تحت عنوان " الوهم الضائع" علق ماريو روا في صحيفة لابريس على تنامي قوة الحركات الإسلامية الأصولية . قال :
بداية فرقوا المؤمنين عن الكفار ومن ثم احتجزوا الكفار وعذبوهم ، بمن فيهم الأطفال ، فقأوا أعينهم قطعوا أصابعهم وأعضاءهم التناسلية قبل قتلهم ...فبعد مرور عدة أيام على مجزرة مركز ويستغيت التجاري في نيروبي ، بدأت تتضح تفاصيل المأساة كما نقلتها عدة وسائل إعلامية كالكينيان ستار والإندبندنت والديلي ميل البريطانيتين واليو إسي أي الأميركية وشبكة العربية السعودية .
قالت الإنديبندنت " الحقيقة التي تزعج هو أنه منذ ثمانية عشر شهرا ، وبالرغم من فشلهم وتراجعهم ، يعود مقاتلو القاعدة وحلفاؤهم الجهاديون إلى الساحة بصورة مذهلة " . فبعد الهجوم الدامي في الجزائر ، بدأنا نلاحظ منذ ثمانية أشهر أن الأصولية تقدمت عبر السياسة أو العنف في تونس ومصر وتركيا واليمن والصومال والسودان والنيجير ونيجيريا وليبيا ومالي وبات يجب إضافة كينيا على اللائحة وكذلك سوريا . ولا شك أيضا أفغانستان حيث يحرز الطالبان تقدما يوما عن يوم بانتظار يوم مغادرة القوات الغربية .
ويتابع ماريو روا في لابريس :
بعد قتل أسامة بن لادن وعدة كادرات من تنظيم القاعدة وأقوال أوباما المهدئة ، كان يبدو ممكننا توهم أن الحرب على الإرهاب قد انتهت . لكن الواقع غير ذلك ففي الأيام الثمانية الأخيرة فقط ، وفي احتساب لعمليات العنف الكبيرة دون سواها ، قتل ما لا يقل عن خمسمئة وخمسين شخصا في الباكستان ونيجيريا وكينيا والعراق ما يضع حدا لذاك الوهم .
ويتابع ماريو روا تحليله في لابريس :
فلنكن صريحين ولنعترف أن الأمر لا يثير اكتراثنا نسبيا فالضحايا أفارقة أو أسياويون أو مسلمون يعيشون بعيدا عنا .وبعد عدم الاكتراث هناك عدم الفهم وتحديدا عدم فهم لقوة فكرة الأصولية . ويشهد عليها تنامي تجنيد الجهاديين في الغرب إن كان في أوساط المهاجرين وإن كان في أوساط من اعتنقوا الإسلام من أبناء البلد ( وبينهم مثلا سامنتا لوثويت البريطانية الأصلية وأرملة بريطاني آخر اعتنق الإسلام وفجر نفسه في لندن والتي يعتقد أنها شاركت في اعتداء نيروبي ) .
وبعد عدم الاكتراث وعدم الفهم ، يأتي عدم المقدرة إذ ماذا يمكننا فعله بالواقع ؟ ما هي الوسيلة التي لم تستعمل بعد في هذه الحرب غير المتجانسة حيث يبدو أن السلاح التقليدي لا يفيد أبدا وحيث طرف واحد من الطرفين محكوم عليه أن يحافظ على النظم والمبادئ الأخلاقية ؟
ويختم ماريو روا تعليقه في لا بريس : وبخاصة كيف يمكن محاربة فكرة عندما تكون باسم الله مهما كانت لاعقلانية ولاخلقية وقاتلة ؟ هذا السؤال لم يتمكن الأنسان بعد من إيجاد جواب له .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.