فاطمة هدى بيبان النائبة عن الحزب اللبرالي في الجمعيّة الوطنيّة في كيبيك

فاطمة هدى بيبان النائبة عن الحزب اللبرالي في الجمعيّة الوطنيّة في كيبيك
Photo Credit: و ص ك / جاك بواسينو

شرعة القيم الكيبيكيّة: جدل داخل الحزب اللبرالي

مشروع القانون حول شرعة القيم الكيبيكيّة  يثير الجدل منذ أن اعلنت عنه حكومة الحزب الكيبيكي الأسبوع الفائت ومنذ الإعلان عن الشرعة في شهر سبتمبر أيلول الفائت.

وأبعد من الجدل، فقد أثارت الشرعة انقساما في المواقف داخل الحزب اللبرالي وهو حزب المعارضة الرسميّة في الجمعيّة الوطنيّة في مقاطعة كيبيك.

فالحزب يعارض مشروع القانون ويرى أنه ينتهك الحريات الفرديّة التي تضمنها شرعة الحقوق والحريات الكيبيكية  والشرعة الكنديّة على حد سواء.

فقد اعربت النائبة فاطمة هدى بيبان التي تنتمي إلى الحزب اللبرالي عن ذهولها وصدمتها بسبب تصريح أدلى به احد النواب اللبراليين والناطق باسم الحزب مارك تانغي يقول فيه إن الحزب يرحب بامرأة ترتدي التشادور في حال ترشّحت عن الحزب اللبرالي في الانتخابات التشريعيّة المقبلة.

والنائبة فاطمة هدى بيبان من أصل مغربي هي النائبة الوحيدة المسلمة في الجمعيّة الوطنيّة.  وقد انتخبت للمرة الأولى كمرشحة عن الحزب اللبرالي في العام 2004.  ومعروفة بمواقفها المدافعة عن حقوق المرأة والمعارضة للتشدّد الأصولي.

وفي العام 2005 ، رفعت مذكّرة إلى الجمعيّة الوطنيّة تطالب فيها بمنع إدراج الشريعة الإسلاميّة في القوانين الكنديّة .

لكنها التزمت الصمت منذ الإعلان عن شرعة القيم الكيبيكيّة ولم تدل بأي تصريح بشأنها حتى يوم أمس الخميس.

فقد وجّهت رسالة إلى وكالة الصحافة الكنديّة تقول فيها إنها لبراليّة تدعم الفدراليّة وتعارض ارتداء التشادور داخل الجمعيّة الوطنيّة.

ورأت أن وصول سيّدة ترتدي التشادور إلى الجمعيّة الوطنيّة يستلزم أن تترشّح ، ولكي تكون مرشّحة ينبغي أن يوافق الحزب اللبرالي على ترشحها. وتساءلت السيدة بيبان إن كانت هذه فعلا هي الرسالة التي يريد الحزب اللبرالي توجيهها للمواطنين بشأن المساواة بين المرأة والرجل.

وقد وجّهت النائبة هدى بيبان رسالتها دون التنسيق مع حزبها مما استدعى تدخّل زعيم الحزب فيليب كويار لتوضيح الأمور.

تقول النائبة فاطمة هدى بيبان في حديث  إلى راديو كندا إنها لم تدل بعد برأيها من شرعة القيم وإنها عبّرت في رسالتها عن معارضتها لارتداء التشادور في الجمعيّة الوطنيّة.

وتعليق زميلها النائب تانغي أذهلها خصوصا أنه لم يجر التداول بالموضوع خلال اجتماعات الحزب اللبرالي وتتابع بالقول:

الجمعيّة الوطنيّة في نظري هي مقر الديمقراطيّة التي تمثل كل ما هو عظيم ونبيل وكل التقدّم الذي حققته كيبيك في شتى المجالات.

زعيم الحزب اللبرالي المحلي في كيبيك فيليب كويار يتحدّث إلى الصحافيين بعد الرسالة التي وجههتها النائبة فاطمة هدى بيبان
زعيم الحزب اللبرالي المحلي في كيبيك فيليب كويار يتحدّث إلى الصحافيين بعد الرسالة التي وجههتها النائبة فاطمة هدى بيبان © موقع راديو كندا

ومجرّد طرح صورة التشادور التي هي الواقع السائد في المملكة السعوديّة وفي إيران كما ارادها آيات الله اصابني بالذهول والصدمة.

