مقاتلون أكراد في مدينة القامشلي في شمال شرق سوريا على الحدود مع تركيا

مقاتلون أكراد في مدينة القامشلي في شمال شرق سوريا على الحدود مع تركيا
Photo Credit: أ ف ب

سوريا: حرب متعددة الأقطاب

حثت أنقرة الأكراد السوريين اليوم على عدم تأسيس كيان منفصل في شمال سوريا بالقوة وحذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من اتخاذ أي خطوات "خاطئة وخطيرة" يمكن أن تضر بأمن تركيا. وجاء التحذير في اجتماع عقد في اسطنبول بين مسؤولي المخابرات التركية ورئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، صالح مسلم، الذي تقاتل ميليشياته للحصول على حكم ذاتي أوسع للمناطق الكردية في شمال سوريا.

وكان مسلم قد صرح الأسبوع الماضي بأن الجماعات الكردية تسعى إلى إقامة مجلس مستقل لإدارة المناطق الكردية في سوريا لحين انتهاء الحرب الأهلية في البلاد، في خطوة من شأنها أن تثير قلق أنقرة التي تخشى من تصاعد العنف الطائفي على حدودها. وتحاول تركيا الحفاظ على عملية سلام هشة مع متمردي حزب العمال الكردستاني في أراضيها وتخشى أن تؤدي الخطوات الرامية إلى حكم ذاتي للأكراد في سوريا إلى تشجيعهم وتعريض العملية للخطر.

وفي الشأن الكردي كُشف مطلع الأسبوع أن رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، وجه رسائل خاصة إلى جميع قادة الأحزاب والقوى الكردستانية يدعوهم فيها إلى اجتماع موسع للتشاور حول تهيئة مستلزمات عقد مؤتمر قومي يضم كافة القوى السياسية في جميع أجزاء كردستان الأربعة (العراق وتركيا وإيران وسوريا) لتوحيد الخطاب القومي. وكانت فكرة عقد مؤتمر من هذا النوع قد أثيرت قبل عدة أعوام حينما أعلن رئيس الوزراء التركي سياسته الانفتاحية على القضية الكردية في تركيا، وكذلك انفتاحه على إقليم كردستان العراق.

وفي شمال سوريا أيضاً قتل العشرات من الجنود النظاميين السوريين في معركة بلدة خان العسل في ريف حلب الغربي، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقراً. وكان مقاتلو المعارضة قد سيطروا على البلدة منذ أيام. وقال المرصد في بريد إلكتروني "قُتل أكثر من 150 عنصراً من القوات النظامية في بلدة خان العسل ومحيطها يومي 22 تموز (يوليو) و23 منه"، مشيراً إلى أن من بين هؤلاء "51 عنصراً أعدموا ميدانياً، بينهم نحو 30 ضابطاً وصف ضابط".

وقبل يومين أعلنت ثماني كتائب إسلامية مقاتلة "تشكيل غرفة عمليات مشتركة في مدينة حلب باسم غرفة عمليات الوعد الصادق للتنسيق على كل الجبهات من أجل قتال القوات النظامية السورية". وتوعد ناطق باسم المجموعات في شريط مصور أن "العمليات ستكون مزلزلة ومباغتة". وضمت غرفة العمليات "حركة فجر الشام الإسلامية" و"جبهة النصرة" و"كتائب فجر الخلافة" و"كتائب ابن تيمية" و"كتائب أرض الرباط" و"كتائب الصحابة" و"تجمع كتائب الحق" و"كتائب جنود الرحمن المهاجرين".

وفي الجهة المقابلة حشد النظام السوري، على جبهات عدة قرب حلب، الآلاف من جنوده مدعومين بآلاف المقاتلين اللبنانيين والعراقيين والإيرانيين الشيعة، حسب موقع العربية.نت.

ويوم أمس أبلغ رئيس "الائتلاف الوطني السوري" المعارض أحمد الجربا وزير الخارجية الأميركي جون كيري في نيويورك أن الوضع في سوريا "يبعث على اليأس"، وطلب منه أن تسلم الولايات المتحدة "سريعاً" مقاتلي المعارضة أسلحة تمكنهم من مواجهة الجيش النظامي الذي لا تبخل عليه روسيا بالسلاح المتطور. وقال الجربا إن الرئيس بشار الأسد "يسعى إلى الانتصار عسكرياً من خلال ترسانة تراوح بين الأسلحة الكيماوية والقنابل الانشطارية"، مضيفاً أنه "طالما لم يوافق النظام على حل سياسي فنحن بحاجة إلى الدفاع عن أنفسنا".

فادي الهاروني تناول الأزمة السورية في حديث مع الصحافي السوري المقيم في دبي الأستاذ رؤوف بكر، ابن مدينة حلب.

استمعوا

فئة:غير مصنف
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.