Photo Credit: راديو كندا الدولي

عرض الصحف للأسبوع المنتهي في 08-09-2013

مختارات من تعليقات الصحف الكندية مع مي ابو صعب وفادي الهاروني وبيار أحمراني

صحيفة لابرس أجرت مقابلة مع عمدة كالغاري ناهد ننشي الذي انتقد  شرعة القيم الكيبيكيّة التي تعتتزم  الحكومة الكيبيكيّة الإعلان عنها الأسبوع المقبل.

تشير لابرس إلى ان ناهد ننشي هو أول عمدة مسلم في كندا. وقد انتهز الجدل حول الشرعة لتوجيه دعوة للكيبيكيين للإقامة في مدينته.

وتضيف بأن ننشي نجم صاعد في المقاطعات الكندية خارج كيبيك وأنه تعلّم الفرنسيّة في جامعة لافال في كيبيك وشارك في المظاهرات الداعية إلى بقاء كيبيك في الاتحاديّة الكنديّة وذلك خلال الاستفتاء حول الانفصال  الذي جرى عام 1995 في المقاطعة الفرنسيّة الطابع.

ويقول ننشي ردا على سؤال الصحيفة إن شرعة القيم الكيبيكيّة تشكّل بنظره انتهاكا لحقوق الانسان. وأنه يسعى لاجتذاب أصحاب المهارات للعيش في مدينته والعمل فيها.

ويضيف أن ما من وظيفة عامة محايدة عندما تعطي الأفضليّة لاشخاص من دين معيّن على آخرين. وهذا ما تفعله الشرعة في رأيه. ويعتبر أن القطاع العام يجب أن يكون جامعا لا العكس.

وفي رد على سؤال آخر طرحته الصحيفة يقول عمدة كالغاري ناهد ننشي إن انتماءه للدين الاسلامي لم يؤثر إطلاقا في حيادته في ممارسته مهمته. ولم يشعر يوما بأن انتماءه الديني كان حاجزا في وجه فرص العمل السانحة له. ويثني على المساواة في الفرص التي تضمنها كندا لكل المواطنين والتي تشكّل قوة هذا البلد كما يقول.

وعن سؤال آخر يقول إن وجوده في موقع المسؤوليّة يعطيه الفرصة للتعبير عن رأيه فيما يخص شرعة القيم. وسبق أن زار مونتريال العام الماضي ودعا سكان المدينة إلى المساهمة في النمو الاقتصادي الذي تشهده  كالغاري والاستثمار في المدينة.

فهل يعني ذلك أنه يحوّل انتقاده لشرعة القيم إلى دعوة للعيش في كالغاري؟

يجيب ناهد ننشي بأن مدينة كالغاري في الطليعة من حيث اجتذاب الهجرة الداخليّة من باقي المدن والمقاطعات الكنديّة. وتحديات التنمية كبيرة ولكنها لا تتحول إلى جدل حول الهوية. ولطالما فتحت كندا أبوابها امام المهاجرين من أنّى اتوا.

ويضيف بأن مسألة الهوية لم تكن في صلب الاهتمامات  وأن الهوية قويّة لأنها مضيافة.

ويتحدّث عن التعددية في مدينته وأنه يكفي أن يحضر المرء مهرجان ستامبيد لتقاليد رعاة البقر ليقف على هذه التعددية .

ويختم فيؤكد أن ما من علاقة بين شرعة القيم وملف اللغة ، علما ان كيبيك هي المقاطعة الفرنسيّة اللغة في محيط انغلوسكسوني في الشمال الأميركي. وعلى سبيل المثال فاليهود الارثوذكس يتكلمون الفرنسيّة في كيبيك. فهل يجوز إقصاؤهم من العمل في مجال الطب او القضاء او التعليم بسبب ارتدائهم القلنسوة.

ويرفض  عمدة كالغاري ناهد ننشي في ختام حديثه إلى صحيفة لابرس إقصاء أي مجموعة او اقليّة في كيبيك على يد الأقليّة الفرنسيّة الكيبيكيّة.

تحت عنوان " الغرب المكبل اليدين " علق الصحافي الكندي فرانسوا بروسو في صحيفة لو دوفوار على موقف الدول الغربية إزاء التدخل العسكري في سوريا  ردا على استعمال السلاح الكيميائي .قال :

" مات من الضحك " . فبعد المجزرة بالسلاح الكيميائي في الحادي والعشرين من الشهر الفائت لا شك أن بشار الأسد يضحك في عبه إزاء الفوضى السائدة في أوساط الدول الغربية . ضحك في عبه إزاء تردد الغربيين وانقسامهم . ضحك في عبه إزاء هؤلاء الذين ، لأنهم لا يرغبون في الغرق في المستنقع السوري ، يطرحون احتمال التدخل العسكري أمام مجالس نوابهم.

