وزير الدفاع في حكومة حزب المحافظين بيتر ماكاي يتحدث إلى الصحافيين خلال المؤتمر العام  للحزب في أوتاوا في 10 حزيران (يونيو) 2011

وزير الدفاع في حكومة حزب المحافظين بيتر ماكاي يتحدث إلى الصحافيين خلال المؤتمر العام للحزب في أوتاوا في 10 حزيران (يونيو) 2011
Photo Credit: آدريان وايلد / و ص ك

من الصحافة الكندية: المزاج العام تحول ضد المحافظين

فيما يتهيأ رئيس الحكومة الكندية، زعيم حزب المحافظين، ستيفن هاربر للإعلان عن تعديل وزاري، ما هي التحديات التي تواجه حزبه؟ سؤال يطرحه الكثيرون، ومن بينهم جيفري سيمسون، كاتب العمود في صحيفة "ذي غلوب أند مايل"، الرصينة والواسعة الانتشار في كندا، الذي وضع مقالة بعنوان "المزاج تحول ضد المحافظين".

ليس أبرز التحديات أن نوايا الاقتراع لحزب المحافظين تراجعت بشكل ملموس، فهذه يمكن استعادتها في الوقت المناسب، بل أن عدد الأشخاص الذين قد يفكرون بالاقتراع لهذا الحزب تراجع سريعاً وبصورة دراماتيكية، يقول جيفري سيمسون.

شركة الاستطلاع "نانوس" سألت المواطنين ما إذا كانوا يفكرون بالاقتراع للأحزاب. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت وجدت أن أقلية من الكنديين في كل منطقة لا تفكر بإمكانية الاقتراع لحزب المحافظين. هذا لا يعني أن الآخرين كانوا ينوون فعلاً الاقتراع لهذا الحزب، بل أنه كان من الممكن بنظرهم أن يقترعوا له. نتيجة من هذا النوع – بمعنى أن يكون الفارق كبيراً بين نوايا الاقتراع الفعلية لحزب ما واحتمالات الاقتراع له – تعطي الحزب أملاً بأنه إذا ما اعتمد المقاربة الصحيحة باستطاعته توسيع قاعدة مؤيديه.

بين السادس عشر والتاسع عشر من حزيران (يونيو) الماضي طرحت شركة "نانوس" السؤال نفسه على ألف مواطن، فحصلت على إجابات مختلفة. غالبية المستطلعين في كندا، باستثناء مقاطعات الغرب الأربع، قالوا إنهم لا يفكرون بإمكانية الاقتراع لحزب المحافظين، لترتفع بذلك نسبة الذين قالوا إنهم لا يفكرون باحتمال الاقتراع لهذا الحزب من 28,5% في الاستطلاع الأول إلى 51,5% في الاستطلاع الثاني.

خلال سبعة أشهر ارتفعت نسبة المستطلعين في مقاطعات الأطلسي الأربع الذين قالوا إنهم لا يفكرون بإمكانية الاقتراع لحزب المحافظين من 38% إلى 59%، وفي كيبيك، ثانية كبريات المقاطعات الكندية، ارتفعت النسبة من 48% إلى 67%، وفي أونتاريو، كبرى المقاطعات، ارتفعت من 38% إلى 51%، وفي بريتيش كولومبيا، كبرى مقاطعات الغرب الكندي، ارتفعت من 30% إلى 48%. فقط في مقاطعات البراري الثلاث في غرب كندا، ومن ضمنها ألبرتا، معقل المحافظين، بقيت نسبة الذين قالوا إنهم لا يفكرون بإمكانية الاقتراع لحزب المحافظين على حالها في الاستطلاعين، أي بحدود 30%.

ويرى جيفري سيمسون أن هذه الأرقام بالغة الخطورة للمحافظين الذين وصلوا إلى الحكم في أوتاوا بقيادة ستيفن هابر قبل سبع سنوات ونصف، وأنها تعكس ارتفاعاً كبيراً في عدد الكنديين المتشككين فيهم، لا بل الذين يناصبونهم العداء. لذلك يحتاج حزب المحافظين لما يفوق بكثير تعديلاً وزارياً من أجل العودة بالمواطنين إلى مزاج بحيث يفكرون مجدداً باحتمال الاقتراع له.

ويضيف الكاتب أن استطلاع شركة "نانوس" لا يشير إلى دوافع أجوبة المستطلعين، ولكن عندما يتبدل الرأي العام بهذا القدر الكبير، السؤال الذي يُطرح هو لماذا.

طبعاً، الخداع الذي قام به مايك دافي وباميلا والين، عضوا مجلس الشيوخ عن حزب المحافظين، ونايجل رايت، رئيس مكتب رئيس الحكومة، ألحق الأذى بسمعة الحزب. لكن هناك أسباب أخرى، يرى جيفري سيمسون. فالنمو الاقتصادي كان أبطأ من المتوقع في الخريف الفائت، كما تعطلت صفقات تجارية أسهب المحافظون في الكلام عنها، وكذلك الأمر بالنسبة لأنبوب النفط "كيستون اكس-ال" الذي حيكت حوله دعاية مضللة، يقول سيمسون. وقد يكون الزمن فعل فعله فترك أثلاماً وندوباً في الحزب الحاكم، يضيف الكاتب الذي لا يستبعد أيضاً أن يكون لأسلوب ستيفن هاربر في الحكم والتعاطي مع الآخرين دور في تراجع شعبية الحزب.

ويختم جيفري سيمسون بالقول إن المحافظين ما يزالون يحظون باثنين وأربعين بالمئة من الناخبين الذين قد يفكرون بالاقتراع لهم، وإنهم بحاجة لأن يقترع لهم جميع هؤلاء تقريباً كي يفوزوا بحكومة أكثرية، وهذه، برأيه، نتيجة غير محتملة بنسبة عالية.

استمعوا

فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.