نستهل جولتنا على الصحف الكندية مع صحيفة الغلوب اند ميل التي نشرت في صدر صفحتها الأولى خبرا مؤثرا ومفرحا في آن، تحدثت فيه عن شرارة عزم انطلقت من الظلام الساحق. وتتناول الصحيفة قضية شابة طالبة في جامعة برتيش كولومبيا حصلت على شهادة الماجستير . وصفق الطلاب والأهل والأصدقاء والأساتذة طويلا وبحرارة للطالبة رومانا منظور وكان التصفيق بمثابة خروج من محنة طويلة عاشتها الشابة منذ سنتين.
فالطالبة ، وهي بنغلادشية كانت تتابع دراستها في العلاقات الدولية في الجامعة الكندية. قد تعرّضت لاعتداء من قبل زوجها البنغلاديشي لدى عودتها إلى بلادها لزيارة عائلتها.
فقد رماها بالأسيد فشوّه وجهها وأصيبت بالعمى وفقدت جزءا من أنفها.
واعربت منظور عن امتنانها للعناية التي لقيتها في كندا وأشارت إلى انها تابعت علاجا مكثفا ومضنيا خلال السنتين الماضيتين. وكانت إدارة الجامعة قد قدمت لها المساعدة لتلقي العلاج في فانكوفر وقدمت أيضا الإقامة وكلفة السفر لابنتها وبعض افراد أسرتها. ونظمت حملة تبرعات جمعت خلالها مبلغ 95 ألف دولار.
واليوم وقد نالت شهادتها، تقول رومانا منظور بأن الماضي اصبح وراءها.
وتنقل الغلوب اند ميل عن الشابة قولها إن كندا كانت بالنسبة لها في البداية مجرّد دولة تتابع فيها دراستها. و لكنها أصبحت اليوم بمثابة منزل لها وهي تثمن كل الاهتمام والمحبة والدعم والعناية التي حصلت عليها هنا. ولا تعرف لمن توجه الشكر، وتقول إنها ممتنة لكل الذين قدموا لها الدعم المادي والنفسي والطبي والذين تفهموا معاناتها.
صحيفة لابرس تابعت على غرار كل الصحف الكيبيكة والعديد من الصحف الكندية الصادرة خارج مقاطعة كيبيك تغطيتها المكثفة لحادثة انفجار العربات الصهاريج والمأساة التي تسببت بها في مدينة لاك ميغانتيك.
خمسون عائلة في حالة الحداد، عنوان تصدّر الصفحة الأولى في لابرس وظهرت وراءه صورة لعدد من سكان المدينة المنكوبة في حالة من الحزن الشديد. وأشارت إلى ان خيط الأمل الرفيع بالعثور على أحياء انقطع والحصيلة ارتفعت إلى 50 ضحيّة.
وتنقل لابرس تفاصيل الزيارة التي قام بها للمدينة اد بوركهارت رئيس مجلس إدارة الشركة الأميركية "مونتريال مين اند اتلانتيك" مالكة القطار للمدينة وتقول إن بوركهارت اعتذر من سكان المدينة وتفهّم غضبهم منه لأنه تأخر خمسة ايام قبل زيارة المدينة. وتقول إن الزيارة كانت صعبة والمؤتمر الصحافي الذي عقده بوركهارت كان عاصفا.
ولفت الصحافي ايف بوافير في تعليقه في لابرس إلى ما وصفه بالكذب الذي صدر عن إد بوركهارت .ونقل عنه ثناءه قبل أيام على سائق القطار ، ليعود ويقول أمس خلال زيارته لمدينة لاك ميغانتيك بأن السائق قد يكون قام بمناورة خاطئة.

وفي صفحة أخرى، تنقل لابرس مشاهدات مراسليها الخاصين في لاك ميغانتيك الذين وقفوا على معاناة سكان المدينة المنكوبة.
وتشير إلى أن الشرطة كانت صريحة عندما أكّدت أن المفقودين هم بمثابة ضحايا . والعائلات المفجوعة كانت قد فقدت الأمل في احتمال العثور على أحياء وخرجت من اللقاء مع الشرطة ومشاعر الحزن تعتريها ، وكذلك مشاعر الامتنان لعمل الشرطة وتعاملها مع المأساة.
وتنقل عن سيدة فقدت زوجها في الحادثة قولها غنها لم تفكر يوما ما بأن مأساة بهذا الحجم ستضرب هذه المدينة الجميلة الهادئة. وتقول إن زوجها لقي حتفه في الحادثة عندما كان نائما وتذكر الاوقات الحلوة التي أمضتها معه على ضفاف بحيرة ميغانتيك.
وتشير لابرس إلى أن نواب برلمان ولاية مين الاميركية أكدوا في قرار وقعوه تضامنهم مع جيرانهم في لاك ميغانتيك القريبة وأ نهم يتحملون جزءا من المسؤولية في الحادثة. واعتبروا أن عدم إخضاع الشركات لقواعد تنظيمية حكومية قد يؤدي إلى وقوع المآسي.
وتنقل في مكان آخر خبرا عن خطأ حصل في لائحة المفقودين وتتحدث عن شاب ورد اسمه كمفقود في وقت كان يمضي عطلة خارج بلدته. ويجهل الشاب كيف تم تداول اسمه واسم زوجته وصورتيهما في وسائل الاعلام على اساس أنهما في عداد المفقودين. وتنقل لابرس عن شرطة كيبيك أن الأخبار والصور المتناقلة عبر وسائط التواصل الاجتماعي تسهم في تغذية الشائعات وأنها دعت المواطنين إلى الحذر.
ويتحدث اندريه برات في مقاله في لابرس عن مخاطر مرور القطارات المحملة بمواد خطيرة في الأحياء السكنية. ويعتبر أن على شركات السكك الحديدية اتخاذ كل الاجراءات الكفيلة بتخفيف هذه المخاطر قدر الامكان.
ويرى أنه من المهم الاعتبار من مأساة لاك ميغانتيك . ومسؤولية أخذ العبرة تقع بالدرجة الاولى على عاتق الحكومة الفدرالية وشركات السكك الحديدية ، وبالدرجة الثانية على عاتق الحكومات المحلية في المقاطعات والمجالس البلدية وأيضا على المواطنين الذين ينبغي عليهم متابعة كل ما يتعلق بهذا القطاع.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.