مختارات من تعليقات الصحف الكندية من إعداد وتقديم مي ابو صعب وبيار أحمراني وفادي الهاروني.
تحت عنوان " الدولة المستعبدة " علق الصحافي في لو دوفوار سيرج تروفو على أوضاع العمال الأجانب في قطر . قال :
بفضل تحقيق أجرته الصحيفة البريطانية ذي غارديان منذ بضعة أسابيع ، اكتشف العالم ظروف العمل المفروضة من متعهدي قطر على العمال النيباليين والهنود والتي لا يمكن وصفها إلا بالاستعباد .
وفي الأيام التي تلت صدور التحقيق تعهدت حكومة قطر بإلغاء طرق العمل التي تسببت بمقتل مئات العمال منذ بدء العمل ببناء المنشآت والملاعب لاستضافة كأس العالم لكرة القدم للعام 2022 . لكن لم تعتمد أية إجراءات لثني المتعهدين عن ممارساتهم ما يدفعنا إلى ترديد ما أعلنه الاتحاد الدولي للنقابات من أن " قطر دولة مستعبدة " .
ويتابع سيرج تروفو : بحسب روبورتاج أجراه صحافي في لوموند حول ما إذا كانت السلطات القطرية ترجمت عمليا تعهداتها ، رأى الصحافي أن شيئا لم يتغير : فأمكنة إقامة العمال ما زالت موبوءة وجوازات سفرهم محتجزة ومرتباتهم تصلهم متأخرة لضمان بقائهم وأوقات الراحة التي ينص عليها القانون غير محترمة . باختصار ، فإن العمال النيباليين والهنود الذين غرر بهم قبل وصولهم إلى قطر هم عمال الأشغال الشاقة في العصر الحديث .
ويرى تروفو أن هذه الوحشية غير المعقولة تثير التنديد والاشمئزاز . فإضافة إلى مصير هؤلاء العمال المزري ، يمكننا أن نعتبر منطقيا أن الاتحاد الدولي لكرة القدم كان يعرف مسبقا أن قطر ، كما الدول المجاورة ، تعامل العمال الأجانب كما كان يعامل عمال بناء الأهرامات .
أمام هذا الواقع ، يقول تروفو ، يجب أن نأمل بقيام حملة حقيقية لمقاطعة دورة كأس العالم لكرة القدم . لا بل أكثر من ذلك ، أن نأمل بإجراء ضغوط قوية على المؤسسات الراعية ذلك أنه في حال عدم فعل شيء ما فإن أربعة آلاف عامل قد يقتلون مع حلول موعد انطلاق المباريات بحسب الاتحاد الدولي لكرة القدم ، يختم سيرج تروفو تعليقه في لودوفوار .
نشرت صحيفة لابرس في صفحة المدونة العلمية مقالا بقلم صوفي آلار تناولت فيه التقرير الصادر عن منظمة الصحة العالميّة الذي يفيد بأن تلوث الجو المحيط بنا يتسبّب بمرض السرطان.
ويشير التقرير بأصابع الاتهام على الجزيئات والاوزون وثاني اوكسيد الكاربون والأزوت والمعادن الثقيلة الناجمة عن وسائل النقل والزراعة والصناعات ووسائل التدفئة واحتراق الوقود الأحفوري.
وقد عكف العلماء على تحليل عدد من الدراسات وخلصوا إلى أن تلوّث الجو يؤدي إلى حالات وفاة بسبب الاصابة بالسرطان فضلا عن أنه يؤثر سلبا على الصحة بصورة إجماليّة.
ويشير التقرير إلى ان مواطني بعض الدول كالصين على سبيل المثال هم عرضة أكثر من سواهم لخطر الاصابة بالسرطان تقول لابرس.
وتضيف أن الأمر مقلق في كندا إذا ما علمنا أن نحوا من 10 ملايين كندي أي كل واحد من ثلاثة كنديين يقيم على مسافة تبعد أقل عن 500 متر عن طريق سريع أقل من 100 متر عن طريق داخليّة.
والتلوث قد يتسبب بنحو إحدى وعشرين ألف حالة وفاة سنويا في كندا.
