إحدى السفن الأميركية الأربع في المتوسط

إحدى السفن الأميركية الأربع في المتوسط
Photo Credit: و ص ك / بن كورتيس / اسوشيتد بريس

الناشيونل بوست : عدم التدخل في سوريا أفضل من التدخل

 

علق كيلي ماك بارلند في الناشيونال بوست على احتمال التدخل العسكري الأميركي في سوريا فكتب تحت عنوان " مخاطر التدخل المحتمل ، مكاسب محدودة مقابل أثمان باهظة " يقول :

ثمة عدة أسباب مقنعة لعدم تدخل القوى الغربية  في سوريا وسبب واحد يدعم فكرة التدخل . وهذه الحجة قوية وهي الشعور بالشفقة الإنسانية . فخلال المذابح في روندا منذ عشرين عاما لم تتحرك القوى القادرة على التدخل لأسباب كانت ربما مقنعة لكن النتيجة كانت مرعبة : ذبح ما لا يقل عن نصف مليون شخص وربما أكثر . وما زالت الدول التي تعتبر نفسها متمدنة تسعى لاستيعاب الفشل الذي وقع وتعهدت يومها بعدم السماح بتكرار ما حصل من جديد كما أوصت الأمم المتحدة بمسؤولية الحماية القائمة على واجب المجتمع الدولي بمنع حصول المجازر وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية . وكما معظم التعهدات الأممية ، ظل حبرا على ورق بالرغم من كونه موقفا يستحق العمل به .

أما الحجج لعدم التدخل فكثيرة ، يقول ماك بارلند .  فالغضب الذي يشكل اليوم حجة للتدخل هو الهجوم الكيميائي الظاهر ضد السكان المدنيين الأسبوع الفائت . ويقوم فريق دولي بالتحقيق في وقت نفى فيه الرئيس السوري مسؤوليته عن الهجوم ناسبا إياه " للإرهابيين" لكن لا مصداقية للأسد بالمقابل فالتنظيمات المختلفة الساعية للوصول إلى السلطة ليس بعضها أفضل من النظام القائم وليس مستبعدا أن يكون أحدها قام بالهجوم الكيميائي  لإثارة غضب العالم وتأمين مصلحته . وثمة سؤال في هذا المجال : إذا كان الإرهابيون يمتلكون السلاح الكيميائي ، فمن أين حصلوا عليه ؟ وأين يخبؤنه وكيف نقلوه ولماذا استعملوه ضد سوريا وليس ضد بلد غربي معادون له ؟ألم يكونوا قد وجههوه ضد الولايات المتحدة أو إسرائيل ؟

إن الوضع ضبابي إلى درجة أنه يقوّض حجج التدخل سيما وأن النتائج ليست أكيدة وإذا تمكن حلف شمال الأطلسي من عزل معمر القذافي عن السلطة دون خسارة أي جندي عبر استعمال القصف الجوي والحصار البحري ، فاحتمال نجاح مثل ذلك مستبعد في سوريا . فالأسد يمتلك قدرات عسكرية أقوى وأهم إضافة إلى حليفيه القويين ، روسيا وإيران ما يعني أن أي تدخل غربي سيكون مكلفا جدا على صعيد الخسائر العسكرية واتساع رقعة الفوضى .

ويطرح ماك بارلند مجموعة تساؤلات :

 ما هو هدف التدخل ؟ هل هو إزاحة الأسد أو مجرد القضاء على أسلحته الكيميائية ؟ إذا كان الهدف هو الأخير فلا بد من تذكر حرب الخليج الأولى التي انتهت وبقي صدام في السلطة ما دفعه إلى الانتقام من شعبه والتسبب بحرب الخليج الثانية . أما إذا كان الأول فالسؤال هل نحن مستعدون لإرسال جيوش برية وتحمل سقوط الضحايا منها ؟

ما هي إستراتيجية الخروج من الأزمة ؟ لقد أثبتت التدخلات الأخرى أنه من السهل بدء الهجوم ولكن من الصعب إنهاؤه والخروج قبل أن يتحول التدخل إلى كارثة .

ماذا سيحقق ؟ إن الأوضاع في الشرق الأوسط اليوم أكثر خطرا من أي يوم مضى وقد تعلمت الولايات المتحدة  عبر اختباراتها السابقة غير السعيدة أن لا أحد سيشكرها للتضحية بجنودها في سبيل إنقاذ الآخرين .

من سيقود التدخل ؟ الأمم المتحدة معطلة جراء الفيتو الروسي ، فرنسا وبريطانيا أعربتا عن رغبتهما بالتحرك ولكن ، كما العادة ، بقيادة الولايات المتحدة . وحتى إذا كان الدافع الأمركي هو إنقاذ حياة الآخرين فإن اللوم سيقع عليها في حال سوء الوضع والنتائج ،  وستتهم بأنها تعمل لمصلحة إسرائيل ولمصالح نفطية وتقويض الإسلام إلخ ... ولن يحقق أوباما أي مكسب باستثناء دعم معنوي قصير الأمد مقابل ثمن باهظ .

ماذا سيلي التدخل ؟ حتى لو تمكن التدخل العسكري من إزاحة الأسد ، فمن سيخلفه ؟ فالتدخل في العراق أزاح صدام حسين لكن الخلافات الطائفية والعرقية مستمرة .

كل ذلك يقودنا إلى السؤال الأساسي : ما ثمن التدخل باسم الإنسانية والضمير العالمي ؟ إستطلاعات الرأي الأميريكية تشير إلى رفض الأميركيين التدخل وتسعة بالمئة فقط تؤيده ، ومن يمكنه لومهم ؟

 ويخلص كيلي ماك بارلند مقاله في الناشيونال بوست : قد يلام أوباما قليلا في حال واصل جهوده الدبلوماسية   بدل استعمال القوة العسكرية لكن الثمن سيكون أغلى بكثير في حال قرر أن يتدخل عسكريا .استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.