مصريون يحتفلون بعد إطاحة الرئيس مرسي

مصريون يحتفلون بعد إطاحة الرئيس مرسي
Photo Credit: موقع راديو كندا / عمر نبيل

الصحافة الكندية: رحيل مرسي وإرث من المخاطر

احتل نبأ إطاحة الرئيس المصري محمد مرسي حيزا مهما في اهتمامات الصحف الكندية التي افردت له مساحات واسعة من صفحاتها.

نستهل مع صحيفة الناشونال بوست ومع مقال بتوقيع دانيال بايبس  يقول فيه إن خبر اطاحة مرسي سار ومقلق في آن معا.

ويرد السرور إلى الموجة الشعبية العارمة وغير المسبوقة التي ادت إلى اقتلاع الاسلاميين المتغطرسين حسب الصحيفة  الذين كان  تعزيز سلطتهم هو الهم الاوحد. وتعتبر الصحيفة أن التجربة المصرية ملهمة.

وترى أن الحكومات الغربية أخطأت حين اعتبرت أنها وقفت إلى جانب التاريخ بتأييدها للإخوان المسلمين. وهي تجد نفسها اليوم محرجة.

اما المقلق  فهو ما يسجله التاريخ من أنه من الممكن ان نتحمل  الطوباوية الراديكاليّة حتى  تظهر المشاكل كما حصل بالنسبة للفاشية والشيوعية.

اما بالنسبة للإسلاميين ، فالاشمئزاز منهم بدأ يظهر منذ فترة. وكانت هنالك ثلاث حالات مؤخرا: في تركيا وفي الانتخابات الايرانية وفي ما شهدناه بالأمس في مصر.

ولكن ثمة تخوفا من أن تؤدي إطاحة الجيش سريعا بحكومة الاسلاميين إلى تبرئتهم. ومصر في حالة من الفوضى تقول الصحيفة. والعلاقة بين مؤيدي الإخوان المسلمين ومعارضيهم تحوّلت إلى العنف ومرشّحة للتفاقم. والشيعة والأقباط قتلوا بسبب انتمائهم الديني. والعسكر الجشع الذي حكم مصر على مدى عقود وحتى عام 2012  عاد إلى السلطة من جديد.

ولعل الوضع الاقتصادي الرديء هو اسوأ ما في الامر والاسر الفقيرة بدأت تقلّص استهلاك الطعام. اضف إلى ذلك قرار اثيوبيا بناء سد يغيّر مجرى النيل وما يترتب عنه من تداعيات بالنسبة لمصر.

وتنقل الناشونال بوست عن البروفسور لي سميث من معهد هدسون توقعه أن يكون المخرج بالنسبة للسلطة الجديدة في حرب خاطفة مع إسرائيل تعيد اللحمة إلى المجتمع المصري وتضمن للبلاد مساعدة مالية من المجتمع الدولي التواق للتوصل إلى سلام وتعيد لمصر موقعها على الساحة الاقليمية.

وتستبعد الصحيفة أن تحقق الحرب أيا من هذه الأهداف ولكن الاحتمال وارد كما تقول . وسبق للجيش المصري أن خاض حروبا ضد إسرائيل.

ويخلص دانيال بايبس في الناشونال بوست إلى القول إن فرحته بسقوط مرسي يقابلها قلق من الا نتعلّم الدرس من سوء الحكم.

صحيفة الغلوب اند ميل تساءلت من جهتها إن كان من الممكن الحديث عن انقلاب واعتبرت أن العالم يختار عباراته بتأن. ومفهوم الانقلاب يعني الانقلاب على رئيس شرعي وكلمة شرعي تحمل تأويلات كثرة بحسب أحد خبراء العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون ، بول سوليفن.   فمرسي بنظر الكثير من المصريين ليس رئيسا شرعيا. ولكن ما جرى هو انقلاب في نظر مؤيدي محمد مرسي.

ويرى استاذ الصحافة المهنية في الجامعة الأميركية في القاهرة عبد الله شليفر من جهته أن إصرار الجيش المصري على القول بأن  ما قام به لم يكن انقلابا مرده إلى قواعد الكونغرس الأميركي التي تقضي بوقف المساعدات الأميركية في حال قام الجيش بانقلاب على رئيس منتخب ديمقراطيا.

وتختم الغلوب اند ميل فتؤكد أن الخبيرين يجمعان على وصف ما جرى بأنه انقلاب.

في صحيفة لودوفوار مقال بقلم سيرج تروفو يقول فيه إن ملايين المصريين طالبوا به والجيش نفّذه: إنه انقلاب عسكري ليس انقلابا عسكريا.

فقائد الجيش وزير الدفاع  عبد الفتاح السيسي  ، وبعد انتهاء مهلة الانذار، اصدر أوامره لوضع الرئيس مرسي في الاقامة الجبريّة واعلن عن خريطة الطريق التي نصت على تسليم الرئاسة المؤقتة للمستشار عدلي منصور رئيس المحكمة العليا الدستوريّة. واوكلت إليه مهمة تشكيل حكومة والاعداد للانتخابات خلال الأشهر المقبلة.

وإن كانت أحداث الأمس غير متوقعة، إلا أن مواجهة بين الجيش والإخوان المسلمين كانت متوقعة كما تقول لودوفوار.

فالإخوان قاموا بعملية تطهير في أجهزة الدولة وسرّحوا المدراء والموظفين الكبار والعاديين  واستبدولهم بآخرين ينتمون إلى الجماعة. وانتهجوا مع الرئيس مرسي سياسة رأت اغلبية المصريين فيها أسلمة للبلاد.

وبدل ان يعتمد مرسي وجماعته سياسة المهادنة مع المعارضة، عمدوا إلى "تدمير" زعماء المعارضة وإلى التضييق على حرية الصحافة على غرار ما كان يقوم به الرئيس السابق حسني مبارك واسلافه.

واكثر من ذلك، موقف الإخوان المسلمين من دور المرأة بحيث أنهم وفي اعقاب فوزهم، عمدوا إلى تقليص عدد النساء المنتخبات من 15 بالمائة في ظل العهد السابق إلى 3 بالمائة. فضلا عن أنهم لم يتحركوا لمواجهة ما يمكن وصفه بآفة الاعتداءات الجنسيّة، وعملوا على تقليص دور المرأة في القطاع العام.

وترى لودوفوار أن الجيش هو الذي سيمسك مرة أخرى بخيوط السلطة وتأمل ألاّ يتعدى الدور الذي اخذه وألاّ تعود الدكتاتوريّة إلى مصر.

استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.