلى أن بيان الإنذار النهائي الصادر عن الجيش لم يحدد "مطالب الشعب".

وتضيف "ذي غلوب أند مايل" أن محمد مرسي، مرشح جماعة الإخوان المسلمين للرئاسة، فاز في انتخابات العام الماضي "بفارق ضئيل جداً" وأنه كان عليه أن يحاول أن يحكم بالاستناد إلى توافق عريض، وبشكل خاص كان عليه أن يقبل بصورة أكثر منهجية قرارات القضاء، حتى وإن أظهر بعض القضاة بعض التحيز أو المحاباة للنظام السابق.

لم يكن الربيع العربي متوقعاً ولم يكن الإخوان المسلمون مهيئين للحكم كما هي حال أحزاب المعارضة في الديمقراطيات الليبرالية، وكل هذا يظهر، وبشكل مؤلم، في أداء كل من محمد مرسي وحزبه، تقول "ذي غلوب أند مايل". ولكن باستثناء الجيش وشبكة الناس حول الرئيس الأسبق حسني مبارك، لم يكن هناك من حزب معارضة آخر – كما أن ما من حزب آخر حالياً - يتمتع في الوقت نفسه بشعبية واسعة وبأسس ثابتة، وبالتالي لم يكن فوز محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية مفاجئاً، ترى الصحيفة الكندية.

التظاهرات الضخمة والمتواصلة في القاهرة وسواها من المدن والمناطق المصرية مهيبة جداً، لكن على المدى المتوسط إلى البعيد لا بديل عن حزب سياسي علماني جيد التنظيم ويتمتع بشعبية واسعة، ترى الصحيفة، لكن ما من عصا سحرية تستطيع وضع حزب من هذا النوع بشكل مفاجئ.

سيكون مؤسفاً البدء من الصفر مجدداً عن طريق انقلاب جديد، وبالتالي إبطال كل التغيير المؤسساتي الذي تم إنجازه حتى الآن، بما في ذلك الانتخاب الشرعي، ولكن المؤسف، لمحمد مرسي، تقول الصحيفة. أما الأمل السياسي الوحيد لمصر في المستقبل القريب فيكمن في ائتلاف عريض من العلمانيين والمسلمين المعتدلين وعدد هام من التكنوقراط الأكفاء، تختم "ذي غلوب أند مايل".

استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.