وصول فتيات الملك خلال اختفالات فرنسا الجديدة في كيبيك

وصول فتيات الملك خلال اختفالات فرنسا الجديدة في كيبيك
Photo Credit: راديو كندا

مهرجان فرنسا الحديدة في كيبيك: غوص في التاريخ وعودة إلى الجذور

كيبيك اسدلت الستارة على احتفالات فرنسا الجديدة في نسختها السابعة عشرة. احتفالات في المدينة الصغيرة التي تحمل اسم المقاطعة الفرنسيّة الطابع التي كانت تعرف باسم فرنسا الجديدة مع بداية الاستيطان الفرنسي  منذ  القرن السادس عشر وحتى القرن الثامن عشر.

احتفالات لها ابعادها التاريخيّة والثقافيّة والاجتماعيّة عادت المدينة  من خلالها إلى  جذورها والتاريخ الذي تأسست عليه.

خمسة ايام بنهارها وليلها أمضاها سكان كيبيك والزوار والسياح في أجواء من  اللهو والمرح ، مع المسيرات والرقص والاستعراضات  والموسيقى ومع برامج تروي محطات من  تاريخ  المقاطعة الحافل بالأحداث.

ويتحدّث ستيفان باران مدير عام احتفالات  فرنسا الجديدة في مقابلة اجريتها معه عن  تنظيم الاحتفالات فيقول إنها  الاهم من نوعها في اميركا الشماليّة ويضيف:

المهم في هذه الاحتفالات أنها شاهد على ثقافة الأقليّة  وهي الثقافة الفرنكفونيّة ، للاحتفاء بها  وتعريف أهالي كيبيك بأبعاد غير معروفة من تاريخهم . وهي في الوقت عينه مناسبة للزوار للاستمتاع بأجواء المرح التي تعم المدينة.

وبشير ستيفان باران إلى أبعاد ثلاثة للمهرجان: البعد الترفيهي وبعد التراث الثقافي الغذائي  والبعد التاريخي . ويمكن التعرّف إلى خصائص المقاطعة الغذائية من خلال السوق الشعبيّة التي تعرض المنتوجات الكيبيكيّة. كما يتم عرض المحطات التاريخيّة من خلال المحاضرات والاستعراضات  والمسرحيات الصغيرة التي تقدّم في مسارح صغيرة أقيمت للمناسبة في الهواء الطلق .

ويشير  ستيفان باران ردا على سؤالي أن الاحتفالات تندرج كل سنة تحت شعار مختلف  ويتابع قائلا:

استعراض الازياء التقليدية خلال المهرجان
استعراض الازياء التقليدية خلال المهرجان ©  راديو كندا

شعار هذه السنة هو "بطلات فرنسا الجديدة" ونهدف من خلاله للتعريف بدور المرأة في فرنسا الجديدة وهو دور يجهله البعض هنا. وكان لا بد من إجراء تصحيح تاريخي من خلال عرض قدمناه للتعريف بوصول من كن يسمّين "فتيات الملك" إلى هنا.

وقد وصلت في حينه 36 فتاة. والمقصود بفتيات الملك فتيات  فرنسيات يتيمات . وكان الملك لويس الرابع عشر يمنحهن مهرا  ويتم إرسالهن إلى المستوطنات الفرنسيّة بهدف تزويجهن. وكانت كيبيك عاصمة المستوطنات  في فرنسا الجديدة.  وتمتعت هذه النساء بقدرة فائقة على التأثير في مجتمع كيبيك ، المستوطنة الناشئة، وفي زيادة عدد سكانها.

ويضيف مدير عام احتفالات فرنسا الجديدة ستيفان باران قائلا:

لقد أمكن للثقافة الفرنسيّة في كيبيك ان تصمد و تنمو وتستمر حتى بعد سيطرة بريطانيا العظمى على الشمال الأميركي  بعد 30 عاما .

وهذه حقبة يفخر بها الكيبيكيون ويتم إلقاء الضوء عليها خلال احتفالات  هذه السنة.

