تناولت صحيفة "ذي غلوب أند مايل" الواسعة الانتشار في كندا نتائج الانتخابات الفرعية الفدرالية التي جرت يوم الاثنين في أربع دوائر والتي أسفرت عن احتفاظ كل من حزب المحافظين الحاكم برئاسة ستيفن هاربر والحزب الليبرالي المعارض برئاسة جوستان ترودو بمقعدين في مجلس العموم في أوتاوا. وللتذكير جرت الانتخابات في دائرتين في مقاطعة مانيتوبا في وسط كندا وفي دائرتين في مدينتيْ تورونتو ومونتريال، فاحتفظ المحافظون بدائرتيْ مانيتوبا، ولكن بصعوبة في مواجهة الليبراليين في إحداهُما، واحتفظ الليبراليون بالدائرتين الواقعتين في تورونتو ومونتريال واللتين كانت المرتبة الثانية فيهما من نصيب الحزب الديمقراطي الجديد.
تقول "ذي غلوب أند مايل" في مقال بعنوان "جولة أولى لليبراليين" إن أهم درس يمكن استخلاصه من هذه الانتخابات الفرعية لا علاقة له مطلقاً بحزب المحافظين الذي يقوده ستيفن هاربر. صحيح أنهم تلقوا ضربة، لكن في إطار الصورة الكبيرة احتفاظهم بمقعدين فيما فضيحة مجلس الشيوخ لا تزال تتفاعل هو بمثابة انتصار صغير، ترى الصحيفة. كما أن الأكثرية التي تتمتع بها الحكومة في مجلس العموم هي بمأمن، وهذه الانتخابات الفرعية لم تترك أي أثر على ميزان القوى داخل المجلس.
لكن أهمية نتائج الانتخابات تكمن في ما تكشفه عن التغير في الديناميات السياسية في أوساط المعارضة حيث المنافسة شديدة بين الحزب الليبرالي بقيادة جوستان ترودو والحزب الديمقراطي الجديد الذي يشكل المعارضة الرسمية في مجلس العموم بقيادة توماس مولكير. وفي هذا الإطار أظهر الليبراليون اندفاعة مفاجئة، إذ احتفظوا بدائرة "بوراسا" في مونتريال وبدائرة "تورونتو سنتر" (وسط تورونتو) في كبرى المدن الكندية وحلّوا في المرتبة الثانية في دائرتيْ "بروفانشيه" و"براندون سوريس" في مانيتوبا حيث كانوا قد تراجعوا إلى المرتبتين الثالثة والرابعة، على التوالي، في انتخابات أيار (مايو) 2011 العامة، تقول الصحيفة.
ففي دائرة "براندون سوريس" في ريف مانيتوبا كان الليبراليون على قاب قوسين من الفوز، إذ خسروا هذه الدائرة بنحو 400 صوت. وأرسل جيرالد باتس، مستشار جوستان ترودو، تغريدة قال فيها إن "الجميع لا يزالون مستيقظين بعد منتصف الليل متسائلين ما إذا كان الحزب الليبرالي سيفوز على حزب المحافظين في ريف مانيتوبا، وهذا أسميه تقدماً".
مستشار السيد ترودو على حق، تقول "ذي غلوب أند مايل"، ففي ظرف سنتين حوّل الليبراليون أنفسهم من حزب مهزوم وهالك أضاع وجهة سيره إلى الحزب الناهض قوياً من كبوته، بعكس الحزب الديمقراطي الجديد الذي فشل في الاستفادة من الاندفاعة التي أوصلته لموقع المعارضة الرسمية في مجلس العموم بنتيجة انتخابات 2011، وكانت تلك المرة الأولى التي يصل فيها هذا الحزب اليساري التوجه إلى هذا الموقع.
صحيح أن الحزب الديمقراطي الجديد نال أكثر من 30% من أصوات المقترعين في دائرة "بوراسا" وحقق أفضل نتيجة له حتى الآن في دائرة "تورونتو سنتر"، ولكن هذه النتائج لم تكسبه أي مقعد، أما في دائرتيْ "بروفانشيه" و"براندون سوريس" في مانيتوبا فتراجعت حصة الحزب من نسب الأصوات. فهل بلغت الموجة البرتقالية ذروتها؟ تتساءل "ذي غلوب أند مايل". نشير هنا إلى أن البرتقالي هو لون الحزب الديمقراطي الجديد.
وتتابع الصحيفة بالقول إن الانتخابات الفرعية هي بمثابة مباريات تحضيرية لا تكون جوائزها مرتفعة، لكن نتائجها تعطينا فكرة عما يمكن توقعه في الموسم المقبل. وبالنسبة للانتخابات الفدرالية المقبلة فهي لا تزال بعيدة، ولا السيد ترودو ولا السيد مولكير خضعا للامتحان في انتخابات عامة.
وتختم "ذي غلوب أند مايل" بالإشارة إلى أن هذه الانتخابات الفرعية أنتجت معادلة جديدة: الليبراليون عادوا بقوة بعد أن شارفوا على الموت والديمقراطيون الجدد يخضعون للضغط وينبغي بالمحافظين أن يعتبروا أنهم تلقوا تحذيراً.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.