تناولت الصحف الكنديّة في تعليقاتها خطاب العرش الذي ألقاه حاكم كندا العام ديفيد جونستون يوم الأربعاء مع افتتاح الدورة البرلمانيّة في اوتاوا.
وخطاب العرش هو بمثابة البيان الوزاري للحكومة الذي تعلن من خلاله عن برنامجها للدورة البرلمانية المقبلة.
صحيفة الغلوب اند ميل تساءلت إن كانت الاجراءات التي كشفت عنها حكومة المحافظين برئاسة ستيفن هاربر المتعلّقة بالمستهلك وبالبيئة تهدف لاستعادة التأييد للحزب بعد الفضائح التي هزّت مجلس الشيوخ بشأن تعويضات ماليّة غير مبرّرة تلقاها 3 من أعضائه كانوا ينتمون لحزب المحافظين.
وترى الصحيفة أن خطاب العرش يهدف إلى اجتذاب الناخبين المترددين إلى صف المؤيدين الداعمين لحزب المحافظين، ما يضمن له الفوز بأغلبيّة في الانتخابات المقبلة العام 2015.
وتشير إلى مجموعة من الاجراءات كشفت عنها الحكومة تتعلق بالمستهلك وأيضا بالبيئة وبالقضاء على العجز وتحقيق التوازن في الموازنة وردم الهوّة في أسعار السلع بين كندا والولايات المتحدة.
وتعتبر الصحيفة أن الالتزام الطموح في خطاب العرش يتمثّل في الاعلان عن قرب التوصل إلى اتفاق للتبادل الحر بين كندا والاتحاد الأوروبي بعد 4 سنوات من المفاوضات بينهما.
صحيفة لودوفوار رأت ان هاربر يراهن على اوراق اكيدة، من التشدد في الإدارة الماليّة إلى حماية المستهلك إلى التشدد حيال الجريمة .
وكشف هاربر عن نيّته بتقديم مشروع قانون يلزم الحكومة باعتماد ميزانيّة متوازنة وتحديد أجندا واضحة لتحقيق التوازن في موازنتها في حال حدوث أزمة اقتصاديّة.
وترى الصحيفة أنه من السخرية بمكان أن يقطع رئيس الحكومة هذه التعهدات في وقت سجلت اوتاوا خمس مرات متتالية عجزا في موازنتها أثقل المديونيّة العامّة بمائة واربعين مليار دولار إضافي.
وتشير لودوفوار إلى نيّة الحكومة في إصلاح قانون المواطنة في العمق في مبادرة هي الأولى منذ نحو 25 سنة.
في صحيفة لابرس كتبت أريان كرول تقول إن التعهدات التي قطعها رئيس الحكومة ستيفن هاربر للمستهلك في خطاب العرش لن تكون سهلة التحقيق.
وتشير إلى عزم الحكومة خفض كلفة التخابر الخليوي بين المقاطعات الكنديّة والتي ما زالت مرتفعة رغم جهود اوتاوا لتعزيز المنافسة بين شركات الاتصال الخليوي.
وكذلك العزم على خفض كلفة الاشتراك في خدمة الكابل التلفزيوني ومنح خيارات أكثر بكلفة أقل للمستهلكين.
وتلفت إلى أن خطاب العرش لم يتطرّق إلى مسألة التعويض على المسافرين في حال تمّ تأخير الرحلات الجويّة لسبب او لآخر.
وتعهدات الحكومة حيال المستهلك تتطلب جهودا كبيرة. وينبغي الانتظار لمعرفة ما إذا كانت ستتمكن من تحقيقها قبل موعد الانتخابات النيابيّة في العام 2015 .
وننتقل إلى الشأن الدولي ودوما مع صحيفة لابرس ومع تعليق حول الأوضاع في سوريا بقلم جوسلان كولون مدير شبكة الأبحاث حول عمليات السلام التابعة لجامعة مونتريال.

يقول جوسلان كولون إن الولايات المتحدة وروسيا ستعلنان عن موعد انعقاد مؤتمر جنيف حول سوريا ويتساءل لماذا ينعقد المؤتمر.
فمع انطلاق الربيع العربي الذي أدى إلى سقوط أكثر من دكتاتور في مصر وليبيا وتونس ، توقّع المراقبون أن تكون أيام النظام السوري معدودة.
لكن الرئيس الأسد لم يسقط لا بل أنه خرج أقوى من السابق في المواجهة مع الولايات المتحدة بشأن الأسلحة الكيميائيّة، ويبدو أنه يحرز تقدّما على المعارضة الغارقة في الفوضى.
ويذكّر جوسلان كولون بمشاعر السخط التي أثارها استخدام الأسلحة الكيميائيّة في سوريا حول العالم وكيف كانت فرنسا والولايات المتحدة على وشك توجيه ضربة عسكريّة ضد النظام السوري الذي اتهم بارتكاب الجريمة.
ويضيف أن اتفاق اللحظة الأخيرة بين واشنطن وموسكو خفّف من حدة التوتر وأحيا عمليّة السلام وأربك المعارضة السوريّة التي كانت تراهن على التدخل العسكري لتوسيع رقعة سيطرتها على المزيد من المواقع .
ويتحدّث كولون عن نتائج مأساويّة للمعارضة التي تذهب إلى مفاوضات جنيف في حالة من التشتت والانقسام الشديدين.
وثمة مجموعات معارضة أعلنت أنها لن تشارك في المفاوضات.
ويضيف جوسلان كولون في تعليقه في صحيفة لابرس أن الرئيس الأسد يعزف على وتر هذه الخلافات ويتساءل علنا حول احتمال ترشحه للانتخابات الرئاسيّة العام المقبل.
والأسد يدرك جيدا أن الروس غير متمسكين به ويبحثون عن مخرج لائق له. ومؤتمر جنيف يهدف لتوفير هذا المخرج يقول جوسلان كولون. ويسعى لتفعيل اتفاق موقّع العام الماضي يلحظ تشكيل حكومة انتقاليّة تتولى السلطة حتى موعد إجراء انتخابات ديمقراطيّة.
ولكن الواقع مختلف عن النظريّة يقول كولون والمعارضة ستكون غائبة عن مؤتمر جنيف والرئيس الأسد سيسعى جاهدا للحصول على تقاسم للسلطة.
والمقاتلون ،والجهاديون منهم بصورة خاصّة، غير مستعدين للتخلي عن سلطة باتت في متناول اليد.
وأيا تكن النتائج التي سيفضي إليها مؤتمر جنيف فقد أصبحت متأخرة عن الواقع. وانتقال السلطة لن يكون سلميا والصراع سيستمر حتى رحيل الأسد يقول جوسلان كولون. ويختم مستشهدا في ذلك بحال الفوضى التي خلفتها اعمال العنف في ليبيا.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.