وجه علماء متخصصون من المهتمين بحيتان البيلوغا منذ ما يقرب من ثلاثين عاما تحذيرا حول تدني الكبير في أعداد البيلوغا أو الحفش الروسي أو كناري البحر وبشكل ملفت للنظر.
وجاء تحذيرهم الجدي بعد أن لاحظوا أن أعداد البيلوغا (الدلفين الأبيض) التي كانوا يعتقدون بأنها مستقرة خلال عشرات السنين الماضية قد بدأت تتناقص بشكل ملفت للنظر خلال السنين القليلة الماضية.
ويعتقد الباحثون أن التغيرات المناخية قد تسببت أيضا بتسريع عملية تدني أعداد البيلوغا أو الدلفين الأبيض التي ترمز لنهر السان لوران.

وللمرة الأولى كشف باحثون في وزارة الصيد والمحيطات الكندية ومجموعة الأبحاث والتعليم حول الثدييات البحرية وكلية الطب البيطري في جامعة مونتريال معا نتائج أبحاثهم المشتركة.
ومن المتوقع أن تعلن وزارة الصيد والمحيطات الكندية عن موقفها في بيان خلال أيام قليلة.
ميشال فيليكس ترامبلي من هيئة الإذاعة الكندية درس مجموعة تقارير واستخلص ما يلي:
في الواقع اجتمع الأخصائيون في هذا الملف منذ نحو من أسبوع وتداولوا مجموعة من الدراسات المشتركة وبعضها يعود للثمانينات فتوصلوا إلى خلاصة أذهلتهم الا وهي تدني أعداد حيتان البيلوغا منذ عشر سنوات بشكل غير معهود ، ويجب أن لا ننسى أن أعداد البيلوغا تناقصت بشكل كبير مطلع القرن الماضي بسبب الصيد لكن منذ أن فرض موراتوريوم (حظر) على الصيد أي منذ نهاية الصيد بدأ العلماء يراقبون عن كثب تطور وضع حيتان البيلوغا في نهر السان لوران فلاحظوا هذا التدني الكبير ما دفعهم لدق ناقوس الخطر.
يشار إلى أنه منذ حظر صيد حيتان البيلوغا في عام 1979 اعتقد الباحثون أن أعداد البيلوغا في نهر السان لوران ستكون ثابتة ليس هذا فحسب بل اعتقدا أيضا أن أعدادها في زيادة بسيطة.
غير أن الواقع كان على عكس ما كان يتمناه العلماء.
فعدد البيلوغا يتدنى بشكل خطير حسب تعبيرهم.
فمنذ عام 2000 تدنى هذا العدد من 1100 حوت بيلوغا ليصل إلى 900 لا غير أي بنقصان 200 حوت بيلوغا تقريبا.
وتشير فيرونيك لوساج Véronique Lesage الأخصائية في الثدييات البحرية في معهد Maurice-Lamontagne بهذا الخصوص قائلة:
إن هناك تغيرا تم اكتشافه في البيئة البحرية ذاتها فقد تحولنا من نظام كان أكثر برودة مع مجموعة طبقات جليدية نحو بيئة بحرية أكثر حرارة ومع طبقات جليدية أقل.

من جهته يؤكد مدير مجموعة الأبحاث حول الثدييات البحرية GREMM روبير Michaud وجود انقلاب في النظام البيئي فيقول:
إن هذا الانقلاب في النظام البيئي في نهر السان لوران يأتي في وقت توجد فيه قطعان البيلوغا أو الحفش الروسي في وضع محرج.
وهو يقول بهذا الخصوص إن القلق في الوقت الحالي حيال هذا الموضوع على أعلى درجاته وذلك لمجموعة أسباب لأنه عندما بدأت جموع البيلوغا بالتدني منذ عشر سنوات كانت ضمن ظروف لا تدعو للتفاؤل كما كانت أيضا معرضة لملوثات واسعة وهذا التدني في العدد يصيب فئة كانت منذ وقت بعيد ضعيفة.
إن مستقبل هذه الحيتان التي يطلق عليها اسم كناري البحار بسبب أصواتها التي تشبه زقزقة العصافير (كما يمكنها أن تصدر أصواتا كالنباح) مهددة بشكل لم يعهده العلماء سابقا.
غير أن ما يقلق العلماء بشكل جدي ليس تدني أعداد هذه الحيتان فحسب بل المفاعيل التي ستنتج عن زيادة حرارة نهر السان لوران.

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.