الكنديون بشكل عام لا يبخلون في تقديم المساعدات العينية والمالية لمنكوبي الكوارث الإنسانية والأمثال على ذلك كثيرة بالإضافة إلى تشجيع الحكومات الكندية لمثل هذه الأعمال.

وفي هذا السياق أعلنت الحكومة الكندية الحالية بزعامة حزب المحافظين كما فعلت في كوارث سابقة عن مضاعفتها لحجم التبرعات التي يقدمها الكنديون لمساعدة منكوبي إعصار هايان المدمر في الفيليبين.
يضاف إلى ذلك مبلغ خمسة ملايين دولار قررت الحكومة الكندية تقديمها لمنكوبي الإعصار في الفيليبين لتستخدم بشكل خاص لتوفير ملاجئ فورية طارئة وأدوية ومياه الشرب ومواد غذائية للمناطق الأكثر تضررا بالإعصار المذكور.
هيئة الإذاعة الكندية استضافت الأستاذ فرنسوا أوديه أستاذ علم الإدارة في جامعة كيبك في مونتريال ومدير المرصد الكندي حول الأزمات والأعمال الإنسانية وسألته بداية أين تذهب وكيف توزع تبرعات الكنديين المعروفين بكرمهم في مثل هذه الحالات أجاب البروفسور فرنسوا أوديه قائلا:
هناك في الواقع مصدران لهذه التبرعات الأول المساعدات التي مصدرها الحكومة وهنا نعني الحكومة الكندية التي أعلنت عن مساعدة طارئة بقيمة خمسة ملايين دولار لمنكوبي الفيليبين ومن المنتظر أن تزيدها لاحقا والمصدر الثاني هو المتبرعون العاديون الذين يتبرعون بالمال لمنظمات مساعدة إنسانية لكن مختلف هذه الحالات أضاف البروفسور فرنسوا أوديه تمر عبر منظمات إنسانية غالبيتها ما يعرف بOSBL أي منظمات إنسانية لا تبغي الربح أي ما يعرف ب ONG وهي منظمات غير حكومية وهي منظمات مختصة لها إمكانات وكوادر تسمح لها بدارسة وتحويل الأموال المجموعة لخدمات مساعدة إنسانية ميدانيا على الأرض.
وتجدر الإشارة إلى أنها ليست جميعها على نفس المستوى من الاحترافية فهي على شاكلة الشركات الخاصة أي من هي ممتازة ومن هي جيدة ومن هي أقل احترافية لذا يتوجب حسن الاختيار.
وعن سؤال إذا تبرعت أنا أو أنت بمئة دولار كم يصل ليد الضحية فعلا أجاب البروفسور فرنسوا أوديه:
الحساب هنا معقد جدا فإذا نظرنا إلى النفقات الإدارية المعقولة لمنظمة إنسانية غير حكومية فهي تدور حول 10 % إلى 15 % لذا نأمل أن يتم تحويل ما بين 80 دولارا إلى 85 دولارا من أصل مئة دولار إلى تبرع على الأرض.
وعن سؤال عما استفدنا من مجموعة كوارث سابقة وقعت في هاييتي واليابان في تحسين إدارة توزيع التبرعات والمساعدات الإنسانية وخاصة كارثة الفيليبين الحالية أجاب:
أعتقد أجاب البروفسور أوديه أننا اليوم أكثر فعالية في إدارة التبرعات مقارنة بإدارة العمليات فقد حصلت أمور سيئة كثيرة وقصص تتعلق باختلاسات ونفقات إدارية كثيرة.
ومع الوقت ومع الخبرة حصل تقدم في إدارة العمليات وتقليص النفقات عقلانيا.
وهنا بدأنا نعتمد على الخبرات المحلية أي بدل إرسال فريق عسكري كندي يكلف كثيرا سيتم التوجه إلى منظمة غير حكومية محلية تعتمد على الخبرة المحلية بدل ذلك فاليد العاملة المحلية أقل كلفة من اليد الغربية المرسلة بالطائرة والمكلفة كثيرا.

وعن سؤال عما إذا كان ينتقد كندا بشكل غير مباشر حول إرسال عسكريين للمساعدة أجاب البروفسور أوديه:
العلاقة بين نفقة إرسال عسكريين والمنفعة المتأتية منها قد تكون مفيدة جدا فالعسكريون يتمتعون بمؤهلات لوجستية لا يمكن تجاهلها مع العلم أن نفقات إرسال عدة مئات من العسكريين ستكون مرتفعة جديا مقارنة بالخدمات المتوفرة على الأرض ختم البروفسور فرنسوا أوديه مدير المرصد الكندي للأزمات والأعمال الإنسانية في جامعة كيبك في مونتريال.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.