علق الصحافي الكندي سيرج تروفو في صحيفة لو دوفوار على تسلسل الأحداث و تطور الأوضاع في مصر :
في اليوم الأول من الأسبوع الجاري ، سقط خمسون مصريا برصاص قوات الأمن . وفي اليوم التالي أعلن تعيين رئيس الحكومة الانتقالية الجديد ، وفي اليوم الثالث أصدر المدعي العام قرارا باعتقال المرشد الأعلى للإخوان المسلمين وكبار القياديين وأمس أكدت الدول النفطية تقديم مساعدات بمليارات الدولارات .
وإزاء تتابع هذه الأحداث ثمة سؤال يطرح نفسه حول ما إذا كانت الدولة ذات الثلاثة والثمانين مليون نسمة ستواجه على المدى القصير أوضاعا غير مستقرة وأكثر توترا مما يجري الآن . ذلك أن متابعة تصرفات الفاعلين على الساحة السياسية والاقتصادية في الداخل ورصد تحركات الخارج الساعي إلى التدخل تدفعنا إلى توقع المزيد من التوتر والعنف الذي قد يدفع بمصر إلى منطقة الخطر . أي خطر ، يتساءل تروفو ويجيب : إلى نقطة التحول واللارجوع .
ويتابع : على الصعيد الداخلي أعلن حزب النور السلفي ، الذي كان فاز بثلث الأصوات في الانتخابات التشريعية ، أعلن الطلاق مع السلطة الجديدة ورفض خارطة الطريق التي حددها الجيش وانسحب من التحالف المدعو لإدارة الفترة الانتقالية .
والخطوة تستهدف موقع الإخوان المسلمين الأشقاء الأعداء ، على الساحة السياسية . وهي تعني إذا كان هدف التنظيمين واحدا ، أي إقامة الدولة الإسلامية ، فالخط الذي تنتهجه قيادة النور للوصول إلى الهدف مختلف . فحزب النور يعتبر أن الدولة الإسلامية تتحقق انطلاقا من القاعدة وليس من رأس الهرم كما يعتبر الإخوان .
أما على الجبهة الخارجية ، يتابع سيرج تروفو ، فنشهد أكثر فأكثر طموحات الدول التي دعت نفسها إلى الآتون المصري . ولا بد من التوقف عند الزيارة التي قامت بها بعثة إماراتية من أعلى المستويات للرئيس المعين عدلي منصور للتعبير عن ترحيبها بإزاحة الرئيس محمد مرسي وتقديم مليارات الدولارات كمساعدة للنظام الجديد . كما قدمت الكويت مبلغ أربعة مليارات دولار والعربية السعودية خمسة مليارات .
وكل تلك الدول مرتاحة من إعادة الإخوان المسلمين إلى موقع المعارضة وتقليص دور قطر وتكبيدها خسارة كبيرة كونها كانت الداعم الوحيد للإخوان المسلمين .
ماذا أيضا ؟ أكدت الولايات المتحدة أن المساعدة العسكرية التي كانت مقررة قبل إطاحة مرسي ستستمر بعده . ماذا أيضا وأيضا ؟ فجأة لم يعد هناك انقطاع للتيار الكهربائي ، وفجأة باتت الشرطة تحمي الأمن ، وفي كل ذلك نشتم رائحة كريهة يختم الصحافي سيرج تروفو مقاله في لو دوفوار.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.