أعلنت شركة ترانس كندا عزمها على المضي قدما في مشروعها الهادف إلى بناء خط أنابيب لنقل النفط من حقول الرمال الزفتية في مقاطعة البرتا في وسط الغرب إلى مصافي مدينة سانت جون في مقاطعة نيوبرنسويك في الشرق الكندي المطل على الأطلسي مرورا بأونتاريو وكيبيك.
خط الأنابيب الذي يمتد بطول 4400 كيلومترو يهدف لنقل النفط داخل كندا وأيضا لتصديره إلى ابعد من الحدود الكنديّة.
وكانت ترانس كندا قد أطلقت مشروعها "طاقة الشرق" Energie Estفي شهر نيسان ابريل الفائت لجس نبض القطاع الصناعي ومدى اهتمامه بالمشروع الذي تبلغ كلفته 12 مليار دولار والذي ينقل يوميا 1،1 مليون برميل نفط . وتبدأ مقاطعة كيبيك بالإفادة منه العام 2017 ومقاطعة نيوبرنسويك في العام التالي 2018 .
وينتظر المشروع موافقة مكتب الطاقة الوطني ، وقد رحب به وزير الموارد الطبيعيّة الكندي جو اوليفر واعتبر أنه سيؤدي إلى خفض الأسعار وتحسين سلامة الطاقة في كندا ، فضلا عن أنه يقلّل من اتكال البلاد على النفط الأجنبي.
لكن مشروع ترانس كندا يثير الجدل وله مؤيدوه الذين يرون الوجه المشرق للعملة وفرص العمل التي يمكن ان يوفرها فضلا عن خفض اسعار الطاقة بالنسبة للمستهلك الكندي. وله معارضوه الذين يرون الوجه الأقل إشراقا وخصوصا بالنسبة للمحاذير البيئية الناجمة عنه. وقد رحبت به حكومة نيوبرنسويك في حين ابدت حكومة كيبيك تحفظها مع انفتاحها على المشروع.
وما زالت حادثة خروج قطار محمل بالنفط عن سكته في مدينة لاك ميغانتيك الكيبيكيّة واحتراق عرباته وما نجم عنه من ضحايا وأضرار مادية وبيئيّة ماثلة في الأذهان.
القسم الفرنسي في تلفزيون هيئة الاذاعة الكندية أجرى مقابلة مع كل من فيليب كانن المتحدث باسم شركة ترانس كندا والناشط البيئي ستيفان غيلبو.
يقول فيليب كانن إن نقل مليون و100 الف برميل نفط يوميا إلى الشرق الكندي يأتي للتجاوب مع احتياجات السوق و الشركة أطلقت عروض مناقصة وثمة شركات مهتمة بالتعامل معها ويتابع:
كنا نعتزم في البداية نقل ما بين 500 ألف إلى 850 ألف برميل في اليوم لكننا تجاوزنا هذه التوقعات وسننقل يوميا ما يزيد على مليون و100 ألف برميل ولدينا عقود ثابتة لنقل 900 الف برميل.
ويتابع فيليب كانن فيؤكد أن النفط سيوزع للاستهلاك في السوق المحلية بالدرجة الأولى وسيخصص قسم منه للتصدير . وحول الجهة التي تتولى التصدير يقول كانن:
أعلننا عن شراكة مع شركة اورفينغ وندرك تماما القدرات التي يمثلها تصدير النفط الكندي الذي هو أقل سعرا من النفط الذي يأتينا من السعودية إلى مصافي الشرق الكندي.
ويشير كانن إلى ان ترانس كندا تعمل على نقل النفط ولا دخل لها في انتاجه او في تكريره وبالتالي لا يمكنه القول ما إذا كان بناء خط انابيب النفط سيسهم في خفض اسعار الوقود في الشرق الكندي.
ويتابع فيؤكد أن خطوط الانابيب هي أفضل وسيلة والأكثر أمانا لنقل النفط. ولدى مد خط الأنابيب يتم بناء محطات ضخ تخضع لأعمال صيانة بصورة متواصلة.
و معايير السلامة مرتفعة لدى شركة ترانس كندا التي رصدت العام الماضي مليار دولار لتأمين سلامة البنى التحتية الخاصة بها. وسترصد العام المقبل مليار و200 مليون دولار للغاية نفسها.
غير أن دعاة حماية البيئة غير مطمئنين للمشروع الجديد . ويقول بهذا الصدد ستيفان غيلبو المتحدث باسم منظمة "ايكيتير"Equiterre إن المشروع بنظر المنظمة لا يهدف إلى ضمان أمن الطاقة في الشرق الكندي بقدر ما يهدف إلى تصدير النفط. ويتابع شارحا:
ما اغفل فيليب كانن قوله أن ثمة مشروعا منافسا لمشروع ترانس كندا تسعى لتنفيذه شركة انبردج لنقل النفط من حقول الرمال الزفتية في البرتا إلى مونتريال. وقد تقدّمت معاملات الموافقة عليه وهو حاليا أمام المكتب الوطني للطاقة.
ويضيف غيلبوأن مصافي كيبيك ليست مجهزة لتكرير النفط الثقيل المستخرج من الرمال الزفتية . ويستبعد أن يكون الهدف من مشروع ترانس كندا هو إيصال النفط إلى كيبيك ويرى أن التصدير هو الهدف الرئيسي منه.
ويرى ان استيراد النفط لا يطرح مشكلة على صعيد سلامة نقله بالنسبة لكندا. ونفط البرتا لم يعد نفطا كنديا و 70 بالمائة منه اصبح ملكا لمصالح أجنبيّة. وتطوير قطاع الرمال الزفتية ينعكس إيجابا على اقتصاد مقاطعة البرتا. ولكنه من غير المؤكد أنه يترك مضاعفات ايجابية على مجمل الاقتصاد الكندي حسب ستيفن غيلبو.
ويتحدث ستيفن غيلبو عن سلامة نقل النفط ويشير إلى إجراءات اتخذتها الحكومة الكندية في هذا المجال فيقول:
لقد أعطت الحكومة الفدراليّة للمؤسسات المفتاح لتنظيم قواعد السلامة وحماية البيئة وهو ما يسمى بالتنظيم الذاتي.
وهذا يعني انه يعود للمؤسسة الخاصة أن تقيّم مدى تطابق مشاريعها مع المعاييرالبيئيّة الفدراليّة . ويضيف غيلبو أن 117 محطة ضخ من أصل 125 محطة تابعة لشركة انبردج على سبيل المثال لا تراعي قواعد مكتب الطاقة الكندي.
ويؤكد ستيفان غيلبو في الختام أن ثمة قلقا يثيره نقل النفط اكان ذلك عبر خطوط السكك الحديدية ام عبر انابيب النفط.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.