ثمة رأي سائد أن المهاجرين في كندا يتمتعون بمستوى عيش أرفع من " أهل البلد " الأصليين جراء عدة عوامل ، منها النسبة المرتفعة من حملة الشهادات الجامعية ، إتقانهم عدة لغات ، خبرتهم في أوطانهم الأصلية مضافة إلى الخبرات التي يكتسبونها في البلد المضيف... قد يصح ذلك على فئة من المهاجرين ، وبخاصة المقيمين منهم منذ فترة طويلة . أما الباقون فمستوى عيشهم متدن بحسب دراسة صدرت مؤخرا عززتها أرقام الإحصاء السكاني الأخير .
فنسبة الفقر في أوساط المهاجرين والمقيمين في كندا منذ خمس سنوات وما دون ، هي أعلى مما كانت عليه في الثمانينات حيث كانت النسبة خمسة وعشرين بالمئة بينما تصل حاليا إلى خمسة وثلاثين بالمئة . بالمقابل هناك تراجع في مستوى الفقر في أوساط غير المهاجرين .
والسبب ؟
يقول الباحث الاقتصادي في جامعة مونتريال إبراهيم بودرباك :
" هؤلاء المهاجرون وصلوا حديثا للإقامة في كندا وهم يسعون لبناء حياة جديدة ولذلك يجب إيجاد عمل وهناك عدة مشاكل على هذا الصعيد ، ومشاكل أيضا على صعيد التأقلم السريع، وهو أمر تشهده كل الدول ، لكن ما لاحظناه في كندا هو أن المهاجرين الذين وصلوا إلى كندا في والثمانينيات وقبلها كانت مشاكلهم أقل مما هي عليه اليوم ".
ويؤيد مدير مركز المساعدة للمهاجرين الفرانكوفونيين في فانكوفر تانيار لوبا هذا الواقع مضيفا :
" ثمة من يفكر بالعودة إلى بلده الأصلي على أمل أن تساعده خبرته الكندية المكتسبة في الحصول على مرتب أفضل في وطنه الأم وخاصة إذا كان بلده الأصلي مستقرا . والكثيرون يقولون لنا إنه من الأفضل لهم العودة إذ يمكنهم الحصول هناك على عمل أفضل وبخاصة الذين جاؤا من الدول الناشئة فالمستقبل هناك ، وليس في أميركا الشمالية ". كما يقولون .
ما الذي تغير في وضع المهاجرين كي ترتفع نسبة فقرهم ؟
يجيب الباحث في جامعة مونتريال إبراهيم بودرباك :
"ما تغير هو أمران : الأول تغير في الدول التي يأتي منها المهاجرون ففي حين كان معظم المهاجرين خلال الخمسين سنة الماضية يأتون من الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، بنسبة ثمانين بالمئة ، نلاحظ حاليا أن المهاجرين وبالنسبة نفسها ، يأتون من آسيا وإفريقيا ودول أميركا اللاتينية .
من جهة ثانية ، يتابع بودرباك ، المهاجرون الجدد ، وبسبب معايير اختيار المهاجرين ، يتمتعون بنسبة عالية من التعليم ونصفهم حاصل على شهادة جامعية في وطنه الأصلي . لكن المشكلة تكمن في صعوبة حصولهم على معادلة لشهاداتهم وخبراتهم .
من هنا ، يدعو الباحث إبراهيم بودرباك مختلف السلطات المعنية للعمل على مساعدة الواصلين الجدد على التأقلم وإيجاد عمل كي يستفيد المجتمع الكندي المضيف من علمهم وثقافتهم وخبرتهم .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.