والانبعاثات الناجمة عن النقل البري تسهم إلى حد بعيد في تلوث الجو وتتسبب بالتالي بالسرطان. لكنّها تتسبب أيضا بالربو لدى الصغار والكبار حسبما ورد في المجلة الطبية الكندية.
وتتساءل لابرس عما يمكن القيام به إزاء هذا الوضع وتجيب أنه من الممكن تقليص حركة تنقل الشاحنات في الأحياء السكنيّة وبناء المدارس بعيدا عن الطرقات السريعة. وربما قد نتوقف عن الخروج من المنزل كما يقترح أحدهم عن طريق السخرية.
ولكن المنزل يعج بمواد شديدة السميّة كالشموع المعطّرة والبخور ومستحضرات التنظيف والعفونة والدهان وهي كلها مصادر لتلوث الهواء.
إذن، اين هو الحل وهل حكم علينا أن نتنفس الموت تتساءل لابرس خاتمة تعليقها.
وإلى صحيفة "ذي غلوب أند مايل" الواسعة الانتشار في كندا التي شككت بما يُحكى عن نقص في البلاد في مجال اليد العاملة المتخصصة، فقالت في إحدى مقالاتها التعليقية إن ادعاءات غير مؤكدة علمياً لطالما رددت أن العديد من أرباب العمل الكنديين لا يجدون العدد الكافي من العمال المهرة الذين يحتاجون إليهم.
لكن دراسة جديدة صدرت هذا الأسبوع عن "تورونتو دومينيون"، أحد المصارف الستة الكبيرة في كندا، قدمت حججاً مقنعة بأن كندا، بالإجمال، لا تعاني نقصاً في اليد العاملة المتخصصة، تقول الصحيفة. فلو كان النقص فعلياً لظهر ذلك في ضغوط شرسة تدفع الرواتب إلى الارتفاع، بينما في الواقع تندر الأدلة التي تذهب في هذا الاتجاه. لا بل أن الدراسة المذكورة تؤكد أن الصورة النمطية عن "كنديين متخرجين حديثاً يعملون في مطاعم الهامبرغر مبالغ فيها". حتى المتخرجون في مجال الفنون الليبرالية يحققون تقدماً في الحصول على عمل، تقول "ذي غلوب أند مايل".
وهذه الخلاصات تدعم القرار الصادر عن الحكومة الفدرالية في نيسان (ابريل) الفائت بتجميد مسار الإعلان المتعلق بالعمال الأجانب الموسميين الذي سهّل على أرباب العمل الكنديين وسرّع لهم عملية توظيف عمال أجانب برواتب أدنى من التي يتقاضاها العمال الكنديون. وحجم برنامج العمال الأجانب الموسميين زاد عن الضعف خلال العقد الفائت، ما يوحي بأنه تجاوز هدفه الأساسي وقوّض سياسة الهجرة الكندية، تقول الصحيفة.
وتمضي "ذي غلوب أند مايل" بالقول إن ألبرتا وساسكاتشيوان، أغنى مقاطعتين كندييتين بالنفط والغاز والواقعتين في غرب البلاد، تعانيان، ودون مفاجأة، نقصاً هاماً في اليد العاملة في بعض المجالات. والاحصائيات تؤكد وجود طلب شديد على المهندسين والعلماء وعمال الانتاج في صناعات الموارد الطبيعية. لكن الطلب على أهل الاختصاص المشار إليهم ليس قوياً لدرجة إحداث ارتفاع حاد في الأجور، تقول الصحيفة.
ينبغي بالحكومة الفدرالية وحكومات المقاطعات، وبأرباب العمل أيضاً، مواصلة توجيه برامج التدريب المهني لسد النقص في الكفاءات وفق المعلومات المتوفرة لهم، وذلك من خلال برنامج الدعم الكندي للعمل (Canada Job Grant) وسواه من البرامج. ويجب عليهم تحديد الصناعات والمناطق المحتاجة فعلاً لهذه الجهود، دون الاستناد إلى أقوال وادعاءات غير مؤكدة علمياً، تختم "ذي غلوب أند مايل".
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.