احتلت التطورات في مصر حيزا مهما في اهتمامات الصحف الكندية التي نشرت بمعظمها في صفحاتها الأولى تفاصيل تتعلق بالأحداث.
في صحيفة لودوفوار العنوان التالي: "قمع دام في مصر" الجيش يفرّق بالقوة انصار مرسي والمجتمع الدولي يدين استخدام القوة ضد المتظاهرين.
لابرس عنونت: صيف دام وسقوط نحو 300 قتيل من بينهم 43 شرطيا في المواجهات العنيفة.
ونقرأ في الغلوب اند ميل: العنف ينفجر في مصر ، مئات القتلى بعد عملية فض الاعتصام بالقوة ومخاوف من توسع رقعة المواجهات تثير قلق الغرب
وفي صفحات العلوب اند ميل الداخلية تعليق تحت عنوان: منع التجول في بلد منقسم يرى موقعه الدكتور أتش آي هلير أن الجيش المصري قرر أنه من الضروري فض الاعتصام ورأت جماعة الاخوان المسلمين عكس ذلك. وكانت كلفة العملية باهظة على الصعيد البشري وتسببت بوقوع عدد كبير من الضحايا.
ويتحدث كاتب المقال عن خلافات داخل الحكومة الانتقالية بشأن استخدام القوة ام لا لفض الاعتصام ويضيف أن الغلبة كانت للصقور. وينقل ردود الفعل المختلفة ودعوة الأزهر مختلف الأطراف إلى الحوار وقلق منظمات حقوق الإنسان من تطورات أحداث يوم الأربعاء.
ويشير إلى تجاذب حاد في المواقف وأن كل فريق مقتنع بأنه على حق في عرضه للتطورات والأحداث.
وكان من الصعب على مؤيدي ثورة 25 يناير أن يروا عبر الدخان والدماء والدم والدموع على مدى سنتين ونصف.
فلا الدولة ولا الإخوان المسلمون يقاتلون من اجل الثورة و الثورة لم تنتهي. وإزاء فشل كافة الأطراف السياسي ، وحدها الثورة قادرة على تضميد جروح مصر وزيادتها قوّة.
في صحيفة لودوفوار كتب سيرج تروفو يشير إلى احتمالين : إما أن تعيش مصر أزمة مستمرة ولو بدرجة عنف منخفض على الطريقة العراقية او أن تغرق في الحرب الأهليّة.
وتتحدث الصحيفة عن تضارب الأرقام حول عدد الضحايا وتضيف أن العنف الذي استخدمته الشرطة طغى على الموعد الانتخابي بعد نحو 4 أشهر ونصف رغم أن قائد الجيش وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي تعهّد بإجرائها في غضون 6 اشهر.
وتستعرض لودوفوار 6 عقود من سيطرة العسكر كان الاخوان المسلمون خلالها ملاحقين و يعملون في السر . ولكنهم فشلوا في التحول إلى حزب ديمقراطي . واعتمدوا عندما وصلوا إلى السلطة أساليب العسكر التسلطيّة.
وتشير إلى الاعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسي والذي يمنح الرئيس صلاحيات واسعة والتضييق على الحريات الصحافية .
وترى أن الاخوان على غرار العسكر متعصبون لدرجة يصعب معها الاعتراف بأن الديمقراطية تقضي باحترام حقوق الآخرين. وتخلص لودوفوار فتشير إلى عجز في الديمقراطية في العراق وأيضا في مصر.
ومن الشأن السياسي إلى الشأن الاجتماعي.
صحيفة لودوفوار تناولت في مقال تحت عنوان: الزواج القسري" ملف زواج فتيات صغيرات السن في سياق معرض للصور في صالة "جيزو" في مونتريال للمصورة ستيفاني سانكلير.
وتنقل لودوفوار عن الكاتبة الجزائرية ساميا شريف أنها كرهت زوجها منذ الليلة الأولى وانها تمنت لو يموت عندما شاهدته للمرة الأولى.
وتروي في كتابها معاناة الفتيات من الزواج القسري وهي معاناة عاشتها بنفسها عندما تم تزويجها وهي في الخامسة عشرة من العمر إلى رجل يكبرها بكثير لم يسبق لها أن شاهدته.
وتشارك ساميا شريف في إطلاق معرض الصور في مونتريال الذي يجري تحت رعاية صندوق الأمم المتحدة للسكان في إطار حملة تحت شعار: "احب جسدي أحب حقوقي" تقوم بها منظمة العفو الدولية.
وتحدثت ساميا شريف في مؤتمر صحافي عقدته في مونتريال عن معاناتها وعن تعرضها للضرب والاغتصاب والاحتجاز. وتنقل الصحيفة عنها قولها إن هذه المعاناة تترك بصماتها مدى العمر. و أنها لا تعرف من أين استلهمت الشجاعة للتغلب على محنتها.
وتشير الصحيفة إلى ان ساميا شريف انتقلت للعيش في كندا مع اولادها بعد الطلاق ودخلوا جميعا بجوازات سفر مزوّرة وباعت مصاغها لتأمين كلفة السفر.
وتجولت ساميا شريف في ارجاء المعرض وتأثرت لرؤية صور فتيات صغيرات تبرجن استعدادا للزواج. ولم تتمالك نفسها عن زرف الدموع لان تلك الصور اعادتها بالذاكرة على ما عاشته في سن هؤلاء الفتيات الصغيرات.
وحول زواج الفتيات الصغيرات تورد لودوفوار مجموعة من الأرقام: في الصين كل فتاة من اصل ثلاث يتم تزويجها قبل سن الثامنة عشرة.
وظاهرة الزواج في سن مبكرة هي الأكثر انتشارا في دول جنوب شرق آسيا. وبعد 20 عاما من الآن، تكون 135 مليون فتاة قد تزوجن بصورة قسريّة.
والمعرض يوثّق واقع هؤلاء الفتيات اللواتي يحرمن من طفولتهن والتجاوزات التي تلحق بهن والصعوبات الناجمة عن الحمل المبكّر ومشاكل الطلاق وتعرض البعض منهن للإصابة بمرض الايدز .
وتنقل لودوفوار عن آن سانت ماري الناطقة باسم منظمة العفو الدولية أن 67 مليون امرأة حرمن من طفولتهن وفقدن كرامتهن بسبب الزواج في سن مبكّرة.
وتتحدث عن بارقة أمل رغم الوضع المأساوي فتشير إلى قضية اليمنية نجد علي التي تم تزويجها في الثانية عشرة من العمر إلى رجل يكبرها بعشرين سنة وكفاحها للحصول على الطلاق . وقضيتها اثارت المشاعر ودفعت بالبرلمان اليمني للبحث في مشروع قانون لتحديد سن الزواج.
وتخلص لودوفوار إلى القول إن ساميا شريف اختارت الكتابة لتروي قصص نساء يعشن تحت نير ازواجهن .
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.