في مصر حريق كبير بكل ما للكلمة من معانٍ. 525 قتيلاً، حسب الأرقام الرسمية، ومن بينهم 43 في صفوف قوات الأمن، سقطوا يوم أمس لما فض الجيش وقوات الأمن اعتصام الإخوان المسلمين وسائر مناصري الرئيس المنتخب والذي أضحى معزولاً، محمد مرسي، في ميدانيْ رابعة العدوية والنهضة. من جهتها تتحدث جماعة الإخوان عن وقوع أكثر من 2600 قتيل ونحو 10 آلاف جريح.
وحريق مصر أتى على عشرات الكنائس والممتلكات التابعة للأقباط، وعلى دوائر حكومية أيضاً، في أعمال عنف متعمدة أدانتها كندا. كما يُخشى من أن يأتي الحريق على كل أمل، على الأقل في المرحلة الراهنة، بإرساء الديمقراطية في مصر.
وفي ردود الفعل العالمية أيضاً عبّر الرئيس الأميركي باراك أوباما عن قلق بلاده من الوضع الراهن في مصر، رافضاً اتهام الإدارة الأميركية بدعم محمد مرسي، قائلاً إن "هذا الاتهام لا يحقق الازدهار لمصر". ورأى أوباما أن "حالة الطوارئ في مصر يجب أن ترفع وأن عملية المصالحة الوطنية يجب أن تبدأ". وأعلن "إلغاء التدريبات العسكرية المشتركة" مع الجيش المصري، مشيراً الى استمرار ادارته في الالتزام ازاء مصر وشعبها، ودعا السلطات المصرية إلى "احترام الحقوق العالمية للشعب" والمحتجين إلى "التظاهر بصورة سلمية".
ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً هذه الليلة لبحث الوضع في مصر بناءً على دعوة كل من فرنسا وبريطانيا وأستراليا. كما أعلنت وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو اليوم اعتزام وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بحث "الوضع المأساوي" في مصر خلال اجتماع يعقد يوم الاثنين أو الثلاثاء من الأسبوع المقبل. وأدانت بونينو تدخل قوات الأمن المصرية لفض اعتصاميْ مناصري محمد مرسي واصفةً إياه بـ"القمع الوحشي وغير المقبول"، مضيفة "أن الجيش يستخدم للحماية من التهديدات الخارجية وليس لإطلاق النار على السكان". واستدعت دول غربية عدة سفراء مصر لديها للإعراب عن قلقها.
فادي الهاروني تناول الوضع في مصر في حديث مع الأستاذ وائل صالح، المؤسس المشارك والمنسق في مرصد التخصصات المترابطة لدراسة الحركات الإسلامية التابع لكرسي الأبحاث الكندي في مجال الإسلام والتعددية والعولمة في جامعة مونتريال، والباحث المشارك في مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في كرسي راوول داندوران للدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية في جامعة كيبيك في مونتريال.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.