منشأة لاستخراج النفط من الرمال الزفتية في مقاطعة ألبرتا في غرب كندا

منشأة لاستخراج النفط من الرمال الزفتية في مقاطعة ألبرتا في غرب كندا
Photo Credit: PC / جيف ماكينتوش / و ص ك

من الصحافة الكندية: الرمال الزفتية “حبة رمل” في انبعاثات الغازات الدفيئة

تناول أندريه برات، كاتب العمود في صحيفة "لا بريس" الصادرة بالفرنسية في مونتريال، مؤتمر الأمم المتحدة التاسع عشر حول تغير المناخ المنعقد في العاصمة البولندية وارسو في مقال بعنوان "حبة رمل".

يقول أندريه برات إن ناشطين بيئيين يواصلون تركيز الانتباه في المؤتمر على أداء كندا السيء في مجال مكافحة التغيرات المناخية. ويعطيهم الكاتب الحق في استهجان "جمود حكومة المحافظين" في هذا الملف، مذكراً بأنه سبق له أن فعل ذلك مراراً على صفحات "لا بريس". لكنه يستدرك قائلاً بأنه يجب عدم الوقوع في خطأ الاعتقاد بأن أوتاوا تملك الحل لهذه "المشكلة الهائلة والمعقدة".

ويمضي أندريه برات بالقول إن كبير الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، وضع الأهمية الشديدة النسبية للرمال الزفتية الكندية في إشكالية التغيرات المناخية في إطارها الصحيح في مقابلة مع صحيفة "ذي غلوب أند مايل" الكندية. وينقل كاتب العمود في "لا بريس" كلاماً للاقتصادي التركي ورد في تلك المقابلة وجاء فيه أن الرمال الزفتية تساهم دون أي شك في زيادة انبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون، لكن الفارق بين استخراج النفط من الرمال الزفتية واستخراج النفط التقليدي بسيط لدرجة يصبح معها من الخطأ اعتبار النفط المستخرج من الرمال الزفتية "مصدراً هاماً" لانبعاثات الغازات الدفيئة.

وبعد استشهاده بهذا الكلام الصادر عن كبير الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية، يسارع أندريه برات للإشارة إلى أن الوكالة المذكورة ليست مرتهنة للصناعة النفطية، فهي تضم ثمان وعشرين من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ونشرت في السنوات الماضية تقارير بحثية تهدف لإقناع الحكومات بإمكانية التحرك لتجنب ارتفاع مفرط في سخونة المناخ وبضرورة الإسراع في ذلك.

ويضيف الكاتب أن التقرير السنوي الأخير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية يشير، مرة جديدة، إلى أنه رغم التنامي الكبير في إنتاج الطاقات المتجددة في السنوات العشرين الأخيرة، ستظل الطاقات الأحفورية تحتل مكانة مهيمنة في مجال إنتاج الكهرباء وأيضاً، وبصورة خاصة، في قطاع النقل.

ويتابع أندريه برات قائلاً إن استهلاك الطاقة في الدول المتقدمة سيشهد استقراراً، لا بل تراجع. لكن في الدول النامية، في الصين والهند والبرازيل ودول جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط، سيسجل الطلب على الفحم والنفط والغاز ارتفاعاً سريعاً. فحسب وكالة الطاقة الدولية سيبلغ استهلاك الصين من الطاقة عام 2035 ضعف استهلاك الولايات المتحدة تقريباً. وستبلغ حصة الصين 31% من مجمل الارتفاع في استهلاك الطاقة في السنوات العشرين المقبلة حول العالم، مقابل 18% للهند و11% لجنوب شرق آسيا و1% فقط للولايات المتحدة.

ويتابع أندريه برات نقلاً عن تقرير وكالة الطاقة الدولية فيشير إلى أن كوكب الأرض لم يزل يختزن كميات وافرة من النفط والغاز الطبيعي والفحم. وهنا التحدي الرئيسي: طالما أن الطاقات الأحفورية أكثر توفراً من الطاقات المتجددة وأكثر فعالية منها وفي الغالب أقل كلفة، سيكون من الصعب على الطاقات المتجددة أن تأخذ كل مداها، وذلك بالرغم من كل التحفيزات التي توفرها الحكومات للتشجيع على استهلاكها، يقول الكاتب.

"أياً يكن رأينا في موضوع استثمار الرمال الزفتية الكندية، يجب على الأقل الإقرار بالواقع التالي: حتى وإن توقف استثمار هذه الرمال غداً صباحاً، لن يتراجع حجم انبعاثات الغازات الدفيئة حول العالم بقدر ملموس"، يختم أندريه برات في "لا بريس".

استمعوا
فئة:اقتصاد، بيئة وحياة حيوانية، سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.