رشحت معلومات تفيد بأن شركة بلاك بيري الكندية لإنتاج الهواتف الذكية لا تستبعد الانسحاب من التداول في البورصة سعيا لحل مشاكلها بعيدا عن أجواء المضاربات المشحونة ما قد يعني تحولا جذريا من قبلها حسب عدد من الخبراء في قطاع الهواتف الذكية.
يشار إلى أن الشركة الكندية التي فقدت في الآونة الأخيرة أموالا وزبائن من المشتركين بخدماتها قد يصعب عليها في الوقت الحالي إقناع أصحاب الرساميل في الاستثمار فيها غير أن الأمور قد تتغير حسب بعض الخبراء الذين لا يستبعدون أن تعود الأمور إلى مجراها الطبيعي في الشركة الكندية بعد سنتين أو ثلاث سنوات إذ سيحاول بعض اللاعبين الكبار في هذا المضمار إقناع الشركة بعروض قبل أن تعود للأسواق العامة أي أسواق البورصة.
ويعتقد هؤلاء أنه مع قيمة الشركة الحالية التي تتجاوز أربعة مليارات دولار ليس من الصعب على الشركة الكندية أن تخرج من البورصة.
يشار إلى أن سهم الشركة السابقة RIM ريسيرش إن موشن فقد ما يقرب من 19 % من قيمته منذ مطلع العام الحالي كما أن شركة بلاك بيري التي كانت تعقد آمالا كبيرة على هاتفها الذكي بلاك بيري 10 تشير مبيعاتها إلى أنها أدنى من توقعات بعض المحللين.
غير أنه في أعقاب الشائعات التي سرت عن إمكانية خروج الشركة الكندية من عمليات التداول في البورصة ارتفعت سهم الشركة بما يقرب من 5.7 % مع الإشارة إلى أن الشركة لم تقم بأية إجراءات حتى الآن من هذا القبيل.
وكانت معلومات قد ذكرت أن الشركة الكندية التي يوجد مقرها الرئيسي في Waterloo أجرت محادثات مع صندوق رأسمال الاستثمارات المعروف عالميا Silver Lake Partners الذي لم يعلق من جهته على هذه المعلومات.
هيئة الإذاعة الكندية التقت بخبير الاقتصاد الكندي كارل سيمار رئيس شركة Medici وسألته بداية حول صحة الأخبار المتداولة حول احتمال انسحاب شركة بلاك بيري الكندية للهواتف الذكية من التداول في البورصة أجاب:
أجيب بنعم فأنا أجد الفكرة مفيدة جدا بالنسبة للشركة كي تأخذها بعين الاعتبار وهو ما سيتيح لها إعادة بناء الشركة وتحديد خطة عمل جديدة في منأى عن أجواء البورصة وهو ما سيسمح لها بالتصدي للأمور الجدية التي تعيشها الشركة بدل أن تركز أنشطتها على تحفيز التعامل بأسهمها.
وعن سؤال حول خيار الشركة الكندية الخروج من البورصة في وقت كانت تتوفر لها خيارات أخرى مثل إنتاج هواتف ذكية جديدة أو العثور على مشترين جدد أو شركاء جدد أجاب كارل سيمار بالقول:
لأن عليهم أي الشركة إعادة بناء استراتيجيتهم انطلاقا من الصفر أي أن عليهم أن ينطلقوا من جديد بعيدا عن ضجة البورصة إذ أنهم بمنتجاتهم الجديدة بعيدون كل البعد عن ساحة الكبار في هذا المجال مثل Apple وسامسونغ ومايكروسوفت ، لذا عندما تلعب في ساحة الصغار وتسعى لمنافسة محترفين ولا تتوفر لك نفس الإمكانات لذا يتوجب عليك أن تعتمد خطة عمل جديدة وفتح نوافذ جديدة ومن المفضل أن يكون هذا بشكل خاص بعيدا عن أنظار العالم.
وعن سؤال عما إذا كانت شركة بلاك بيري تملك الإمكانات لإعادة شراء كافة أسهمها الموجودة حاليا في التداول وهي بحدود عشرة دولارات للسهم الواحد أجاب الخبير الاقتصادي كارل سيمار:
كلا لا يمكنها ذلك فهي تملك عدة مليارات من الدولارات فقط في الدفاتر ، قد يمكن ذلك لقدامى المؤسسين أو لأكبر المستثمرين حاليا في الشركة الذي يملك 10 % من أسهمها ليشرف عليها ويضع كافة الخيارات على الطاولة ويحدد خطة عمل جديدة كما سبق وذكرت.
وعن سؤال عما إذا كانت استراتيجية الشركة بإنزال هاتفين جديدين إلى الأسواق أي Z10 وQ10 ارتدت بالنفع على الشركة أجاب كارل سيمار:
إنها لم تنفع وخاصة أن المستهلكين بغالبيتهم فقدوا ثقتهم بمنتجات الشركة لأنه عندما تفقد ثقتك بشركة تبيعك جهازا تكنولوجيا غالي القيمة فإنك لن تذهب لشرائه مخافة أن لا تستمر هذه الشركة في الوجود أكثر من عام أو عامين أو ثلاثة فالجهاز بحد ذاته لا يساوي شيئا دون التطبيقات التي ترافقه مع العلم أن الشركات المنافسة الأخرى تملك تطبيقات أفضل بكثير من التطبيقات التي رافقت منتجات شركة بلاك بيري ختم الخبير الاقتصادي كارل سيمار.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.