الطراد القاذف للصواريخ غيتيسبرغ (إلى اليسار) وحاملة الطائرات هاري ترومان، التابعان للبحرية الأميركية، يعبران مضيق جبل طارق في طريقهما إلى البحر المتوسط في الثالث من آب (أغسطس) الجاري

الطراد القاذف للصواريخ غيتيسبرغ (إلى اليسار) وحاملة الطائرات هاري ترومان، التابعان للبحرية الأميركية، يعبران مضيق جبل طارق في طريقهما إلى البحر المتوسط في الثالث من آب (أغسطس) الجاري
Photo Credit: AFP / جايمي كوسبي / أ ف ب نقلاً عن سلاح البحرية الأميركي

من الصحافة الكندية: ضربات محددة وشيكة على سوريا

أفردت الصحف الكندية حيزاً هاماً من الصفحة الأولى والصفحات الداخلية للضربة العسكرية الغربية المتوقعة على سوريا بعد اتهام العواصم الغربية نظام الرئيس بشار الأسد باستخدام السلاح الكيماوي في الغوطتين الغربية والشرقية لدمشق يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى المدنيين.

صحيفة "لا بريس" الصادرة في مونتريال أفردت النصف الأعلى من صفحتها الأولى لصورة صاروخ توماهوك ينطلق من سفينة حربية أميركية عام 2011، وعنونت بالخط العريض داخل الصورة "سوريا: ضربات محددة وشيكة"، وكتبت أن الولايات المتحدة وحلفاءها ستشن على الأرجح غارات على سوريا في الأيام المقبلة، وأن الهدف من ذلك ردع دمشق عن اللجوء مجدداً إلى الأسلحة الكيماوية.

وتقول "لا بريس" إن "جميع المحللين يتفقون على أمر وهو أن الردّ سيأتي من الجو". وتنقل الصحيفة عن البروفسور جابر فتحلّي، الخبير في شؤون العالم العربي في جامعة أوتاوا، قوله إن الولايات المتحدة ستسدد "ضربات جراحية"، وإن التحدي بالنسبة لها سيكون ضرب الرئيس السوري بشار الأسد على أصابعه دون زعزعة نظامه كثيراً، فـ"الأميركيون يخشون أيضاً رؤية المعارضة تستولي على الحكم، فهم في الحقيقة لا يريدون من طرف منتصر في هذا النزاع (بين النظام والمعارضة)".

أما الأهداف التي ستشملها الضربة المتوقعة لسوريا فهي لا تزال غير واضحة، تقول "لا بريس". وتنقل الصحيفة عن معارضين سوريين قولهم إن الضربة قد تستهدف مطارات أو قواعد عسكرية أو مستودعات ذخيرة. كما تشير الصحيفة إلى أنه يجب استبعاد أي تدخل عسكري بموافقة الأمم المتحدة، لأن روسيا والصين اللتين تدعمان النظام السوري ستستخدمان حق النقض في مجلس الأمن ضد أي مشروع قرار بتدخل عسكري في سوريا.

وتنشر الصحيفة تحليلاً لمراسلها في واشنطن ريشار هيتو بعنوان "القائد متردد" يقول فيه إن مستشاري الرئيس باراك أوباما كانوا أول المتفاجئين لما سمعوه يتحدث عن "خط أحمر". ففي الثاني والعشرين من آب (أغسطس) من العام الماضي كان من المفترض أن يكتفي الرئيس الأميركي بتوجيه إنذار لنظيره السوري متجنباً إيقاع نفسه في الفخ. لكن بدل ذلك قال باراك أوباما للصحافيين إن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، أو نقلها، يشكل "خطاً أحمر" قد تكون له "عواقب هائلة". والعالم رأى في الربيع الفائت أن هذه الأقوال لم تكن نهائية لا رجوع فيها. فبعد استنتاجه مرة أولى أن النظام السوري استخدم غازات قتالية، صمم الرئيس الأميركي على الرد بتزويد المعارضين السوريين بالسلاح. لكن هذا السلاح لم يصل حتى الآن للمعارضة السورية، يقول ريشار هيتو نقلاً عن صحيفتيْ "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست". وتردد أوباما في إدخال بلاده في النزاع السوري يعود لعدة أسباب، من بينها معارضة الرأي العام الأميركي لتدخل عسكري، والخوف من أن يصب التدخل العسكري في النزاع السوري في مصلحة الإسلاميين المتشددين، وأيضاً الخوف من الانجرار إلى دوامة السياسة التدخلية.

كما تناولت الصحف الكندية في صفحاتها الاقتصادية وقع الضربة العسكرية الغربية المحتملة لنظام الأسد على الأسواق المالية العالمية، إذ أقفلت أمس على تراجع، وهذا التراجع بلغ 1,33% للمؤشر الرئيسي في بورصة تورونتو، علماً أنه استعاد عند إقفال اليوم 10% مما خسره أمس. والمخاوف تنبع بشكل خاص من احتمال توسع النزاع في الشرق الأوسط وتعرض امدادات النفط للخطر إذا ما وجهت الولايات المتحدة وحلفاؤها ضربة لنظام الرئيس السوري.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.