يتواصل الجدل في مقاطعة كيبيك حول "شرعة القيم الكيبيكية" التي أعلنتها حكومة الحزب الكيبيكي الاستقلالي في المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية. ويتمحور الجدل بشكل اساسي حول ما تتضمنه الشرعة المذكورة من منع لارتداء الرموز الدينية التفاخرية التي يمكن "رؤيتها بسهولة". ويستهدف هذا المنع موظفي القطاع العام في كيبيك والعاملين في دور الحضانة والمدارس التي تمولها الدولة وموظفي المعاهد والجامعات وقطاع الصحة والبلديات. لكن الشرعة تتيح للبلديات والجامعات والمستشفيات عدم تطبيق منع ارتداء الرموز الدينية البارزة لمدة خمس سنوات يُعاد النظر بإمكانية تمديدها عند نهايتها.
وتهدف الشرعة، من وجهة نظر حكومة المقاطعة، وهي حكومة أقلية، لوضع قواعد واضحة لطلبات التسويات المعقولة، مستندة في ذلك إلى "القيم المشتركة" التي "توحد" الكيبيكيين، لاسيما "المساواة بين النساء والرجال" و"الحيادية الدينية للدولة"، كما قال وزير المؤسسات الديمقراطية والمشاركة المواطنية في حكومة كيبيك، بيرنار درانفيل، المسؤول عن الشرعة. والشرعة مشروع مطروح على النقاش وقابل للتعديل قبل طرحه على التصويت في الجمعية التشريعية في المقاطعة.
الدكتور حسّان جمالي، المعروف بمقاربته للمسائل المتعلقة بالجاليات العربية والمسلمة في كندا ولاسيما في مقاطعة كيبيك، كتب مقالة حول الشرعة يعرب فيها عن تأييد مشروط لها ومؤثراً "شرعة علمنة" بدل "شرعة القيم الكيبيكية"، كما أنه يدعو في مقالته لإرساء قواعد مدرسة علمانية "ذات علمانية حقة". والدكتور جمالي يدرس الإلكترونيات في معهد أهونتسيك في مونتريال وله مؤلفات وكتابات في مجال الهجرة والانطلاق في المجتمع الكندي كما في الدين والمجتمع، أبرزها "النجاح في كيبيك – دليل الدراسات والمهن للمهاجرين" و"مسلم في الغرب" و"القرآن والانحراف السياسي". فادي الهاروني تناول معه مقالته الجديدة.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.