أرجأ الجيش المصري تدخله لتفريق المؤيدين للرئيس المصري المعزول محمد مرسي المتجمعين في أماكن عامة في العاصمة المصرية القاهرة لوقت لاحق بعد أن كان قد أصدر بيانا سابقا بالتدخل فجر اليوم الاثنين.
وذكرت مصادر أمنية مطلعة أن عملية تدخل قوات الأمن المصرية لفض تجمع المعتصمين أرجئت بسبب تجمع أعداد كبيرة من المعتصمين وذلك في أعقاب إصدار بيان الجيش بالتدخل.
وكانت هذه المصادر قد أكّدت أن قوات الأمن المصرية من جيش وشرطة كانت ستنشر حول أماكن الاعتصام تمهيدا لتطبيق إجراءات قد تؤدي بدورها لتفريق المعتصمين.
يشار إلى أن مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي المتجمعين في ساحتين رئيسيتين في القاهرة يرفضون إخلاءهما قبل عودة الرئيس المعزول للحكم.

وكانت مواجهات بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي ومعارضيه قد أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 300 شخص بينهم عدد من مؤيدي مرسي قتلوا على يد قوات الأمن المصرية.
ويسعى دبلوماسيون عرب وأجانب بالإضافة لكبار مسؤولين في الحكومة المصرية المؤقتة لأقناع الجيش بعدم اللجوء للقوة لفك اعتصام المؤيدين لمرسي في ساحة رابعة العدوية شمال شرق القاهرة والنهضة بالقرب من جامعة القاهرة.
يذكر أن مؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي عززوا مواقعهم باستخدام أكياس رمل وحجارة لمواجهة تدخل قوات الأمن المصرية.
مصادر تؤكد أن الجيش المصري يتعرض لضغوطات مقابلة أيضا لفك الاعتصام الذي أدى لتعطيل حركة السير ودوران الاقتصاد في العاصمة المصرية القاهرة.
هيئة الإذاعة الكندية استضافت استاذ علم الاجتماع في جامعة كيبك في مونتريال رشاد أنطونيوس وسألته بداية عن الوضع المتأزم في مصر واحتمال تدخل الجيش لتفريق المعتصمين أجاب:
إنها عملية غاية في الدقة قد يستخدم فيها العنف ما قد يؤدي لوقوع ضحايا في الأرواح فمؤيدو مرسي متحفزون بقوة وعددهم كبير جدا فهم ليسوا مئة شخص بل آلاف الأشخاص لذا فالوضع أصعب بكثير.
وعن سؤال عما إذا كان تدخل الجيش لفض الاعتصام سيكون بصورة طبيعية أجاب رشاد أنطونيوس:
لن تكون هناك عملية تفريق طبيعية (هادئة) لكن هناك مناورات لتكون عملية تفريق تدريجية لكن حسب مراقبين وبعض أشخاص اتصلت بهم هناك فإن الإخوان المسلمين ليسوا مستعدين للتخلي عن مطلبهم أي عودة محمد مرسي للحكم وهم في موقفهم هذا يواجهون انتقادات مجموعة كبيرة من الشعب المصري.
واليوم أعلمني شخص من القاهرة أن بعض مؤيدي مرسي حاولوا الهجوم على سيارة للشرطة فما كان من مجموعة من الشعب من الناس أن تصدت لمحاولتهم والدفاع عن الشرطة إذا الشعب مقسوم لكن ليس بنسبة متعادلة هل هي سبعين إلى ثلاثين بالمئة أو خمسة وعشرين إلى خمسة وسبعين بالمئة لا أعلم. وحتى ولو كانوا أقلية لكنها أقلية هامة جدا لا يمكن التغاضي عنها أو استبعادها أو سحقها بالقوة.
وعن سؤال عما إذا كان الجيش المصري يملك الوسائل الكفيلة بفك الاعتصام ولو كان ذلك سيؤدي للعنف أجاب رشاد أنطونيوس:
إن الجيش حسب اعتقادي يملك الوسائل الضرورية كما أن هناك جزءا من الشعب المصري يضغط على الجيش للتحرك والتصرف بعد أن مضى شهران على حركة السير مشلولة في القاهرة والاقتصاد يتحمل التداعيات السلبية للاعتصام إذ أن المعتصمين يحتلون مواقع حيوية وسط القاهرة فالناس سئموا خطاب الإخوان البعيد كل البعد عن الواقع أي عودة مرسي للسلطة.
وأكّد أنطونيوس أن للجيش السلطة للقيام بالعملية لكن الدعم له هش ففي حال وقوع عدد كبير من الضحايا قد ينقلب التأييد للجيش ضد الجيش إذا على الجيش أن ينتبه لسمعته على المستوى الدولي دون أن ينسى أنه بالإمكان تعرضه للانتقاد محليا مع الإشارة إلى أن الجيش لا يرغب بقطع كافة الجسور مع الإخوان المسلمين مع العلم أن الجيش أكّد في أكثر من مناسبة أنه لا يرغب باستبعاد الإخوان المسلمين بل يرغب أن تشارك كافة الأحزاب في المسيرة السياسية شرط احترام قواعد اللعبة السياسية وعدم الغش كما عملوا في عهد مرسي.

وعن سؤال عما إذا كان لما يحصل في مصر من تداعيات على منطقة الشرق الأوسط أجاب الأستاذ رشاد أنطونيوس:
في الواقع لها تداعيات وصلات بما يحدث في المنطقة فالوضع المتوتر في سوريا وخسارة الإخوان في مصر لها تأثير ولو جزئيا على خسارة المعارضة في سوريا وعلى خسارة حركة حماس وإمكاناتها في التفاوض ، كل هذه الأمور على صلة ببعضها البعض.
وعن سؤال عن مدى تأثر المصريين خارج القاهرة بالوضع أي بما يجري في القاهرة أجاب رشاد أنطونيوس:
البعض من المصريين قد لا يعيرون اهتماما للشأن السياسي غير أن التوتر منتشر في كافة المناطق المصرية دون استثناء.
ففي الجنوب مؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسي هم أكثر عددا غير أن معارضيه هم كثر أيضا إذا التوتر السياسي منتشر مع الإشارة إلى أن غالبية من المصريين سئموا الوضع الحالي وهم يرغبون بتوجيه الاهتمام نحو قضايا أخرى.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.