يعتقد خبراء في الشأن الكندي أن الأزمة الحالية التي تعصف بمجلس الشيوخ الكندي والتي تتعلق بتصرفات ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ من حزب المحافظين الحاكم مايك دافي وباميلا والن وباتريك برازو ستترك تداعيات سلبية ليس على مجلس الشيوخ الكندي فحسب بل على الحياة البرلمانية والسياسية بشكل خاص.

وأكد هؤلاء أن هذه الأزمة ستصيب بشظاياها حزب المحافظين الحاكم وزعيم الحزب ستيفن هاربر الذي استطاع أن يخرج سالما معافى من مجموعة أزمات سابقة.
استطلاعات للرأي تشير إلى رغبة غالبية من الكنديين لإلغائه بينما يعتبر آخرون أن إخضاع مجلس الشيوخ لرغبة الناخبين قد تخلصه مما يتخبط فيه من مشاكل ويجعله أكثر تمثيلا لإرادتهم بدل إرادة الحكومة أو الحزب الحاكم.
هيئة الإذاعة الكندية اتصلت بعضو مجلس الشيوخ المستقل Jean-Claude Rivest وسألته رأيه عن وضع رئيس الوزراء الكندي زعيم حزب المحافظين الحاكم ستيفن هاربر الذي يرغب بالتخلص من هذه الأزمة وخاصة بعد تسارع الأحداث وعن رأيه في الأجواء التي تسود مجلس الشيوخ الكندي أجاب:
الأجواء التي سأتناولها تتعلق بالجانب الوزاري من الأزمة أي الحكومة التي تأخذ حسب رأي طابع خلاف عائلي (داخل حزب المحافظين) وهو أمر ملفت للنظر.
فالمشكلة الحقيقية أو بالحري المعطيات الإيجابية الوحيدة التي لدينا هي تقرير شركة المحاسبة التي درست ملفات أعضاء مجلس الشيوخ الثلاثة المعنيين بالقضية وتوصلت لخلاصة أنهم قبضوا أموالا عامة لم يكن لهم الحق في قبضها وعليهم بالتالي تسديدها لمجلس الشيوخ.
وفي سياق هذا الموضوع تابع جان كلود ريفي انطلقت أزمة سياسية ما استوجب أن يطلب من الثلاثة ترك حزب المحافظين ومن هنا انطلقت أزمة عائلية (داخل الحزب) وحاليا يتبادل الجميع التهم مما هب ودبّ ، إذا خلاصة القول إن الأجواء السائدة في مجلس العموم غير مشجعة إطلاقا.
وعن سؤال عما إذا كان السناتور مايك دافي يقول الحقيقة بعد أن أكد وبحزم أنه احترم القواعد والقوانين وهل أن هناك جوانب خفية أيضا أجاب السناتور المستقل جان كلود ريفيه:
ما هو مثير للعجب في تدخل السناتور مايك دافي حين يقول إن جماعة رئيس الوزراء ما هم الا مجموعة متلاعبين وهو بعد ذلك يعدد الرسائل الإلكترونية التي وصلته من هؤلاء والتي يقولون له فيها إنه تصرف بشكل جيد إذا هو يعطي علامة جيدة لهؤلاء عنما يناسبه الوضع ويعطيهم علامة سيئة عندما يخالفونه الرأي
كل هذا يأتي مع إنفاق أموال عامة لأغراض شخصية وهو يتنافى حسب رأي تابع السناتور المستقل جان كلود ريفيه مع كافة مبادىء الالتزام السياسي.
وعن سؤال عما إذا كان مكتب رئيس الوزراء ستيفن هاربر حاول تغطية القضية بعد التصريح الخطير الذي أدلى به دافي والهادف لنزع المصداقية عن محيط رئيس الوزراء أجاب السناتور جان كلود ريفيه:
من الواضح أنهم حاولوا الحفاظ على سرية هذه القضية وذلك عبر رسائلهم الإلكترونية والشيكات غير أن القضية بعد أن أصبحت في متناول وسائل الإعلام هم حاليا يحاولون حماية رئيس الوزراء وبأنه لم يكن مطلعا على
الأمر ، إنه نوع من سيناريو ما يعرف بالخروج مع أقل خسارة ممكنة.
فالوضع الحالي ليس مثالا يحتذى بالنسبة للكنديين والرأي العام الكندي.
أما على المستوى البرلماني تابع ريفيه فهناك عقوبات تفرض على المخالفين لكن يتوجب الانتباه لأن خطأ الواحد ليس مشابها للآخر فما يخص السناتور برازو يختلف كليا عن عن نفقات دافي ووالن وأعتقد أنه يتوجب سماع مواقف مجلس الشيوخ الثلاثة قبل إصدار أحكام عليهم.
وكل هذا التسرع بمعاقبتهم يدخل ضمن قرب انعقاد مؤتمر حزب المحافظين العام والرغبة بوضع حد لهذه القضية.
وعن سؤال عما إذا كان السناتور جان كلود ريفيه مع القائلين بإلغاء مجلس الشيوخ نهائيا وخاصة الحزب الديمقراطي الجديد على وقع ما يطلق عليها اليوم (Sénat Gate) أو فضيحة مجلس الشيوخ أجاب:
أنا ضد إلغاء مجلس الشيوخ ففي غالبية الدول الديمقراطية غرفتان (مجلسان) والشيء الوحيد المطلوب أن يكون مجلس الشيوخ منتخبا ولكي يكونوا هنا أي في مجلس الشيوخ عليهم أن يكونوا مسؤولين ولإجراء عملية إصلاح حقيقية ضرورية يتوجب المرور عبر الوسيلة الدستورية وهو أمر معقد وهو ما يدعو إليه زعيم الحزب الليبرالي جوستان ترودو فتعديل الدستور لن يكون ليوم غد وإلغاء مجلس الشيوخ أيضا.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.