تحت عنوان مجمّع البؤس كتبت جوزيه بوالو مقالا في صحيفة لودوفوار قالت فيه:
هوارد سابرز المحقق في السجون الكندية اختار أن يبدأ تقريره السنوي بقول مأثور لنلسون منديلا، الذي يعرف الكثير عن الموضوع، لا يمكننا أن نعرف أمة على حقيقتها إلا بزيارة سجونها.

إذ أننا هنا في الواقع يمكننا أن نتبين حقيقة وضع المهمشين والمنسيين والمستضعفين الذين هم أكثر عددا وراء جدران السجون مقارنة باللصوص ذوي الياقات البيضاء أو من النخب (خارج هذه الجدران) .
ومن هذا المنطلق يمكننا أن نفهم أكثر الصورة المزعجة التي رسمها السيد Sapers عن الوضع المأسوي في السجون الكندية الفدرالية التي تعكس صورة حية عن التمييز الذي يمكن ملاحظته في المجتمع الكندي بكامله.
فالسكان الأصليون في كندا هم الأقلية التي تعاني من كافة المصائب : من سوء السكن وعدم توفر العمل ومعدلات مرتفعة من حالات حمل مبكرة وتعاطي مخدرات وحالات انتحار... وهل يعترينا العجب في حال علمنا أن أعدداهم كبيرة في السجون، ليس هذا فحسب بل إن القضية ستستفحل عاما بعد عام.
والملاحظة نفسها عند السود الذين يواجهون مشاكل تتعلق بالوصول لسوق العمل أو السكن ، هذه المشاكل أكثر بكثير مما تواجهه أقليات أخرى.
هؤلاء أيضا أي السود يشكلون نسبة مرتفعة من سكان السجون الكندية.
فالتنميط العنصري الذي يمارسه بحقهم أفراد الشرطة وهو مثبت بالمستندات يوضح بعض الشيء حقيقة المشكلة.
لكن التنميط العنصري ليس فقط طبيعة العلاقة بين الشرطة والشبيبة على حد تعبير Gaétan Cousineau المدير السابق للجنة حقوق الإنسان وحقوق الشبيبة ، إنها بالحري ظاهرة اجتماعية يتوجب مكافحتها على غرار الأوموفوبيا (رهاب المثلية) أي التمييز العنصري ضد مثليي الجنس.
ففي حال لم تتم التوعية لهذا الوضع وفي حال لم يؤخذ بالحسبان وصم السود والسكان الأصليين فإن لهذين الأمرين تأثيرا على الحكم عليهم.
وفي السجون الأحكام المسبقة تستمر.
فعلى سبيل المثال ينظر إلى المساجين من العرق الأسود، جميع المساجين من العرق الأسود بأنهم ينتمون لعصابات الشوارع، لكن الوقائع تشير إلى عكس ذلك إذ أن 79 % منهم لا ينتمون لهذه الفئة من المجرمين.
وتختم جوزيه بوالو مقالها بالقول إن تقرير السيد Sapers واضح وصريح ويقترح مجموعة من الأفعال.
لكنه للأسف لا حياة لمن تنادي.
ففي العاصمة أوتاوا الانتباه ليس سيد الموقف بل التجاهل.
فعلى مشاكل إدارة السجون التي كانت سائدة في السبعينات ولم تجد لها حلا بعد أربعين عاما لاحقة تضاف إليها حاليا الاقتطاعات الهامة التي اعتمدها حزب المحافظين الحاكم في مجال مساعدة السجناء مثل إغلاق مكتبات السجون أو رفع كلفة المكالمات الهاتفية للمساجين أو وضع سجينين في زنزانة كبيرة مثل حمام...

ولم الاهتمام؟ إن الأقلية الوحيدة الموجودة في السجون هي المجرمون كما قال وزير الأمن العام ستيفن Blaney ، ما يعني أن تقرير سابرز صنف ودخل في عالم النسيان ختمت جوزيه بوالو مقالها في صحيفة لودوفوار.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.