Photo Credit: راديو كندا

لبنان يحبس أنفاسه

نشرت صحيفة لابريس مقالة للطالب في الأنتروبولوجيا في جامعة بيركلي والموجود حاليا في لبنان ، جان ميشال لاندري ،  بعنوان " لبنان يستعد للأسوأ " يصف فيها قلق اللبنانيين من احتمال انتقال الحرب إلى بلادهم . يقول :

يحبس لبنان أنفاسه في وقت تعمد فيه القوى الغربية على الانتظار والترقب وإجراء الحسابات والتردد .

كثير من اللبنانيين بدأوا بتموين المواد الغذائية والمحروقات . وبالرغم من خروج لبنان من الوصاية السورية عام ألفين وخمسة ، لم يتمكن من تجنب انعكاسات النزاع الذي يمزق الجار السوري .

طبعا لم تتخط الحرب ( بعد ) الحدود لكن الأسابيع الماضية كانت دامية حيث قتل أكثر من سبعين شخصا وجرح ما لا يقل عن ستمئة في تفجير سيارتين مفخختين في منطقتين شيعية وسنية ، كانتا تهدفان لإشعال الفتنة المذهبية .

ومنذ بضعة أيام ، يتابع جان ميشال لاندري ، يبدو أن زمن السيارات المفخخة بات من الماضي البعيد إزاء مشهد السفن الحربية المتواجدة في المتوسط والجاهزة لإطلاق النار . وبالرغم من أن القصف الغربي سيكون محدودا كما قيل ، فالناس هنا يعرفون أن نتائجه لن تكون محدودة .

وينقل لاندري تساؤلات بعض اللبنانيين : " هل تعتقد أن بشار الأسد سيقف مكتوف اليدين ؟ وإيران ؟  إيران التي تتحدث عن مهاجمة إسرائيل . وفي حال هوجمت إسرائيل ، فعلى من سترد ؟ على حزب الله طبعا ، أي على لبنان " . وتتكاثر التساؤلات : هل سينفذ باراك أوباما تهديداته ؟ ماذا سيكون موقف حزب الله ؟

وإذا كان موقف إيران يقلق الكثيرين ، فالكثيرون أيضا يخشون مما قد تقوم به سوريا . ويشرح البعض التوقعات بالتالي : " في حال قيام الولايات المتحدة بالهجوم على سوريا ، فلن تتمكن سوريا من الرد على القوى الغربية على الأراضي السورية فالسفارات الغربية في سوريا مقفلة منذ زمن بعيد . من هنا فالرد السوري سيكون خارج الأراضي السورية وتحديدا في دول الجوار وفي طليعتها لبنان "، يقول محدثو جان ميشال لاندري الذي يتابع :

بيروت المدينة الليلية ، باتت شبه فارغة ليلا جراء خوف الناس من السيارات المفخخة . فالجميع يقلل من تنقلاته ومن يمتلك منزلا في الجبل يفكر بالانتقال إليه ، ومن لديه جواز سفر أجنبي يفكر بالرحيل .

ويتساءل اللبنانيون : كيف يمكن التفكير في شرعية التدخل العسكري دون الأخذ بعين الاعتبار انعكاساته على دول المنطقة ؟ وأيا تكن نتائج لجنة التحقيق الدولية ، وأيا يكن قرار مجلس الأمن الدولي ، فالتدخل يهدد بتحويل النزاع السوري إلى حرب إقليمية .

ويختم جان ميشال لاندري مقالته المنشورة في لا بريس :

كثير من اللبنانيين يعتقدون أن النزاع السوري الدامي لن يحل إلا سياسيا والمدافع المنتشرة في المتوسط لن تؤدي إلا إلى تأخيره ولا بد من الاعتراف بأن اللبنانيين يعرفون ذلك وقد عاشوا خمسة عشر عاما من حرب أهلية وشهدوا عدة تدخلات خارجية .استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.