وتتابع النائبة اللبراليّة فاطمة هدى بيبان فتقول إنها لا تؤيد شرعة القيم التي اعلنتها حكومة الحزب الكيبيكي بصيغتها الحاليّة وإنها مع الحياديّة الدينيّة للدولة التي طالما عملت من أجلها حتى قبل دخولها معترك السياسة.

وتشير إلى أنها القت عدة محاضرات في مونتريال منذ عشرات السنين حول اهمية الحوار الديني  قناعة منها بأن الحوار هو افضل وسيلة لمواجهة  التشدّد الأصولي.

وحول إحجامها حتى الأمس عن الإدلاء بأي تصريح حول شرعة القيم تقول النائبة اللبراليّة إنها تفضّل المواقف المكتوبة وكان في نيّتها أن تطلع زعيم حزبها فيليب كويار على الرسالة التي كتبتها قبل نشرها وتضيف:

أجد صعوبة في تقبّل الجدل الحزبي المبالغ به حول هذا الموضوع. وأنا على قناعة بان الجدل حول الحياديّة الدينيّة للدولة يجب أن يكون مطروحا في المجتمع لأنه جدل يرسم معالم المستقبل. ويتعيّن على السياسيين أن يعملوا معا لتحقيق التقدّم في هذا المجال.

وتأسف فاطمة هدى بيبان لبعض التجاوزات التي حصلت والتي طاولت نساء مسلمات كما ولو أننا نختصرهن  جميعا بالأصوليّة. وترى ان الجدل الدائر حاليا يعود بالنفع على الأصوليين ليس إلاّ وتضيف شارحة:

أجندتهم تتقدّم في حين الوسط السياسي يختلف بشأن الحجاب. وهم نجحوا في تنظيم مظاهرة دعوا إليها حسب قولهم نحوا من 50 ألف شخص من الكيبيكيين الحسني النيّة  الذين تظاهروا معهم.

وهذا التوظيف غير مفهوم تقول فاطمة هدى بيبان من قبل الكثير من الكيبيكيين الذين لم يألفوا لتعامل مع هذا الواقع في وقت يعرف الأصوليون جيدا المجتمع الكيبيكي والكندي وقوانينه وتنظيمه وقادرون على الإفادة منه لتحقيق أهدافهم.

وتؤكد النائبة اللبرالية فاطمة هدى بيبان وفاءها لحزبها وأنها على يقين أن ثمة مجالا  للحوار وللمواقف والآراء التي قد لا تعبّر بالضرورة عن خط الحزب وتوجهاته.

زعيم الحزب اللبرالي فيليب كويار اكد من جهته في مؤتمر صحافي عقده صباح يوم الجمعة أن النائبة هدى بيبان تنتمي إلى الأسرة اللبراليّة منذ سنوات عديدة وأن الحزب يثمّن خبرتها ومؤهلاتها والتزامها وشجاعتها في مواجهة الدعوة لاعتماد الشريعة الاسلاميّة . وتابع كويار قائلا:

 

انا اتفهّم المشاعر التي يثيرها لديها الجدل حول الشرعة لا سيّما انها امرأة ومسلمة وكيبيكيّة.

وأنا شخصيا يقول كويار عملت منذ 20 عاما في مجتمع قائم على الأصوليّة والحد من الحريات . وانا في موقع يتيح لي فهم القلق الذي يساورها.

وأدرك تماما من خلال تجربتي تلك كم أن الحريات التي نتمتّع بها غالية وثمينة.

وتابع زعيم الحزب اللبرالي يقول إن السيدة هدى بيبان بنشرها الرسالة حول شرعة القيم شكّلت قطيعة مع خط الحزب . وأكد على انفتاح الحزب اللبرالي على كل الأفكار ولكن في إطار عمله كفريق متكامل.

وأكد معارضة حزبه لشرعة القيم التي تحد من الحريات الأساسيّة بما فيها الحريّة الدينيّة. واضاف بان الحزب اللبرالي سيواصل معارضته لها ودفاعه عن الحريات التي دفع الكيبيكيون الثمن غاليا للحصول عليها.

واشار إلى جدّية الخطوة التي اتخذتها النائبة بيبان بخروجها عن خط الحزب مؤكدا على اهميّة تصحيح الوضع بسرعة قناعة منه بتعلّق النائبة الشديد بقيم الحزب اللبرالي ومبادئه.

 

استمعوا

 

 

 

 

 

 

 

فئة:غير مصنف
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.