عيّن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ستة وعشرين عالما بارزا يمثلون مختلف قطاعات العلوم الطبيعيّة والاجتماعيّة والانسانيّة في المجلس الاستشاري العلمي الذي تم إنشاؤه حديثا والذي تستضيفه منظمة اليونيسكو.
وسيقوم العلماء ومن بينهم ثلاثة حائزون على جائزة نوبل، بتقديم النصح إلى الأمين العام و رؤساء مختلف منظمات الأمم المتحدة في مجالات العلوم و التكنولوجيا.
والهدف ، إدراج العلوم الحديثة في المحادثات الرفيعة المستوى بشأن السياسات ضمن منظومة الأمم المتحدة حسبما ورد في بيان صحفي صادر عن المنظمة الدوليّة.
ومن بين العلماء الذين تم تعيينهم في المجلس البروفسور عبد الله دار العماني الكندي وأستاذ العلوم الصحية في جامعة تورونتو وكبير العلماء ورئيس كرسي الأخلاقيات في مؤسسة "غراند تشالنجز" الكنديّة التي تموّلها الحكومة الكنديّة والتي تتولى دعم الأفكار الجريئة ذات التأثير الكبير في الصحة والرئيس المؤسس للتحالف العالمي للأمراض المزمنة.
و الدكتور دار هو الكندي الوحيد المعيّن في المجلس العلمي الاستشاري التابع للأمم المتحدة وله تاريخ عريق في التعاون مع الأمم المتحدة. وهو عضو المجلس الاستشاري لجامعة الأمم المتحدة للصحة العالميّة.

اجريت مقابلة مع البروفسور دار سألته عن مشاعره بمناسبة تعيينه عضوا في المجلس فأجاب بأنه فخر كبير له وتابع يقول:
لقد تفاجأت بعض الشيء نظرا لوجود علماء مرموقين حول العالم. وانتابتني مشاعر الفخر والسرور ليس بالنسبة لي شخصيا وإنما أيضا لجامعة تورونتو ولكندا وعمان.
وتابع الدكتور دار مشيرا إلى وجود اهداف عديدة وراء إنشاء المجلس ومن بينها تعزيز الروابط بين العلوم والسياسة وإدراج العلوم في المناقشات الرفيعة المستوى في الأمم المتحدة وتقديم النصح للأمين العام بان كي مون ومختلف منظمات الأمم المتحدة .
وأضاف الدكتور عبدالله دار شارحا الأهداف من إنشاء المجلس فقال:
مساعدة الأمم المتحدة على تحديد الأولويات في المجال العلمي وتشجيع الأبحاث وتقديم التقارير وتحديد الثغرات الواجب ردمها في المجال العلمي مما يسهّل اتخاذ القرارات المناسبة.
وتابع الدكتور عبد الله دار ردا على سؤالي فأشار أن الحديث عن الروابط بين السياسة والعلوم ليس بجديد ولكن الجديد هو في استحداث المجلس العلمي الاستشاري.
فبعد 20 عاما على مؤتمر ريو دو جانيرو حول البيئة مثلا، بات من الواضح أن القرارات السياسيّة وحدها لا تكفي وأنه من الضروري الاعتماد على قرارات علميّة.
ومثال البيئة ينسحب على كافة المجالات العلميّة يقول الدكتور دار ويؤكّد أهمية إنشاء هذا المجلس الاستشاري العلمي.
وسألت الدكتور عبدالله دار توضيحا حول طريقة عمل المجلس لاسيما وأن بيان الأمم المتحدة يشير إلى أن كلا من العلماء يعمل بصفته الشخصيّة ويقدّم النصائح على اساس مستقل بحت فأجابني بأن العلماء لم يجتمعوا بعد منذ الإعلان قبل نحو اسبوعين على تأسيس المجلس الاستشاري . ومن المتوقع أن يعقدوا اجتماعا برئاسة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في شهر كانون الأول ديسمبر المقبل.
وثمة من العلماء الأعضاء في المجلس من يعرفون بعضهم البعض ولكنه لم يحصل بعد أي لقاء رسمي فيما بينهم حتى الآن.
ويستبعد الدكتور دار وجود دوافع سياسيّة وراء اختيار أعضاء المجلس الاستشاري الذين يمثّلون دولا صناعية كبرى ودولا من العالم النامي على حد سواء. ويؤكد انطلاقا من خبرته وتعاونه مع المنظمة الدوليّة منذ سنوات طويلة ويضيف:
هم يسعون لتحقيق المساواة بين الجنسين وقد لا ينجحون دوما في ذلك فضلا عن التمثيل الجغرافي المتساوي والتمثيل على اساس الاختصاص.
من هنا اختيار أشخاص متخصصين في العديد من العلوم من الكيمياء إلى الفيزياء والصحة والبيئة وسواها.
وسألت الدكتور دار عما يمكن أن نتوقعه بعد إنشاء هذا المجلس وكيف يمكن للمجتمع الدولي أن يفيد من عمله ، فأجاب بأن الأمر الأساسي هو أن القرارات السياسية المتخذة على أعلى المستويات ستتخذ بناء على معطيات علميّة وليس بناء على قرارات فرديّة، هذا في حال نجح المجلس في عمله. ويعطي الدكتور دار مثالا آخر على البيئة :
عندما يتم البحث في سياسات حماية البيئة، يمكن للمجلس أن يقدّم الدلائل العلميّة بغض النظر عن السياسة التي تعتمدها الامم المتحدة.
وستكون القرارات أكثر عدلا وأكثر إنصافا وفعاليّة. وطريق التطبيق ستكون طويلة ومعقّدة بالطبع ولكنها تنطلق على قاعدة سليمة ومتينة.
وسألت الدكتور عبدالله دار أخيرا عن تعاونه مع منظمة الأمم المتحدة فأجاب بأنها تعود إلى نحو 20 سنة خلت وأضاف:
عملت لسنوات عديدة كمستشار لمنظمة الصحة العالميّة حول مسائل صحيّة مختلفة وانا عضو في لجنة اليونيسكو لأخلاقيات علم الأحياء واشارك في رئاسة معهد الصحة العالمي في جامعة الأمم المتحدة ومقرها في كوالالمبور.
و يختم الدكتور عبد لله دار حديثه مؤكدا أن هذا التعاون الوثيق مع الأمم المتحدة اكسبه خبرة في شؤونها الاستشارية والإداريّة على حد سواء.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.