صورة من الأرشيف للخبير الاقتصادي الأميركي البروفسور نوريل روبيني وهو يجيب على الأسئلة بعد إلقائه محاضرة في منتدى الأعمال لدول الكومنولث في بيرث في أستراليا في 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2011

صورة من الأرشيف للخبير الاقتصادي الأميركي البروفسور نوريل روبيني وهو يجيب على الأسئلة بعد إلقائه محاضرة في منتدى الأعمال لدول الكومنولث في بيرث في أستراليا في 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2011
Photo Credit: AFP / توني أشبي / أ ف ب

من الصحافة الكندية: نهاية المعجزة لمجموعة “بريكس”؟

نشرت صحيفة "لا بريس" الصادرة في مونتريال مقالاً بعنوان "مجموعة "بريكس": نهاية المعجزة؟" للخبير الاقتصادي الأميركي نوريل روبيني، رئيس شركة "روبيني غلوبال إكونوميكس" للتحليل الاقتصادي والمالي والبروفسور في كلية شتيرن لإدارة الأعمال في جامعة نيويورك. والمقال يتناول النمو الاقتصادي في مجموعة "بريكس" المكونة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.

ونوريل روبيني مولود في اسطنبول في أسرة يهودية إيرانية ويُعرف في الأوساط الاقتصادية بـ"نبي الأزمات" لأنه تنبأ بأكثر من أزمة اقتصادية حلت بالعالم، من أبرزها انهيار سوق العقار في الولايات المتحدة وأزمة الركود العالمية التي بدأت عام 2008.

يقول نوريل روبيني إن المدائح تُغدق منذ عدة سنوات على دول البريكس. فهذه الدول ذات الأحجام السكانية الكبيرة والنمو الاقتصادي السريع قد تصبح قريباً الاقتصادات الأولى في العالم، والأولى دون منازع في ما يتعلق بالصين ابتداءً من عام 2020. لكن دول البريكس، كالكثير من الاقتصادات الناشئة، شهدت مؤخراً تباطؤاً اقتصادياً فظاً. فهل هي نهاية المعجزة؟ يتساءل نوريل روبيني.

ويمضي الخبير الاقتصادي بالقول إن معدل نمو إجمالي الناتج الداخلي في البرازيل بلغ العام الماضي 1% فقط وإنه من المفترض ألآّ يتخطى 2% العام الحالي. أما الهند فبلغ معدل نمو إجمالي ناتجها الداخلي العام الماضي 4%، بعد أن وصل إلى 11,2% عام 2010 و7,7% عام 2011. وبالنسبة للصين فقد نما اقتصادها بنسبة 7,8% العام الماضي بعد نمو بنسبة 10% سنوياً في العقود الثلاثة الأخيرة. أما إفريقيا الجنوبية فبلغت نسبة النمو فيها 2,5% العام الماضي ومن غير المتوقع أن تتخطى 2% العام الحالي.

كما أن التباطؤ يطال العديد من الاقتصادات الناشئة، كتركيا والأرجنتين وبولندا وهنغاريا، بعد تسجيلها نمواً سريعاً، يقول نوريل روبيني.

ويعدد الخبير الاقتصادي الأميركي أسباب التباطؤ الاقتصادي في دول البريكس والدول الناشئة المشار إليها، وأولها برأيه أن تلك الدول شهدت، في معظمها، سخونة اقتصادية عامي 2010 و2011، فاق خلالهما النمو الفعلي النمو المحتمل وتجاوز خلالهما التضخم الهدف المتوقع. والعديد من تلك الدول اتخذ إجراءات مشددة على صعيد السياسة النقدية أدت إلى تراجع النمو العام الماضي والعام الحالي.

والسبب الثاني للتباطؤ الاقتصادي في الدول الناشئة برأي نوريل روبيني هو أن فكرة فصل اقتصادات تلك الدول عن اقتصادات الدول المتقدمة لم تكن صائبة. فبسبب الروابط التجارية والمالية وتدني مستوى الثقة لدى المستثمرين، كان مرجحاً أن يؤدي الركود في منطقة اليورو وشبه الركود في بريطانيا واليابان والنمو المتواضع للاقتصاد الأميركي إلى إضعاف اقتصادات الدول الناشئة.

أما السبب الثالث فهو أن دول البريكس ودولاً ناشئة أخرى نحت باتجاه أحد أشكال رأسمالية الدولة وخففت من سرعة الاصلاحات التي تحفز الانتاجية في القطاع الخاص، وأعطت بالمقابل دوراً هاماً للمؤسسات العامة وللمصارف العامة في مجال الائتمان والادخار ولجأت إلى القومية الاقتصادية والحمائية. هذه السياسة نجحت في المراحل الأولى للتنمية وعندما أدت الأزمة المالية العالمية إلى تراجع الاستهلاك، لكنها اليوم تلحق الأذى بالحركة الاقتصادية وتضعف النمو المحتمل.

والسبب الرابع للتباطؤ الاقتصادي لدول البريكس برأي نوريل روبيني هو أن الدورة العظمى (سوبر سايكل) للمواد الأولية التي ساعدت دولاً مصدرة كالبرازل وروسيا وإفريقيا الجنوبية قد تكون انتهت.

 أما السبب الخامس فعامل حديث: الإشارات الصادرة عن الاحتياطي الفدرالي الأميركي بأنه قد يضع حداً لبقاء معدل الفائدة بحدود 0% ويبدأ في تقليص برنامجِه التحفيزي للاقتصاد، أدت إلى اضطرابات في الأسواق المالية للدول الناشئة.

ويخلص الخبير الاقتصادي الأميركي البروفسور نوريل روبيني بالقول إن بعض الدول الناشئة التي تتبع سياسة اقتصادية حكيمة ستظل تنعم بنمو سريع وعائد ممتاز لأصولها، لكنه يشير إلى أن عدداً منها قد تواجه في مسارها عقبة توقف نموها وتزعزع أسواقها المالية.

استمعوا

فئة:اقتصاد، سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.