رئيسة حكومة كيبيك، بولين ماروا، ووزير المؤسسات الديمقراطية والمشاركة المواطنية، بيرنار درانفيل (يمين الصورة)، في طريقهما إلى مؤتمر صحافي في مبنى الجمعية الوطنية في كيبيك في 7 تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت عقب تقديم الحكومة مشروع قانون الشرعة الجديدة للجمعية

رئيسة حكومة كيبيك، بولين ماروا، ووزير المؤسسات الديمقراطية والمشاركة المواطنية، بيرنار درانفيل (يمين الصورة)، في طريقهما إلى مؤتمر صحافي في مبنى الجمعية الوطنية في كيبيك في 7 تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت عقب تقديم الحكومة مشروع قانون الشرعة الجديدة للجمعية
Photo Credit: PC / جاك بواسينو / و ص ك

من الصحافة الكندية: موقف القادة الاستقلاليين في كيبيك من شرعة العلمنة

استمعوا

تناول أندريه برات، كاتب العمود في صحيفة "لا بريس" الصادرة بالفرنسية في مونتريال، موقف قادة التيار الاستقلالي في مقاطعة كيبيك من شرعة العلمنة التي أعلنتها حكومة الحزب الكيبيكي الاستقلالي في المقاطعة والتي قدمتها بصيغة مشروع قانون في السابع من الشهر الفائت. والاسم الكامل لهذه الشرعة هو "الشرعة التي تؤكد قيم العلمنة والحيادية الدينية للدولة والمساواة بين النساء والرجال وتضع إطاراً لطلبات التسويات".

يقول أندريه برات إنه مع المقابلة التي نشرتها يوم الاثنين صحيفة "لو دوفوار" الصادرة في مونتريال مع الزعيم السابق للكتلة الكيبيكية الاستقلالية جيل دوسيب، يكون أربعة من الزعماء السابقين للحزب الكيبيكي والكتلة الكيبيكية قد أبدوا تحفظات كبيرة إزاء شرعة العلمنة. فبالإضافة إلى جيل دوسيب، سبق لكل من لوسيان بوشار وجاك باريزو وبيرنار لاندري أن أعلنوا أنهم يتمنون تحجيماً لصلاحية البند الذي ينص في الشرعة على منع ارتداء الرموز الدينية في القطاعين العام وشبه العام وقطاعات التعليم والطبابة التي تمولها الحكومة. ويضيف أندريه برات أن زعيماً واحداً فقط من الثمانية المشار إليهم قدم دعمه للشرعة المذكورة، وهو ميشال غوتييه زعيم الكتلة الكيبيكية عامي 1996 و1997.

أما بيار مارك جونسون وأندريه بواكلير، وهما زعيمان سابقان للحزب الكيبيكي، فلم يتفوها بكلمة حول الشرعة. لكن إذا ما أخذنا بعين الاعتبار "مواقف السيد بواكلير الشجاعة" خلال "أزمة" التسويات المعقولة عاميْ 2006 و2007، سيكون من العجب أن يوافق على منع ارتداء الرموز الدينية في القطاع العام، يقول أندريه برات. وهنا يذكر الكاتب بدفاع أندريه بواكلير عن حق فتاة مسلمة في الحادية عشرة من عمرها بممارسة رياضة كرة القدم وهي ترتدي حجابها. "لماذا باستطاعة هذه الفتاة أن تلعب كرة القدم في كل مكان حول العالم وهي ترتدي الحجاب ولا تستطيع ذلك عندنا؟"، تساءل أندريه بواكلير لما كان زعيماً للحزب الكيبيكي الاستقلالي.

أما الزعيم الاستقلالي الراحل رينيه ليفيك، مؤسس الحزب الكيبيكي ورئيس حكومة كيبيك بين عاميْ 1976 و1985، فلن نغامر بإعطائه موقفاً من الشرعة وإن كنا نعلم كم كان حريصاً على الدفاع عن حقوق الأقليات، يقول أندريه برات.

ويتابع الكاتب قائلاً إن الانزعاج الذي عبر عنه هؤلاء القادة التاريخيون يظهر أن التيار الاستقلالي، أسوة بأوساط أخرى، يعاني شرخاً عميقاً حول مشروع الشرعة. ومؤخراً سخر أعضاء الحزب الكيبيكي من بروز اختلاف في الرأي بين النائبة الليبرالية فاطمة هدى بيبان وقيادة حزبها في مسألة ارتداء الرموز الدينية، لكن هذا الاختلاف أقل إدهاشاً من الإجماع الذي نراه داخل حكومة الحزب الكيبيكي وقاعدته حول المسألة نفسها فيما الاستقلاليون خارج الحكومة والقاعدة الحزبية منقسمون بشأنها، يقول أندريه برات. وما يزيد الدهشة هو أن الحزب الكيبيكي معروف بمناقشاته الداخلية القاسية. ومرد ذلك أمر من اثنين، يقول الكاتب: إما أن رئيسة حكومة كيبيك وزعيمة الحزب الكيبيكي بولين ماروا نجحت في فرض انضباط على وزرائها ونواب حزبها يفوق فعالية ما توصل إليه من سبقوها في قيادة الحزب، وإما أن التيار "الليبرالي"، بالمفهوم الفلسفي لهذا التعبير، ترك الحزب الكيبيكي. وبغض النظر عن الفرضية الصحيحة، فالنتيجة محزنة وهي أن مشروعاً تمييزياً يجري التوقيع عليه من قبل أحد الأحزاب الكبيرة في تاريخ مقاطعة كيبيك وليس من قبل تشكيل سياسي هامشي يسعى للبروز، يقول أندريه برات.

منذ رينيه ليفيك، أدرك معظم زعماء التشكيلات السياسية الاستقلالية أن الأسرة الدولية ومئات آلاف الكيبيكيين من أفراد الجاليات الثقافية الأقلوية لا ينظرون بارتياح إلى كل إفراط في تقييد حقوق الأقليات، يقول الكاتب. وبالتالي تلحق سياسة من هذا النوع الأذى بالمشروع الاستقلالي. لكن "السيدة ماروا توصلت إلى خلاصة مختلفة. إنه منعطف مؤسف"، يختم أندريه برات في "لا بريس".

فئة:سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.