وسألت ستيفان باران عن ظاهرة حلوة وملفتة خلال المهرجان حيث أمكن للزوار الاستمتاع برؤية  عدد كبير من الأشخاص  يرتدون الأزياء الفرنسيّة التقليديّة التي تعود للقرون الماضية والمتنوعة بتنوع طبقات المجتمع الفرنسي في حينه فأجابني بالقول:

ثمة الكثير من الناس يحبون ارتداء هذه الأزياء  بمناسبة المهرجان. ومنهم من يملكون أزياء متقنة وآخرون يستأجرونها . ونحن نحرص على ان  يرتدي الفنانون والمتطوعون المشاركون في المهرجان أزياء خاصة من وحي المناسبة. من هنا  وجود عدد كبير ممن يرتدونها. والمهرجان يستقطب 200 ألف شخص على مدى خمسة أيام.  وطوال هذه الفترة، يمكن مشاهدة نحو من 30 ألف شخص يتنقلون في موقع المهرجان بأزيائهم الحلوة المختلفة.

ولمن يرغب من المشاركين، يمكنه الحصول على معلومات حول الأزياء التقليديّة من العصور الغابرة من خلال موقع المهرجان على شبكة الانترنت.

استعراض الدمى التقليدي
استعراض الدمى التقليدي © راديو كندا

ويتابع باران  فيتحدّث عن إحدى خصوصيات المهرجان التي تقضي بالتعريف بالعائلات الكيبيكيّة المتحدّرة من أصل فرنسي والتي يمكنها في اغلب الأحيان تحديد شجرة العائلة  و العودة إلى أصول العائلة  عدة قرون إلى الوراء إلى مرحلة وصول اول افرادها.

 وبما أن الهجرة كانت بمعظمها كاثوليكيّة  فقد أمكن الحفاظ على سجلات القيد في الكنائس. وقد سلمت كلها باستثناء القليل الذي تضرّر احيانا بفعل الحرائق.

ورغم هذه الأغلبية الفرنسيّة إلا ان التعددية كانت موجودة منذ ذلك الزمن  حسبما يقول ستيفان باران. ويشير إلى وجود كيبيكيين من أصول ايرلنديّة  تزامن وصول  الأفواج الأولى منهم مع الاستيطان الفرنسي. و المهرجان يبرز البعد الايرلندي من خلال مجموعة من  العروض الفنية والتاريخية والموسيقيّة الخاصة بهم.

و يخصص المهرجان بالطبع حيزا مهما لثقافة السكان الأصليين وتحديدا لأبناء قبيلة "وندات" المسماة بالفرنسية "هورون". وللقبيلة محمية على مقربة من مدينة كيبيك . والعلاقات بينهم وبين المستوطنين الفرنسيين كانت بالإجمال علاقات صداقة وتحالف خلافا لما حصل مع الأمم الأوائل في الولايات المتحدة مثلا  اوبعض دول اميركا اللاتينية .

يبقى أن كيبيك أسدلت الستارة على الاحتفالات  وكان لا بد من تقييم المهرجان المنتهي والتفكير في المهرجان المقبل.

مدير عام المهرجان ستيفان باران  بزي تقليدي
مدير عام المهرجان ستيفان باران بزي تقليدي ©  راديو كندا

يؤكد المدير العام للاحتفالات ستيفان باران في هذا السياق أن المهرجان كان ناجحا واستقطب أعدادا كبيرة من الزوار. و يتابع بشأن المهرجان المقبل فيقول:

نفكّر بالنسبة للعام المقبل في التركيز على نهر السان لوران  وعلى حيوية المستوطنين الأول وروحهم الخلاّقة  وخبراتهم. ولا ننسى أن الفضل يعود لهم في  تطوير فرنسا الجديدة ووضع أسس المجتمع التي ما زالت قائمة حتى اليوم يختم ستيفان باران.

استمعوا

فئة:ثقافة وفنون، مجتمع
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.