صعد مقاتلو "الدولة الإسلامية في العراق والشام" هجماتهم على ناشطين سلميين وكتائب منافسة في مناطق مختلفة من سوريا في إطار سعيهم إلى فرض نمط محافظ للحياة الاجتماعية، وذلك بعد سيطرتهم على مواقع "لواء أحفاد الرسول" التابع للجيش السوري الحر في الرقة في وسط شمال البلاد والتي خرجت عن سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد في آذار (مارس) الماضي. ولوحظ حصول نزوح كبير من المدينة بعد سيطرة "الدولة الإسلامية" عليها، علماً أنها كانت في آذار (مارس) الماضي أول عاصمة لمحافظة سورية تخضع لسيطرة المعارضة منذ بدء النزاع في سوريا. وفي شمال غرب سوريا قام مقاتلو "الدولة الإسلامية" اليوم بإعدام فتيين من مدينة نبل التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية الموالية للنظام السوري بعد أيام على خطفهما، وفق ما أفاد به "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ من بريطانيا مقراً.
واستمرت المواجهات العنيفة اليوم في ريف اللاذقية في شمال غرب البلاد حيث فتحت المعارضة السورية جبهة جديدة قبل أكثر من أسبوع، وحيث تحاول القوات النظامية استعادة القرى والمناطق التي سيطر عليها المعارضون، فيما سجلت اشتباكات وعمليات قصف وغارات للطيران في مختلف انحاء سوريا. وقال "المرصد السوري لحقوق الانسان" إن قرى عدة في جبل الأكراد في ريف اللاذقية تعرضت لقصف بالبراميل المتفجرة من الطيران المروحي، ولم تتوافر معلومات عن الخسائر البشرية. ودارت اشتباكات في قرية بيت شكوحي بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية، في محاولة للأخيرة استعادة السيطرة عليها، وسط قصف عنيف على مناطق في بلدة سلمى.
وفي مدينة دير الزور في شرق سوريا تعرض حيّا الجبيلة والحويقة لقصف من القوات النظامية بعد أن سيطر الجيش الحر على آخر معاقل قوات النظام في الحويقة.
وفي غضون ذلك لقيت دعوة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا لإعادة هيكلة صفوف مقاتلي المعارضة في إطار "جيش وطني" امتعاضاً واسعاً في صفوف المقاتلين "الجهاديين" وانتقادات في صفوف مقاتلي المعارضة الآخرين. ويرى المقاتلون "الجهاديون" في الخطوة خطة أميركية لتحويل المقاتلين المعارضين إلى مجموعات مناهضة لتنظيم "القاعدة"، على غرار "مجالس الصحوة" في العراق التي دعمتها الولايات المتحدة لمواجهة مقاتلي القاعدة في هذا البلد منذ عام 2006.
فادي الهاروني تناول الوضع في سوريا في حديث مع الناشط السوري في كندا الأستاذ عماد الظواهرة، عضو المنبر الديمقراطي السوري والعضو المؤسس في المنتدى الديمقراطي السوري الكندي.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.