Photo Credit: راديو كندا الدولي

عرض الصحف للأسبوع المنتهي في 1-09-2013

مختارات من تعليقات الصحف مع مي ابو صعب وبيار احمراني وفادي الهاروني تتناول شؤونا متنوعة كندية وعربية وعالمية.

احتلت الأزمة في سوريا واحتمال توجيه ضربة عسكرية لها حيزا مهما في اهتمامات الصحف الكندية. وأفردت الصحف مساحات في صدر صفحاتها الأولى وفي صفحاتها الداخلية للتطورات.

في صحيفة لودوفوار وفي صدر الصفحة الأولى نقرأ العنوان التالي:

تدخل عسكري دون موافقة الأمم المتحدة: الرئيس اوباما يشير إلى ضربة تحذيرية ولندن تنتظر انتهاء تحقيق الأمم المتحدة، وفي دمشق الرئيس الأسد ماض في موقفه.

لابرس نشرت صورة لوزير الخارجية الكندي جون بيرد وكتبت : "الحل سياسي": جون بيرد يؤكد أن كندا تدعم الولايات المتحدة ولكنها لن تتدخل مباشرة في الصراع.

في الغلوب اند ميل: السير باتجاه الحل العسكري يتباطأ: الأمم المتحدة تطلب المزيد من الوقت للسماح للمفتشين بتقديم تقريرهم حول الأسلحة الكيميائية. وكندا قد لا تلعب دورا لعدم امتلاكها الأسلحة المناسبة.

وفي الصفحات الداخلية نقرا دوما في الغلوب اند ميل:

الدول تسعى للتشاور وتقرير المفتشين قبل أي تدخل. وفي عنوان آخر تقول الصحيفة إن المواطنين السوريين يتخوفون من أن تؤدي أي ضربات أميركيّة إلى العنف الطائفي.

في صحيفة الناشونال بوست:

التقاط مكالمة هاتفية ساعد في إقناع الولايات المتحدة بأن النظام مسؤول عن الهجوم بالأسلحة الكيميائيّة.

صحيفة الغلوب اند ميل رأت في تعليقها أن على رئيس الحكومة الكندية ستيفن هاربر أن يدعو إلى جلسة للبرلمان الذي ما زال يلتزم الصمت حيال هذه الازمة الملحة للبحث في الدور الذي ينبغي ان تلعبه كندا .

وتشير إلى ان الازمة معقدة وتنقل عن جون كيري وزير الخارجية الأميركي تأكيده أن السلاح الكيميائي قد استخدم ضد مناطق في ضواحي دمشق . وثمة المزيد من الأدلة وفق الناتو تفيد بأن النظام السوري هو الذي استخدمها وأن الولايات المتحدة وبريطانيا ستقودان الرد عليها.

والوضع مشحون تقول الصحيفة التي تتساءل عما سيكون الرد. فعدم الرد يشجّع اولئك الذين لم يستخدموا بعد الأسلحة المحظورة.

والرد بقسوة وضرب النظام قد يؤدي إلى انهيار البلد وإحداث فراغ قد يسارع لملئه لاعبون غير معتدلين بمن فيهم الجهاديون الذين اخترقوا صفوف المعارضة. كما يؤدي إلى إشعال الصراع في المنطقة.

وتنقل الغلوب اند ميل عن رئيس الحكومة الكندية قوله إنه يعمل بالتنسيق مع الدول الحليفة وإن الامر يتطلب ردا حاسما. وتنقل عن وزير الخارجية جون بيرد  تأكيده على العمل عن قرب مع الدول الحليفة. وتضيف أن على مجلس العموم الكندي أن يجتمع ويناقش كل الخيارات المطروحة أمام كندا وحلفائها ومشاركة كندا في أي مبادرة محتملة.

وسبق أن اتخذ البرلمان قرارات بشأن المشاركة في المهمة الدولية في أفغانستان العام 2006 وفي ليبيا العام 2010 . وآن الأوان له للبحث في الأزمة الخطيرة في سوريا وألا يبقى مكتوف الايدي حيالها.

في صحيفة لابرس كتب أندريه برات يقول إن وزير الخارجية الكندي جون بيرد طمأن الكنديين بقوله إن الرئيس اوباما سيستخدم صواريخ كروز وطائرات من دون طيار للتدخل في سوريا ، وكندا لا تملك هذا الطراز من الأسلحة.

ولكن كندا ستقدّم الدعم المعنوي والسياسي كما قال الوزير بيرد واعتبر أنه ينبغي معاقبة مستخدمي السلاح الكيمياوي.

وتتساءل الصحيفة حول  مصداقية الأدلة التي جمعتها  الولايات المتحدة بشأن السلاح الكيميائي في سوريا وبماذا تختلف عن ادلة امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل. وتنقل عن جون بيرد أن سوريا تملك بالتأكيد هذه الأسلحة وأن الرئيس اوباما يفكّر على مضض  بعملية عسكرية.

وتنقل عن الوزير بيرد أيضا تشكيكه في عملية عسكرية تهدف لإسقاط النظام بدليل ما حدث في العراق. وأن الحكومة الكندية لم تعترف بالمجلس الوطني السوري المعارض كممثل وحيد للشعب السوري.

