مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة مع مي ابو صعب وفادي الهاروني وسمير بدوي، تتناول شؤونا كنديّة وعربيّة وعالميّة.
المساواة والعلمنة: نفس الالتزام
تحت هذا العنوان كتبتRosette Côté الرئيسة السابقة للجنة المساواة في الرواتب والمرشحة السابقة عن الحزب الكيبكي لانتخابات 2012 مقالا في صحيفة لودوفوار جاء فيه إن النقاش حول الشرعة (شرعة القيم الكيبكية) يطرح سؤالا حول سلطة الأديان على الحقوق الأساسية مثل العدالة للنساء والتعليم والعمل في القطاع العام.
إن الأديان تتشابه وتنظم تعاليمها والتصرفات المقبولة للإبقاء على النساء تحت سيطرة الرجال.
لقد ثمنت هذه الأديان الدور الخاص للأم في المنزل في خدمة...
وتتابع روزيت كوتيه مقالها في صحيفة لودوفوار بالتساؤل هل يمكننا وضع الصليب في نفس الخانة التي يرمز إليها الحجاب؟
كلا! الصليب يرمز إلى تاريخ المسيحية ويتوجه لأعداد مماثلة من الرجال والنساء مؤمنين أو غير مؤمنين.
أما الحجاب تتابع روزيت كوتيه فهو رمز تاريخ المرأة في كافة الأديان على حد سواء وفيه إشارة إلى سيطرة الرجال على حياة النساء.
وهو يذكّر بأنه دون الحجاب ستكون المرأة غرضا للشهوة.
إنه لا يتعلق سوى بالنساء وإلا لكنا رأينا رجالا محجبين.
لكن لماذا منعه في الإدارات العامة (القطاع العام)؟ لمواصلة فصل الكنيسة عن الدولة. فالتصرفات والآراء والالتزامات التي يمليها الدين أو تمليها السياسة ستكون مرفوضة.
إن واجب تحفظ منصوص عنه ضمن سياسة عامة سيؤطر بالقدر نفسه حرية الدين وحرية الضمير مع وضع حدود لمجال القطاع الخاص من مجال الخدمة العامة (القطاع العام)
إن سياسة عامة تهدف لتعديل التصرفات وتصحيح الأخطاء.
إن الدولة بحظر الرموز الدينية توجه رسالة بالمساواة في الخدمات في الإدارة العامة وتقف إلى جانب طالبي هذه الخدمات.
أما في ما يتعلق بحق التعليم فإن المدرسة هي مكان نهل التعاليم التي تتطلب المثالية. فالأساتذة يعطون المثل. إذا لا وجود لشخص متحرر فهو نتاج تعليمه وبرمجته الاجتماعية.
إنه سيمرر في تدريسه معتقداته وحقيقته حول الخير والشر وطريقة تصرفه في المجتمع. إن له تأثرا فعليا على تكوين ضمير اليافعين في السن.
بإمكانه الإساءة أو المساعدة ، بإمكانه الهدم أو البناء.
ومن هذا المنطلق فإن العلمنة تشكل الضمانة الأفضل ضد تصرفات متسلطة. وللحؤول دون غرس عقائد ما في الرؤوس فإن الدولة تضمن أن التعليم سيكون منقحا من أي تصرف أو خطاب ديني.
لكن في الواقع، وحتى وبدون رمز ديني، فإن باستطاعة هذا الشخص التوعية لمعتقداته غير أن الرمز عندما يكون مرئيا يشرع للشخص الذي بيده سلطة أن يمرر رسالته.
إن حق المرأة بالتحرر والانعتاق من القيود يمر عبر هذا النقاش (النقاش حول شرعة القيم) ، ففي كيبك وصلت المرأة إلى هذا الحق بعد كفاح طويل. إن تصاعد الأصولية الدينية يهدد هذا المكسب.