ويرى بروسو أن لندن وباريس وواشنطن تستخدم الديموقراطية لاتخاذ القرار ، وهذا أمر مشرف بدون شك ، بينما لا يتردد الأسد أبدا عند إقرار ضرب أعدائه بلا رحمة في حمص وحلب ودرعة والغوطة الشرقية ، بمن فيهم المدنيون .

لكن سلوك الطريق الديموقراطي المشرف هذا يخفي فوضى استراتيجية في دول الغرب تتجلى بغياب الإرادة وضعف مفهوم إزاء ما بات مأساة بلا حل . واليوم تراجع الغرب يرتدي لباسا ديموقراطيا .

ويتابع فرانسوا بروسو في لو دفوار : بالرغم من تشابه الوضعين السوري حاليا والعراقي سابقا ، بحسب البعض  في ما يخص أسلحة الدمار الشامل التي لم يكن يمتلكها صدام حسين ، فالسلاح الكيميائي تمتلكه سوريا والإثباتات ليست وليدة الخيال كما كان الوضع في العراق حيث كان إصرار أعمى على التدخل والاحتلال بأي ثمن واليوم ثمة إصرار بأي ثمن حتى على عدم تحريك الإصبع  .

وإذا كان ثمة من ما زال يتردد في تصديق فرضية استعمال النظام السوري للأسلحة الكيميائية ، فليعد إلى التقرير الفرنسي الذي كُشف عنه أمس والمستقل تماما عن تقرير الاستخبارات الأميركية والذي يؤكد امتلاك سوريا أكثر من ألف طن من الأسلحة الكيميائية . إضافة إلى أن سوريا ، كما بورما ومصر وإسرائيل وكوريا الشمالية لم توقع على اتفاقية حظر السلاح الكيميائي عام ثلاثة وتسعين من القرن الماضي .

ويؤكد بروسو أن كل المؤشرات تدل على أن النظام هو من استخدم السلاح الكيميائي في ضاحية دمشق الشرقية كالقدرة اللوجستية على استعماله والدوافع والأهداف التكتيكية ( إستعادة الغوطة التي صمدت في وجه الهجمات العسكرية ) وكذلك وجود آثارها على الأرض . ويؤكد تقرير الاستخبارات الفرنسية أن لا قدرة للمعارضة على القيام بعملية بهذا الحجم بالسلاح الكيميائي وأن لا فصيل في المعارضة يمتلك وسيلة لإطلاقها . ويستشهد بروسو بما قاله الخبير الفرنسي فرانسوا هايزبورغ لصحيفة ليبيراسيون : " لا أشك أبدا في نوايا  بعض فصائل المعارضة وبكونها لا تتردد في استعمال الكيميائي ولكنهم لا يمتلكون أبدا وسائل للقيام بمثل هذه العملية ".

ويتساءل بروسو : هل يعني ذلك أنه يجب بالضرورة  قصف المواقع السورية لمساعدة المتمردين ؟ أو لمعاقبة الأسد ؟ لا، يجيب بروسو فالنواب البريطانيون قرروا تجنب المشاركة في التدخل لأسباب يمكن الدفاع عنها ولكن ماذا عن باراك أوباما ؟ ، من يدري ، فقد يتنفس الصعداء الأسبوع المقبل في حال رفض الكونغرس قرار التدخل العسكري  ولن نذهب إلى هذا المستنقع ، سيقول بينه وبين نفسه ، ولن أكون المسؤول عن عدم التدخل ولن يتهمني أحد بالجبانة . ويخلص فرانسوا بروسو تعليقه في لو دوفوار بالسؤال : الجبانة ؟

وإلى موقع راديو كندا الإلكتروني حيث تناول الصحافي ميشال س. أوجيه في مدونته موضوع "شرعة القيم الكيبيكية" التي تعتزم حكومة الحزب الكيبيكي في مقاطعة كيبيك الإعلان عنها الأسبوع المقبل. وتهدف الحكومة من خلال الشرعة المذكورة إلى وضع قواعد واضحة لطلبات التسويات المعقولة ووضع إطار لتأمين حيادية الدولة في المجال الديني. ويقدم ميشال س. أوجيه برنامج شؤون عامة يومياً من المحطة الأولى لراديو هيئة الإذاعة الكندية الناطق بالفرنسية.

يقول الصحافي إن استطلاعات الرأي حول شعبية الأحزاب الكيبيكية تظهر أن الحزب الكيبيكي بزعامة بولين ماروا قد يدفع ثمناً عالياً جداً إذا ما استمر على الوتيرة نفسها في ملف الشرعة المذكورة. وفي النهاية قد تبعد الشرعة وطريقة إدارة الحزب الكيبيكي لملفها، قد تبعد عن هذا الحزب، ودون شك لفترة طويلة، فئات كانت دوماً أساسية له، يرى الصحافي الكيبيكي.

