هل يجوز لمسؤول سياسي ، يفترض فيه أن يعطي المثل الصالح للمواطنين ، أن يخالف القانون ويرتكب أعمالا تعتبر جرمية كشراء المخدرات وتعاطيها ، ويرفض الاستقالة من منصبه ؟
هذا السؤال تطرحه بشدة مختلف القطاعات الاجتماعية والسياسية والإعلامية ليس في تورونتو فحسب إنما في مختلف المقاطعات الكندية في أعقاب اعتراف عمدة مدينة تورونتو ، كبرى المدن الكندية ، روب فورد بأنه اشترى المخدرات وتعاطاها خلال وجوده على رأس السلطة البلدية في " المدينة الملكة " .
القصة بدأت منذ عدة أشهر مع الإعلان عن وجود شريط فيديو يفضح روب فورد ويبدو فيه ثملا يدخن الحشيشة . يومها ثارت ثائرة العمدة وتحدى الصحافة أن تعرض الشريط ونفى نفيا قاطعا تعاطيه الكحول والمخدرات إلى أن كشفت شرطة المدينة عن حصولها على الشريط ما اضطر فورد بعد أيام على الاعتراف مع تأكيده على أمرين : الأول أنه ليس مدمنا على الخمر والمخدرات ، والثاني رفضه التنحي عن رئاسة البلدية .
وقضية فورد تحولت شيئا فشيئا إلى فضيحة كبيرة أبرزتها كبريات وسائل الإعلام الدولية ما انعكس سلبا على سمعة المدينة ومجلس بلديتها وسياسييها وسكانها وهي قلب الاقتصاد النابض في كندا .
أمس ، وللمرة الأولى ، تدخلت رئيسة حكومة أونتاريو كاتلين وين ، وحسنا فعلت تقول صحيفة ذي غلوب أند ميل الصادرة في تورونتو التي رأت أن رئيسة الحكومة خاطبت أمس سكان المقاطعة لكن كلمتها كانت موجهة تحديدا إلى الهيئة التنفيذية في البلدية معتبرة أن ما أسمته ب"القضية " يعطل عمل البلدية وبالتالي بإمكان الهيئة التنفيذية طلب مساعدة الحكومة .
وتؤكد الصحيفة أن حكومة المقاطعة قادرة على حسم المسألة لأن البلديات تابعة لها . وقد يجرد المجلس البلدي العمدة من صلاحياته الأساسية ( وهذا فا فعله اليوم) وفي حال لم يكن الأمر كافيا لتنحي العمدة ، فبإمكان المجلس اللجوء إلى الحكومة المحلية . كيف ؟ عبر التصويت على قرار ذي شقين : الأول يدعو العمدة صراحة إلى الاستقالة ، وفي حال عدم امتثاله ، الطلب من الحكومة إقالته . سيما وأن المجلس كان طالب العمدة بالتنحي مؤقتا ولم يمتثل للطلب ما سيضطر المجلس إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة وتشددا .
وتخلص الغلوب أند ميل إلى القول :
إذا كان تبقى لروب فورد القليل من الكرامة فما عليه إلا أن يستقيل ، لكنه لا يبدو على استعداد لذلك . وإذا كان المجلس البلدي غير قادر وحده على إنقاذ تورونتو من الفضيحة والعار ، فهو قادر على فعل ذلك يدا بيد مع حكومة المقاطعة .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.