تحت عنوان " مواقف ضعيفة وحلول مؤقتة " ، علق السفير الكندي السابق لدى إسرائيل ومصر والأردن وأراضي السلطة الفلسطينية مايكل بيل في الغلوب أند ميل على استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية . قال :
لم تكن الجولة الأخيرة للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية لترى النور لولا الضغوط الكبيرة التي مارستها الولايات المتحدة . وهي ، وبالرغم من إنها غير واضحة ومعروفة ، كانت بدون شك وازنة . ومنها مثلا، على ما يبدو ، تهديد أميركي بقطع المساعدات عن الفلسطينيين في حال عدم موافقتهم على المشاركة في المفاوضات .
وزير الخارجية الأمركي جون كيري يلعب أوراقه بدون كشفها إلا للقليل من المقربين ومنهم مارتن إنديك الذي كان يشغل منصب رئيس برنامج السياسة الخارجية في مؤسسة بروكينز ، وجوناتان شوارتز من المكتب القانوني في الخارجية الأميركية . والإثنان يتمتعان بكفاءة عالية .
ويتابع مايكل بيل : لم يتم التوافق على الأولويات : ففي حين يصر الفلسطينيون على التفاوض بشأن الحدود بما في ذلك وضع القدس ، يصر الإسرائيليون على مسألة الأمن ويرى معظم المراقبين أن أي اتفاق لاحق حول الأرض والحدود والقدس والمستوطنات والمياه واللاجئين والأمن من الصعب جدا تحقيقه ، وهم على حق ، نظرا للخلاف العميق بين الطرفين الذي تغذيه الإيديولوجيا وعدم الثقة المتبادلة وضرورات السياسة الواقعية .
ويرى مايكل بيل أن موقف بنيامين ناتانياهو ضعيف داخل حكومته الائتلافية ، وهو معني ومهتم بتدهور وضع إسرائيل في الأمم المتحدة مع قرب بدء دورة الخريف للجمعية العمومية ، وسوء علاقاته مع الاتحاد الأوروبي .
لكن التحديات التي تواجهه تبدو سهلة بالمقارنة مع التحديات التي تواجه رئيس السلطة محمود عباس . فبالرغم من تحقيق شروط عباس في مسألة السجناء للموافقة على المشاركة في التفاوض، يبقى نظامه ضعيفا وغير فعال ولا شك أن تحقيق أي تقدم مشروط بقدرته على تقديم تنازلات في الأمور الجوهرية . وبالرغم من تراجع نفوذ حماس بعد قلب الإخوان المسلمين في مصر ما زال لهم تأثير كبير وهم قادرون على تخريب أي اتفاق.
ويرى مايكل بيل أن حظوظ تخطي تلك العقبات صعبة و بعيدة وأن المفاوضات قد تستغرق أكثر من المهلة الزمنية التي حددتها الولايات المتحدة وسيسعى الطرفان إلى تعزيز سمعتهما الدولية وعدم تحمل مسؤولية الفشل ، وهذا أسلوب جيد .
ويتابع : عند انطلاق المفاوضات لم يكن احتمال التوصل إلى حل مؤقت طويل الأمد خيارا مطروحا أما الآن وقد بدأت ، فسيرفض الطرح بشدة وبخاصة من الفلسطينيين الذين يشكلون الحلقة الأضعف ، والذين يخشون أن يتحول الحل المؤقت إلى حل دائم .
ويخلص مايكل بيل تحليله المنشور في الغلوب أند ميل : إن التفاوض حول حل مؤقت طويل الأمد يبقى صعبا لكنه أفضل خيار ثانٍ وقد يكن الملاذ الأخير .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.