ويذكر ميشال س. أوجيه بأن الحزب الكيبيكي، الداعي لاستقلال مقاطعة كيبيك عن الاتحادية الكندية، لطالما وُصف بأنه حزب الأساتذة والمثقفين. لكنّ الكثيرين ممن يشاركون حالياً في الجدل الواسع الدائر في المقاطعة بشأن "شرعة القيم الكيبيكية" هم مثقفون استقلاليون لا يمكنهم تقبل الخطاب والنبرة السائديْن حالياً في حكومة بولين ماروا. ومن بين هؤلاء، يقول الكاتب، جان دوريون، النائب السابق عن الكتلة الكيبيكية التي تمثل الاستقلاليين الكيبيكيين في البرلمان الفدرالي في أوتاوا، والذي كان رئيساً لمؤسسة "سان جان باتيست" التي تدعم استقلال كيبيك عن كندا، وميشال سيمور، الرئيس السابق لجمعية "مثقفون من أجل السيادة" التي تدعم، هي الأخرى، استقلال المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية. وهاتان الشخصيتان وكثيرون سواهما لجأوا إلى صفحات الجرائد في الآونة الأخيرة ليقولوا لحكومة الحزب الكيبيكي إنها أضاعت الطريق في كيفية إدارتها لملف الشرعة، يقول ميشال س. أوجيه قبل أن يضيف أن تعاطي السياسة على ظهر الحقوق الأساسية التي تكفلها الشرعة الكيبيكية للحقوق والحريات كما الشرعة الكندية للحقوق والحريات ليس أمراً يستسيغه جميع أعضاء الحزب الكيبيكي.

ويمضي الكاتب بالقول إن هناك ثمناً أيضاً في مونتريال، كبرى مدن مقاطعة كيبيك، سيدفعه الحزب الكيبيكي. فليس من باب الصدفة أن يدعو المجلس البلدي للمدينة بالإجماع حكومة المقاطعة لأن تتوخى أقصى درجات الحذر في موضوع الحقوق والحريات، كما أن أياً من المرشحين الثلاثة الرئيسيين لرئاسة بلدية المدينة لم يعطِ دعمه لفكرة شرعة قيم كيبيكية، فهم يعلمون تماماً أن المشاكل التي ستنجم عن تطبيق الشرعة ستعيشها مونتريال قبل سواها.

كما أن مديري مؤسسات كبيرة غير مقتنعين بشرعة القيم الكيبيكية يقول ميشال س. أوجيه، ويضيف أنهم يخشون بصورة خاصة فكرة السماح للمستشفيات ومؤسسات التعليم وسواها بعدم التقيد بالشرعة، مع العلم أن الفكرة ليست في الوقت الراهن سوى بالون اختبار. فهذه الفكرة تعني أنه سيتعين على هذه المؤسسات اتخاذ القرار عوضاً عن الجمعية الوطنية، وهي المجلس التشريعي في المقاطعة، في وقت تقول هذه الجمعية إنها تريد تزويد الجميع بـ"قواعد واضحة".

وهناك أيضاً جيل الشباب، يقول ميشال س. أوجيه، مذكراً بأن أحد أهم إنجازات الحزب الكيبيكي هي نجاحه في تدريس جيل كامل من القادمين الجدد باللغة الفرنسية، يُعرفون بـ"أولاد القانون 101"، نسبة للقانون الذي ألزم التدريس بالفرنسية لأولاد المهاجرين إلى مقاطعة كيبيك. وقد كان لـ"أولاد القانون 101" تأثير على الشباب الكيبيكي من أصول كندية فرنسية، فلكثرة ما تقاسم هؤلاء مقاعد الدراسة مع رفاقهم القادمين من كافة بقاع العالم، ما عادوا يخشون حجاب رأس ترتديه فتاة مسلمة أو عمامة يعتمرها شاب من طائفة السيخ، وهم بالتالي لن يتقبلوا استبعاد أصدقائهم أو أهل أصدقائهم من وظائف في القطاع العام بسبب ارتداء الحجاب أو العمامة أو الكيبا، غطاء الرأس الذي يضعه اليهود الذكور.

وفي النهاية هناك المجتمع بأكمله الذي وعدته حكومة الحزب الكيبيكي بقواعد واضحة من شأنها أن تجد حلاً نهائياً لمسألة التسويات المعقولة. ولهذه القواعد كل الحظوظ بإيجاد مشاكل تفوق الحلول، وقد ينجم عنها خيبة ترتد في النهاية على حكومة بولين ماروا، يختم ميشال س. أوجيه.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.