رحب الرئيس الجديد للائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد العاصي الجربا، اليوم بالدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإحلال هدنة في سوريا خلال شهر رمضان. وأعرب الجربا عن قلقه حيال الوضع الإنساني في مدينة حمص في وسط غرب سوريا، وأضاف "سبق أن طلبنا هدنة مماثلة في اليوم الأول من رمضان بسبب الوضع الملح في حمص"، مؤكداً أن استمرار وقف لإطلاق النار لن يكون ممكناً إلا إذا "مارست الدول الصديقة لسوريا ضغوطاً في هذا الصدد على النظام".
واليوم قال أعضاء في المعارضة السورية إنهم فقدوا الأمل في أن تقدم الولايات المتحدة المساعدات العسكرية الموعودة لمقاتلي المعارضة، وقالت مصادر في الأمن القومي الأمريكي إن لجاناً في الكونجرس تعرقل خطة إدارة الرئيس باراك أوباما لإرسال أسلحة لمقاتلي المعارضة بسبب مخاوف ألا تكون مثل هذه الأسلحة حاسمة وأن ينتهى بها الأمر في أيدي المتشددين الإسلاميين. وفي غضون ذلك يتواصل القصف المركز من قبل النظام السوري على حمص لليوم الحادي عشر على التوالي. ويستخدم النظام المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ وسلاح الجو في قصفه الأحياء التي تسيطر عليها قوات المعارضة.
وكان الجربا قد قال يوم الأحد إن المعارضة السورية لن تشارك في مؤتمر للسلام اقترحته الولايات المتحدة وروسيا في جنيف ما لم يصبح موقفها العسكري قوياً. وجاء كلامه في حديث مع وكالة "رويترز" بعد العودة من محافظة إدلب في شمال سوريا حيث التقى قادة ألوية مقاتلي المعارضة في منطقة جبل الزاوية. وأضاف الجربا في أول مقابلة صحافية بعد انتخابه رئيساً للائتلاف يوم السبت أن أولويته كرئيس للائتلاف هي تأمين "السلاح النوعي وغير النوعي والمتوسط إلى المناطق المحررة والجيش (السوري) الحر".
وأضاف الجربا "إننا على أبواب كارثة إنسانية حقيقية في حمص. قوات الأسد التي كانت على وشك هزيمة عسكرية محتمة أصبحت الآن مدعومة من إيران وحليفها حزب الله. لن يهدأ لي بال حتى أوفر الأسلحة المتطورة اللازمة للرد على الأسد وحلفائه. وأعطي نفسي شهراً واحداً لتحقيق ما أنوي القيام به".
وقال وفد من نشطاء حمص اجتمع بهم الجربا إن الرئيس الجديد للائتلاف الوطني تبرع بمبلغ ٢٥٠ ألف دولار أميركي من ماله الخاص لدعم جهود الإغاثة الإنسانية في المدينة التي قد تسقط الأحياء المتمردة فيها خلال أيام.
وكان اجتماع الائتلاف في نهاية الأسبوع الماضي قد أسفر عن مراجعة شاملة لقيادته. وفاز الجربا بالرئاسة بفارق ثلاثة أصوات في اقتراع الجولة الثانية على رجل الأعمال مصطفى الصباغ الذي حصل على 52 صوتاً. وتربط الجربا علاقات وثيقة بالمملكة السعودية، أما الصباغ فمحسوب على جماعة الإخوان المسلمين.
فادي الهاروني تناول التطورات الأخيرة المتعلقة بالنزاع في سوريا في حديث مع المعارض القديم للنظام السوري الأستاذ توفيق دنيا، عضو الائتلاف الوطني السوري والعضو المؤسس في الجمعية الوطنية السورية، وهي منظمة كندية غير حكومية.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.