عناصر إطفاء في موقع الحادثة في لاك ميغانتيك

عناصر إطفاء في موقع الحادثة في لاك ميغانتيك
Photo Credit: ا ب / و ص ك / بول شياسون

لاك ميغانتيك: تعاضد في مواجهة المأساة

 لاك ميغانتيك تعيش أياما صعبة وسكان المدينة الصغيرة  يستفيقون يوما بعد يوم على المزيد من الأخبار المحزنة. فقد  ارتفعت حصيلة ضحايا حادثة انفجار القطار الذي كان ينقل النفط الخام إلى 13 ضحية  بعد أن كشفت السلطات عن ثمانية قتلى آخرين . وما زال 40 شخصا في عداد المفقودين. وقد دمّر الانفجار وسط المدينة والحق الضرر بنحو 40 مبنى.

لكن تعاضد المواطنين مع سكان المدينة يبلسم الجراح  ويساعد في التخفيف من حدة المأساة. وقد تم جمع مليون دولار من التبرعات في غضون ايام قليلة لتقديم المساعدة ،لاسيما لاولئك الذين فقدوا منازلهم التي دمرتها الانفجارات . كما تطوّع الكثيرون لتقديم الدعم الطبي والنفسي والروحي . وأمضى كاهن المدينة ساعات طويلة في مركز الطوارئ الذي أقيم في مدرسة قريبة. ووضعت باصات المدرسة في خدمة المواطنين لمساعدتهم في تنقلاتهم في هذه المدينة الصغيرة الهادئة التي تعد 6000  نسمة. وتقوم فرق الصليب الأحمر و جيش الخلاص من جهتها بتقديم المساعدة العينيّة وبتوفير الخدمات الصحيّة وخدمات النظافة . وقد جمعت المساعدات العينية من البسة وأغطية وسواها من المواد التي تكدست في ملعب المدرسة . وقدّمت المطاعم النقالة القهوة مجانا للجميع كما قدمت وجبات الطعام للمنكوبين.

وتحدّث فيليب كويار زعيم الحزب اللبرالي المحلي في كيبيك من لاك ميغانتيك وأعرب عن حزنه لما عاينه من خراب في المدينة ومما قاله:

ستكون حالة الحداد صعبة نظرا للظروف الخاصة المحيطة بالحادثة. و قد لفتني تعاون المواطنين مع بعضهم البعض والمرونة التي يبدونها في تعاملهم مع الحدث.

واثنى كويار على تعاضد المواطنين فيما بينهم مشيرا إلى أن المساعدات وصلت إلى لاك ميغانتيك من كل أنحاء مقاطعة كيبيك. و أشار إلى وجود 30 عاملا اجتماعيا لتلبية الحاجات النفسية لسكان المدينة المنكوبين ومساندتهم في مواجهة المأساة التي ضربت مدينتهم.

و كانت السلطات قد ضربت طوقا أمنيا في محيط المنطقة المنكوبة ومنعت أيا كان من دخولها.

مدينة لاك ميغانتيك في الشرق الكيبيكي قبل الكارثة
مدينة لاك ميغانتيك في الشرق الكيبيكي قبل الكارثة ©  موقع وكيبيديا/ سيمون فيلنوف

وباشر السكان العودة إلى منازلهم بعد 4 أيام على إخلائها بسبب كثافة الدخان المتصاعد من حرائق عربات الصهاريج التي كانت تنقل النفط الخام. ويعود السكان في إطار خطة أعدّتها بلدية المدينة بالتعاون مع الدفاع المدني. وتشمل الخطة 1200 مواطن من بين 2000 مواطن تمّ إجلاؤهم. تقول بهذا الصدد كوليت روا لاروش رئيسة بلدية لاك ميغانتيك:

لدي خير سار صباح اليوم: فقد اصبح ممكنا لسكان اثنين من  الأحياء التي تم إخلاؤها العودة إلى منازلهم. وسنواصل إعطاء التعليمات تباعا للسكان الباقين. وأضافت بأن الإخطار الذي اصدرته البلدية بوجوب غلي المياه والاقتصاد في استهلاكها  ما زال معمولا به حتى إشعار آخر.

وكانت الحادثة قد أدت إلى انسكاب النفط من العربات الصهاريج في  النهر الذي تتزود منه لاك ميغانتيك بالمياه.

وثمة أسئلة كثيرة مطروحة في أعقاب الحادثة حول الشركة الاميركيّة  "مونتريال ، مين اند اتلانتيك". وتبحث الشركة في أسباب الحادثة  وقد تم الحديث عن خلل محتمل في نظام المكابح الهوائيّة.

وكان القطار الذي يضم 73 عربة  قد توقف في مدينة نانت المجاورة  للاك ميغانتيك لاستبدال طاقمه. ولسبب مجهول، أكمل طريقه بدون سائق وانزلق وخرج عن سكته ، ما ادى إلى انفجار العربات الصهاريج وما تلاه من حرائق واضرار. وقد شبّه رئيس الحكومة الكندية ستيفن هاربر موقع الحادثة بساحة حرب.

و قد باشر مكتب سلامة النقل التحقيق في الحادثة وتوقع أن يكون التحقيق معقدا وأن يستغرق وقتا طويلا. يقول بهذا الصدد المحقق الرئيسي إد بلكلول إن فريقه عكف على فحص نوعية العربات التي تستخدمها شركة "مونتريال، مين اند اتلانتيك" ويشتبه بأنها ليست آمنة بما فيه الكفاية. وأضاف يقول:

ثمة معايير كثيرة تدخل في عين الاعتبار، كما ينبغي جمع كم هائل من المعلومات. فضلا عن أن ثمة تحقيقات موازية تجري في الوقت عينه. وبالتالي فإن مكتب سلامة النقل لن يكشف عن المعلومات التي لديه لتجنب الإساءة إلى التحقيقات الأخرى.

و تابع مشيرا إلى أن المحققين قاموا بفحص موقع الحادثة، باستثناء الجزء الذي يضم العربات الصهاريج المحترقة لأن الشرطة ما زالت تفرض طوقا أمنيا حوله لاعتبارات تتعلق بالسلامة العامّة.

وكان مكتب النقل قد أوكل إلى 14 محققا مهمة التدقيق في الأسباب التي أدت إلى وقوع الحادثة والأسباب التي أدت إلى اندلاع الحريق على متن إحدى العربات قبل مغادرة القطار مدينة نانت حيث كان متوقفا لاستبدال طاقمه.

وكان المحققون قد عثروا على الصندوق الأسود الذي يتضمن سجل بيانات القطار ما سيساعدهم في تحقيقاتهم بدون أدنى شك.

استمعوا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.