وتثني لابرس على موقف حكومة حزب المحافظين الحذر من الأزمة السوريّة. وتعرب عن أملها في ان يستمر الحذر وأن تبقى كندا بمنأى عن أي تدخل عسكري في هذه الأزمة التي لا يقدر على حلها إلا السوريون أنفسهم.

علق كيلي ماك بارلند في الناشيونال بوست على احتمال التدخل العسكري الأميركي في سوريا فكتب تحت عنوان " مخاطر التدخل المحتمل ، مكاسب محدودة مقابل أثمان باهظة " يقول :

ثمة عدة أسباب مقنعة لعدم تدخل القوى الغربية  في سوريا وسبب واحد يدعم فكرة التدخل . وهذه الحجة قوية وهي الشعور بالشفقة الإنسانية . فخلال المذابح في روندا منذ عشرين عاما لم تتحرك القوى القادرة على التدخل لأسباب كانت ربما مقنعة لكن النتيجة كانت مرعبة : ذبح ما لا يقل عن نصف مليون شخص وربما أكثر . وما زالت الدول التي تعتبر نفسها متمدنة تسعى لاستيعاب الفشل الذي وقع وتعهدت يومها بعدم السماح بتكرار ما حصل من جديد كما أوصت الأمم المتحدة بمسؤولية الحماية القائمة على واجب المجتمع الدولي بمنع حصول المجازر وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية . وكما معظم التعهدات الأممية ، ظل حبرا على ورق بالرغم من كونه موقفا يستحق العمل به .

أما الحجج لعدم التدخل فكثيرة ، يقول ماك بارلند .  فالغضب الذي يشكل اليوم حجة للتدخل هو الهجوم الكيميائي الظاهر ضد السكان المدنيين الأسبوع الفائت . ويقوم فريق دولي بالتحقيق في وقت نفى فيه الرئيس السوري مسؤوليته عن الهجوم ناسبا إياه " للإرهابيين" لكن لا مصداقية للأسد بالمقابل فالتنظيمات المختلفة الساعية للوصول إلى السلطة ليس بعضها أفضل من النظام القائم وليس مستبعدا أن يكون أحدها قام بالهجوم الكيميائي  لإثارة غضب العالم وتأمين مصلحته . وثمة سؤال في هذا المجال : إذا كان الإرهابيون يمتلكون السلاح الكيميائي ، فمن أين حصلوا عليه ؟ وأين يخبؤنه وكيف نقلوه ولماذا استعملوه ضد سوريا وليس ضد بلد غربي معادون له ؟ألم يكونوا قد وجههوه ضد الولايات المتحدة أو إسرائيل ؟

إن الوضع ضبابي إلى درجة أنه يقوّض حجج التدخل سيما وأن النتائج ليست أكيدة وإذا تمكن حلف شمال الأطلسي من عزل معمر القذافي عن السلطة دون خسارة أي جندي عبر استعمال القصف الجوي والحصار البحري ، فاحتمال نجاح مثل ذلك مستبعد في سوريا . فالأسد يمتلك قدرات عسكرية أقوى وأهم إضافة إلى حليفيه القويين ، روسيا وإيران ما يعني أن أي تدخل غربي سيكون مكلفا جدا على صعيد الخسائر العسكرية واتساع رقعة الفوضى .

ويطرح ماك بارلند مجموعة تساؤلات :

 ما هو هدف التدخل ؟ هل هو إزاحة الأسد أو مجرد القضاء على أسلحته الكيميائية ؟ إذا كان الهدف هو الأخير فلا بد من تذكر حرب الخليج الأولى التي انتهت وبقي صدام في السلطة ما دفعه إلى الانتقام من شعبه والتسبب بحرب الخليج الثانية . أما إذا كان الأول فالسؤال هل نحن مستعدون لإرسال جيوش برية وتحمل سقوط الضحايا منها ؟

ما هي إستراتيجية الخروج من الأزمة ؟ لقد أثبتت التدخلات الأخرى أنه من السهل بدء الهجوم ولكن من الصعب إنهاؤه والخروج قبل أن يتحول التدخل إلى كارثة .

ماذا سيحقق ؟ إن الأوضاع في الشرق الأوسط اليوم أكثر خطرا من أي يوم مضى وقد تعلمت الولايات المتحدة  عبر اختباراتها السابقة غير السعيدة أن لا أحد سيشكرها للتضحية بجنودها في سبيل إنقاذ الآخرين .

من سيقود التدخل ؟ الأمم المتحدة معطلة جراء الفيتو الروسي ، فرنسا وبريطانيا أعربتا عن رغبتهما بالتحرك ولكن ، كما العادة ، بقيادة الولايات المتحدة . وحتى إذا كان الدافع الأمركي هو إنقاذ حياة الآخرين فإن اللوم سيقع عليها في حال سوء الوضع والنتائج ،  وستتهم بأنها تعمل لمصلحة إسرائيل ولمصالح نفطية وتقويض الإسلام إلخ ... ولن يحقق أوباما أي مكسب باستثناء دعم معنوي قصير الأمد مقابل ثمن باهظ .

