Photo Credit: راديو كندا الدولي

استئناف مفاوضات السلام في تحليل للصحافة الكندية

تحت عنوان " بريق أمل ؟" نشرالمحلل السياسي جوسلين كولون في صحيفة لابريس مقالا حول استئناف مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية . يقول :

إستأنف الفلسطينيون والإسرائيليون التحادث مساء أمس في واشنطن. وهذه المفاوضات ، المجمدة منذ أكثر من ثلاث سنوات ، تبدو صعبة بالرغم من أنها تشكل بارقة أمل في نزاع  مزمن من سبعين عاما .

وقد سارع الأميركيون إلى التخفيف من مستوى النتائج المنتظرة مع الإشارة إلى أن طبيعة المفاوضات محدودة . " هذه المفاوضات ، كما قال الناطق بلسان الخارجية الأميركية ، تشكل فرصة لتطوير خطة عمل تحدد أطر التفاوض خلال الأشهر القادمة " ما يعني ، بحسب كولون ، أن لا شيء سيجري في واشنطن خلال الأيام المقبلة أما المهم والأساسي فسيأتي لاحقا ، هذا إذا أتى .

ويتابع جوسلان كولون : إن أطر اتفاق السلام الإسرائيلي الفلسطيني تم الاتفاق حولها منذ أكثر من عقد في كامب ديفيد حيث تمكن الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلنتون من إقناع الطرفين بالاتفاق على تسوية نهائية حول قيام دولة فلسطينية ومصير اللاجئين ووضع القدس وأمن إسرائيل . وكانت النتيجة الفشل وما زال الخلاف مستمرا حول من يتحمل مسؤولية ذلك الفشل.

ويرى جوسلان كولون أن استئناف المفاوضات في الوقت الحالي يبدو ملحا إزاء الوضع المقلق السائد في منطقة الشرق الأوسط : حرب أهلية في سوريا مرشحة للاستمرار طويلا وتبعاتها باتت تنعكس أكثر فأكثر على لبنان والأردن ، تنامي التأثير الإيراني في العراق على خلفية عداوة مذهبية دامية بين السنة والشيعة  تطاول السعودية والخليج ، غرق ليبيا في الفوضى ووقوع مصر في أيدي قتلة مدعومين بصورة غريبة من " ديموقراطيين " و"مثقفين " ، تباعد بين تركيا وإسرائيل والغرب ، وأخيرا قيام جهاديين من كل النزعات بارتكاب جرائم قتل في تونس ودمشق واليمن ومصر دون رادع .

وسط هذا الديكور ، يتابع جوسلان كولون ، تعيش إسرائيل وفلسطين في هدوء نسبي ، لكنه هدوء خادع لأنه لا يحمل أي حماس للسلام . ففي إسرائيل ، لم تعد حركة السلام تهتم إلا بالاستفادة من اقتصاد مزدهر ، ومن شاطئ البحر . ويستشهد كولون بما قاله مايكل جيرسون في الواشنطن بوست ، إن هذا الوضع هو نتيجة للإجراءات الفعالة بشأن ضمان أمن البلاد . والجدار الفاصل ونظام الدفاع الجوي الفعال منحا الإسرائيليين شعورا بالاطمئنان والحصانة " حيث يكتفي عدد كبير من الإسرائيليين  بإدارة النزاع بدل حله عبر المفاوضات .

أما في الطرف الفلسطيني ، فالنظام يحتضر والخلافات عميقة والاقتصاد في تباطؤ وليس من أمل على المديين القصير والمتوسط ، في أن تمد حماس يدها إلى فتح لتثبيت مصالحة تسمح للفلسطينيين بتشكيل جبهة واحدة في مواجهة إسرائيل .

إذاً أين الأمل ؟ يجيب كولون : التوافق على أي نوع من الاتفاقات ليس مستحيلا وقد منح الطرفان أنفسهما ما بين ستة أشهر وسنة للتوصل إلى اتفاق . ولا شك أن الاتفاق ليس صعبا إنما العاصفة ستأتي بعد التوافق إذ على الطرفين أن يروجا له في أوساط الشعبين عبر تنظيم استفتاء عام حوله . وفي حال الموافقة الشعبية عليه يجب تنفيذه يوميا والمهمة بدون شك ستكون جبارة .

إذاً ، يختم المحلل السياسي جوسلان كولون مقالته المنشورة في لا بريس :تشكل واشنطن بارقة أمل صغيرة لكن الموعد الحقيقي هو السنة المقبلة لمعرفة المزيد حول تطور تلك المفاوضات .استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.