تتسارع وتيرة الأحداث في مصر يوما بعد يوم ، فبعد فض الجيش المصري اعتصام مؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي بالقوة يوم أمس في ساحتين وسط القاهرة وما استتبع ذلك من سقوط ضحايا في الأرواح أعلنت السلطات الرسمية أنها بحدود 525 قتيلا بينهم 43 من العسكريين والشرطة بينما أعلنت مصادر الإخوان المسلمين أن العدد يتجاوز الألفين بالإضافة لعدد كبير من الجرحى.

ويتوقع مراقبون أن تستمر حالة التوتر حتى بعد أن أعلنت السلطات المصرية فرض حالة الطوارئ ومنع التجول في بعض المناطق.
من جهتها نددت الأسرة الدولية باللجوء للقوة وحثت كافة الأطراف للعودة للحوار وضبط النفس والعودة للمسيرة الديمقراطية بأسرع وقت ممكن.
وأفيد أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند استدعى السفير المصري المعتمد في باريس وطالبه بالعمل لوضع حد لحالة الطوارئ في مصر بأسرع وقت ممكن والعودة للمسار الديمقراطي كما دعت فرنسا لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي وقد أيدت الدعوة الفرنسية مجموعة من الدول .
هيئة الإذاعة الكندية اتصلت بالباحث في كرسي أبحاث راؤول داندوران للدراسات الاستراتيجية المتخصص في قضايا الشرق الأوسط جوليان سعدة وسألته بداية عما إذا كان تدخل الجيش المصر لفض اعتصام مؤيدي مرسي وإعلان حالة الطوارئ يعيدنا لنقطة البداية ويعني نهاية للربيع العربي أجاب بالقول:
من السابق لأوانه استخلاص العبر من هذه الأحداث على المدى البعيد لكن باستطاعتنا أن تحدث بتحفظ عن فشل ثلاثي الأبعاد:
أولا فشل المسيرة الديمقراطية والأمل معها بانتخابات ديمقراطية قد تأتي بقوى سياسية جديدة ما يضع حدا لهذه الازدواجية أو الفرعين السياسيين أي السلطة العسكرية والإخوان المسلمون ، ثم فشل الوساطة الدولية التي تجلت بمحاولات الأسرة الدولية من أوروبا إلى الولايات المتحدة والتي لم تتوصل إلى نتيجة لتهدئة حالة التوتر وثالثا وأخيرا فشل الربيع العربي من خلال عودة حالة الطوارئ التي تذكر بعهد مبارك ، إذا لدينا انطباع بأن تونس حاليا فقط تحمل على كتفها المستقبل والآمال التي بعثها الربيع العربي في حينه.
وعن سؤال عما إذا كان ما يجري حاليا في مصر يعطي الانطباع عن بوادر حرب أهلية أو خطر الوقوع في حرب أهلية أجاب جوليان سعدة:
في الواقع سمعت اليوم أخبارا بالدعوة لمظاهرات جديدة فالإخوان المسلمون يرغبون بالاستمرار في التظاهر والناطق باسمهم جهاد الحداد دعا للاستمرار بالاحتجاج وهذا يدل على اتجاه نحو الراديكالية والتشدد والرغبة بعدم التراجع من كلا الجانبين ، وما يمكننا ملاحظته تابع جوليان سعدة إن القوتين المتجابهتين ليستا قوتين ديمقراطيتين لذا قلت بفشل المسيرة الديمقراطية .
هناك عوامل لكن لا يمكننا حاليا الحديث عن نزاع أهلي أو حرب أهلية لكن هناك عوامل قد تكون سببا في اندلاع هذه الحرب.
وتابع جوليان سعدة حديثه عما يمكن وصفه مع شيء من التحفظ بفشل الربيع العربي قائلا:
لا يمكننا أن نجزم بفشل الربيع العربي وإن كنت قد ألمحت إلى هذا الفشل فإنني أقوله مع شيء من التحفظ لأن حالة الطوارئ كانت قد رفعت والعسكريون في السابق انسحبوا من الواجهة وحتى خلال الحركة الانقلابية التي جرت في شهر يوليو تموز الماضي ، تقنيا يمكن وصف الحركة بالانقلاب، كان هناك وجه يرمز للتهدئة وهو محمد البرادعي المعروف من قبل الأسرة الدولية كوجه للتهدئة لأنه كان يجسد طريقا سياسيا جديدا ، إذا لم يكن بإمكاننا أن تحدث عن فشل علما أن المسيرة الديمقراطية في مصر ترافقت بانتخابات جرت العام الماضي.
وعن سؤال عما إذا كان بإمكان الأسرة الدولية لعب دور ما في حلّ الأزمة في مصر والمحاولات التي حثت النظام الحالي ولعدة أسابيع خلت لاعتماد ضبط النفس في فض الاعتصام وعدم اللجوء لقمع الإخوان المسلمين أجاب جوليان سعدة:
هنا نتحدث عن فشل الأسرة الدولية وقد قرأت صباح اليوم مجموعة من المقالات والتعليقات في الصحف ومنها مقالات لمتخصصين بهذا الشأن يطالب بعضها من الحكومة الأميركية أن تعلق المساعدة للحكومة المصرية الحالية أي للسلطة العسكرية في مصر لعدم دعم عمليات القمع الدموية وهذا ما يطرح السؤال وهو ما قلته سابقا حول الربيع العربي إن الولايات المتحدة تملك قوة ضغط هامة جدا لأنها تقدم مساعدة عسكرية كبيرة للسلطة العسكرية رغم أن هذه المساعدات لم تحظ بالقدر الكافي من الوزن للحؤول دون استخدام العنف ضد المعتصمين يضاف إلى ذلك أن السلطة المصرية تحصل على مساعدات من قبل شركاء آخرين من بينهم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ولا يمكنني إلا أن أذكر بموقف العربية السعودية المرحب برحيل مرسي ورؤية حكومة عسكرية تحل محله وختم الباحث جوليان سعدة بالقول إننا نرى حاليا مساعدات مالية متوفرة ما يسمح للحكومة العسكرية بعدم الاهتمام بالمساعدات الدولية.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.