ومن الصواب القول على غرار لجنة الحقوق إن الشرعة الكيبكية تضمن حق المساواة بين الرجال والنساء منذ عام 1975
غير أنها نسيت أن تكتب أن هذه الحماية مضمونة في العديد من الوسائل الدولية. ومن ثم هل الاغتصاب وجرائم الشرف والعنف الجنسي ورفض تعليم الفتيات أقل؟ إن المساواة في الحق ليست المساواة في الواقع تتابع روزيت كوتيه.
وبالنسبة للعمل الذي يتأثر بسبب حظر الحجاب فإن قوانيننا وقواعدنا اعتمدت حسب الثقافة الغربية. وما القانون حول المساواة في الأجور إلا مثل على ذلك.
وتختم روزيت كوتيه مقاله في لودوفوار بالقول عندما يتوجب تطبيق القانون فإن بعض النساء قد تطالبن بعدم التدخل لتفادي غضب أصحاب العمل أو الزوج أو خسارة عمل.
ولجملة هذه الأسباب فإن شرعة للعلمنة والعدالة مبررة في كيبك في إطار احترام الحرية الدينية في القطاع الخاص.
صحيفة الغلوب اند ميل كتبت تعليقا تحت عنوان "الربيع أصبح بعيدا" تناولت فيه الأوضاع في مصر.
وأشارت إلى توقيف عصام العريان أحد قادة الإخوان المسلمين الذي كان متواريا عن الأنظار. واعتبرت أن توقيفه يعيد مصر إلى عصر الرئيس السابق حسني مبارك.
والقوتان السياسيتان في مصر، الجيش والإخوان المسلمون يبدوان عاجزين عن القبول بمبدأ تداول السلطة وبوجود معارضة لها.
وشكّلت المرحلة ما بين مظاهرات ميدان التحرير وانتخاب محمد مرسي رئيسا للبلاد مرحلة خاطفة من الأمل. وكان الفريق ضئيلا بين المرشحين الرئاسيّين محمد مرسي وأحمد شفيق. وكان عليهما أن يتنبها لأهمية التوصل إلى اتفاق بينهما .
لكن العكس هو الذي حصل. واستغل الاخوان للانحراف في عمليّة صياغة دستور جديد للبلاد.
وكان موقف الرئيس مرسي بمثابة تحد ، لدرجة أن بعض اللبراليين رحبوا بالانقلاب الذي نفذه المجلس الأعلى للقوات المسلّحة بقيادة الجنرال عبد الفتاح السيسي. وكان الرئيس مرسي قد عيّنه وزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات المسلّحة.
وتعتبر الغلوب اند ميل أن السيسي والقوات المسلّحة بالغوا في قساوتهم في التعامل مع المتظاهرين الذين قمعوهم ومع الاخوان المسلمين الذين اعتقلوا قياداتهم ووجهوا لهم تهم ارتكاب جرائم خطيرة.
والجنرال محمد فريد التهامي الذي يرأس جهاز المخابرات العامّة هو وراء القمع العنيف بحق المعارضة الاسلاميّة.
وتتحدّث العلوب اند ميل عن قبضة خانقة تحكمها القوات المسلّحة على مصر بعد سنتين على الآمال التي أحياها الربيع العربي، وكأني بمظاهرات ميدان التحرير لم تكن إلا حلما عابرا تقول الصحيفة خاتمة تعليقها.
وإلى صحيفة "لا بريس" الصادرة بالفرنسية في مونتريال حيث تناول كاتب العمود أندريه برات قضية عضو مجلس الشيوخ مايك دافي في مدونته على الموقع الإلكتروني للصحيفة في مقالة بعنوان "هاربر يقابل معلمه".