ماذا سيلي التدخل ؟ حتى لو تمكن التدخل العسكري من إزاحة الأسد ، فمن سيخلفه ؟ فالتدخل في العراق أزاح صدام حسين لكن الخلافات الطائفية والعرقية مستمرة .

كل ذلك يقودنا إلى السؤال الأساسي : ما ثمن التدخل باسم الإنسانية والضمير العالمي ؟ إستطلاعات الرأي الأميريكية تشير إلى رفض الأميركيين التدخل وتسعة بالمئة فقط تؤيده ، ومن يمكنه لومهم ؟

ويخلص كيلي ماك بارلند مقاله في الناشيونال بوست : قد يلام أوباما قليلا في حال واصل جهوده الدبلوماسية   بدل استعمال القوة العسكرية لكن الثمن سيكون أغلى بكثير في حال قرر أن يتدخل عسكريا .

صحيفة "لا بريس" الصادرة في مونتريال أفردت النصف الأعلى من صفحتها الأولى يوم الأربعاء لصورة صاروخ توماهوك ينطلق من سفينة حربية أميركية عام 2011، وعنونت بالخط العريض داخل الصورة "سوريا: ضربات محددة وشيكة"، وكتبت أن الولايات المتحدة وحلفاءها ستشن على الأرجح غارات على سوريا في الأيام المقبلة، وأن الهدف من ذلك ردع دمشق عن اللجوء مجدداً إلى الأسلحة الكيماوية.

وتقول "لا بريس" إن "جميع المحللين يتفقون على أمر وهو أن الردّ سيأتي من الجو". وتنقل الصحيفة عن البروفسور جابر فتحلّي، الخبير في شؤون العالم العربي في جامعة أوتاوا، قوله إن الولايات المتحدة ستسدد "ضربات جراحية"، وإن التحدي بالنسبة لها سيكون ضرب الرئيس السوري بشار الأسد على أصابعه دون زعزعة نظامه كثيراً، فـ"الأميركيون يخشون أيضاً رؤية المعارضة تستولي على الحكم، فهم في الحقيقة لا يريدون من طرف منتصر في هذا النزاع (بين النظام والمعارضة)".

أما الأهداف التي ستشملها الضربة المتوقعة لسوريا فهي لا تزال غير واضحة، تقول "لا بريس". وتنقل الصحيفة عن معارضين سوريين قولهم إن الضربة قد تستهدف مطارات أو قواعد عسكرية أو مستودعات ذخيرة. كما تشير الصحيفة إلى أنه يجب استبعاد أي تدخل عسكري بموافقة الأمم المتحدة، لأن روسيا والصين اللتين تدعمان النظام السوري ستستخدمان حق النقض في مجلس الأمن ضد أي مشروع قرار بتدخل عسكري في سوريا.

وتنشر الصحيفة تحليلاً لمراسلها في واشنطن ريشار هيتو بعنوان "القائد متردد" يقول فيه إن مستشاري الرئيس باراك أوباما كانوا أول المتفاجئين لما سمعوه يتحدث عن "خط أحمر". ففي الثاني والعشرين من آب (أغسطس) من العام الماضي كان من المفترض أن يكتفي الرئيس الأميركي بتوجيه إنذار لنظيره السوري متجنباً إيقاع نفسه في الفخ. لكن بدل ذلك قال باراك أوباما للصحافيين إن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، أو نقلها، يشكل "خطاً أحمر" قد تكون له "عواقب هائلة". والعالم رأى في الربيع الفائت أن هذه الأقوال لم تكن نهائية لا رجوع فيها. فبعد استنتاجه مرة أولى أن النظام السوري استخدم غازات قتالية، صمم الرئيس الأميركي على الرد بتزويد المعارضين السوريين بالسلاح. لكن هذا السلاح لم يصل حتى الآن للمعارضة السورية، يقول ريشار هيتو نقلاً عن صحيفتيْ "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست". وتردد أوباما في إدخال بلاده في النزاع السوري يعود لعدة أسباب، من بينها معارضة الرأي العام الأميركي لتدخل عسكري، والخوف من أن يصب التدخل العسكري في النزاع السوري في مصلحة الإسلاميين المتشددين، وأيضاً الخوف من الانجرار إلى دوامة السياسة التدخلية.

كما تناولت الصحف الكندية في صفحاتها الاقتصادية وقع الضربة العسكرية الغربية المحتملة لنظام الأسد على الأسواق المالية العالمية، إذ أقفلت أمس على تراجع، وهذا التراجع بلغ 1,33% للمؤشر الرئيسي في بورصة تورونتو، علماً أنه استعاد عند إقفال اليوم 10% مما خسره أمس. والمخاوف تنبع بشكل خاص من احتمال توسع النزاع في الشرق الأوسط وتعرض امدادات النفط للخطر إذا ما وجهت الولايات المتحدة وحلفاؤها ضربة لنظام الرئيس السوري.

استمعوا

 

.

فئة:اقتصاد، دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.