يتوزع الأكراد بين إيران والعراق وتركيا وسوريا، وهم أكبر جماعة عرقية بلا دولة. يُقدر عددهم بنحو 30 مليوناً في هذه الدول الأربع، وبعض الأكراد يقول إن العدد يفوق ذلك. هذا إضافة إلى وجود جاليات كردية في دول الانتشار، لاسيما في العديد من دول أوروبا، وفي طليعتها ألمانيا.
وفي سوريا يشكل الأكراد ما بين 10 و12% من إجمالي السكان، وهم بالتالي أكبر أقلية عرقية. وعانى أكراد سوريا من قمع حكومي لعقود طويلة. لكنهم بدأوا "يتنفسون" مؤخراً، وأخذ الحديث يكثر عنهم، وعن تطلعاتهم وطموحاتهم، لاسيما بعدما بسطوا سيطرتهم على مناطق يقطنونها في شمال شرق سوريا، فيما تعيش سوريا حرباً أهلية مفتتة لكيانها.
وقبل نحو أسبوعين، انتزع مقاتلون متحالفون مع الاتحاد الديموقراطي الكردي بلدة رأس العين في شمال شرق سوريا على الحدود مع تركيا من قبضة مقاتلي جبهة النصرة، وهي منظمة سلفية جهادية. والاتحاد الديمقراطي الكردي من أكبر الأحزاب الكردية في سوريا ولديه ميليشيا قوية جيدة التسليح، ويُنظر إليه على أنه الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا. وبعد ذلك بأيام، أعلن زعيم الحزب صالح مسلم أن حزبه سيؤسس مجلساً مستقلاً لإدارة المناطق الكردية في سوريا إلى حين انتهاء الحرب الدائرة فيها. لكن هذا الكلام لم يرق لأنقرة التي يقلقها كل كلام عن شكل من أشكال الحكم الذاتي لأكراد تركيا أو الدول المجاورة، والتي لم تقبل بسهولة إنشاء إقليم كردستان العراق المدعوم من واشنطن بعد الاجتياح الأميركي للعراق. فكان اجتماع في اسطنبول الأسبوع الماضي بين صالح مسلم ومسؤولين أتراك حثت خلاله أنقرة الأكراد السوريين على عدم تأسيس كيان منفصل في شمال سوريا بالقوة محذرة إياهم من أي خطوات "خاطئة وخطيرة" يمكن أن تضر بأمن تركيا.
والأسبوع الحالي قام مقاتلون جهاديون من جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبطتين بتنظيم القاعدة بخطف نحو 200 مدني من بلدتين كرديتين في ريف حلب في شمال سوريا بعد سيطرتهم على واحدة ومحاصرتهم الأخرى إثر اشتباكات مع مقاتلين أكراد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقراً.
ما هي تطلعات أكراد سوريا وطموحاتهم؟ هل يسعون لإرساء كيان يتمتع بشكل من أشكال الحكم الذاتي داخل حدود سوريا، على غرار إقليم كردستان في العراق؟ فادي الهاروني تناول الموضوع في مقابلة مع المتحدث باسم الاتحاد الديمقراطي الكردي في أوروبا، الأستاذ نوّاف خليل.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.