وقضية السيناتور دافي هي أكثر القضايا حساسية في ما بات يُعرف بفضيحة مجلس الشيوخ. والسيناتور دافي هو أحد أربعة أعضاء في المجلس تجري الشرطة الملكية الكندية (الشرطة الفدرالية) تحقيقات بشأن بدلات مسكن ثانوي أو نفقات سفر حصلوا عليها وأحقيتهم في ذلك. وثلاثة أعضاء من بين هؤلاء كانوا ينتمون لحزب المحافظين الحاكم في أوتاوا برئاسة ستيفن هاربر عند انفجار فضيحة المجلس في الربيع الفائت. واستقال مايك دافي من الحزب المذكور منتصف أيار (مايو) الفائت وسط ضجة سياسية أثارها حصوله على شيك بقيمة 90 ألف دولار من نايجل رايت، رئيس مكتب رئيس الحكومة، من أجل السماح له بتسديد سريع لمبلغ طالبه مجلس الشيوخ بإعادته. وقد أنكر ستيفن هاربر آنذاك علمه بأمر الشيك المذكور. وقام مايك دافي بتفجير قنبلة سياسية في مجلس الشيوخ قبل يومين عندما كشف أنه حصل أيضاً على شيك آخر وبقيمة 13560 دولاراً من محامي حزب المحافظين لتغطية نفقاته القضائية، فتضاعفت الضغوط على رئيس الحكومة من أحزاب المعارضة مطالبة إياه بالإفصاح عن كل ما يعلم حول هذه القضية.
يقول أندريه برات في مقالته إنها دون شك المرة الأولى التي يفقد فيها ستيفن هاربر السيطرة على الوضع منذ وصول المحافظين بقيادته إلى السلطة في أوتاوا في شباط (فبراير) 2006. فحتى الآن كان رئيس الحكومة معروفاً ببرودته ومهارته في التخطيط والحسابات. كان ممسكاً بحزم بكل عضو في مجلس العموم ومجلس الشيوخ من أعضاء حزبه، فارضاً إرادته عليهم جميعاً، فلم يكن أي منهم يجرؤ على الخروج عن الصف.
كان السيد هاربر أو محيطه – أو هو محيطه – على اعتقاد بإمكانية إدارة قضية النفقات المشبوهة لأعضاء مجلس الشيوخ الثلاثة المنتمين لحزب المحافظين بالطريقة نفسها: توفير الدعم لهم في مواجهة أعدائهم ثم التخلص من كل المهملات بإخفائها تحت البساط. ولكن لما ازدادت سخونة الفرن، يضيف أندريه برات، جرى التخلي عن الأصدقاء القدماء. بل أكثر من ذلك، هناك إصرار على طردهم من مجلس الشيوخ.
ولكن، هذه المرة، قرر أعضاء مجلس الشيوخ الثلاثة ألا يبقوا صامتين. وكان الأمر متوقعاً لاسيما وأن اثنين منهم من نجوم الصحافة في محطات التلفزة الكندية الناطقة بالإنكليزية، يقول برات في إشارة إلى السيناتور مايك دافي والسيناتورة باميلا والين. والاثنان يعرفان كيف تعمل وسائل الإعلام وأنها ستفرح وتلتذ إذا ما جرى مدها بفضيحة على دفعات، بمعدل قنبلة فضائحية يومياً. ولما كشف السيناتور دافي يوم الاثنين أمام زملائه في مجلس الشيوخ أنه لم يحصل على شيك واحد من حزب المحافظين بل على اثنين، استخدم بتلذذ المؤثرات التي تعلمها في عمله الطويل في الإعلام المتلفز، يقول أندريه برات مذكراً بالجزء التالي من كلمة مايك دافي: "شيك واحد من نايجل رايت؟ كلا، كان هناك شيكان، على الأقل شيكان. ومكتب رئيس الحكومة، مكتب رئيس الحكومة، اسمعوا جيداً، طلب من محامي حزب المحافظين، أرثور هاميلتون، أن يغطي نفقاتي القضائية بشيك بقيمة 13560 دولاراً".
"هل يملك السيد دافي أصابع ديناميت أخرى في جعبته؟"، يتساءل أندريه برات. متفجرات يلقيها الواحدة تلو الأخرى على امتداد أسابيع، على طريقة إدوارد سنودن، الموظف السابق في الاستخبارات الأميركية، في موضوع المراقبة الإلكترونية التي قامت بها هذه الاستخبارات؟ إذا كان الجواب نعم، فهذا يعني أن المتاعب السياسية التي يواجهها رئيس الحكومة ستيفن هاربر قد لا تكون شارفت نهايتها، يختم كاتب العمود في "لا بريس" أندريه برات.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.