تونسي لف نفسه بعلم بلاده يتأمل في شعارات جدارية على جانب جادة محمد البوعزيزي في مدينة سيدي بوزيد أمس

تونسي لف نفسه بعلم بلاده يتأمل في شعارات جدارية على جانب جادة محمد البوعزيزي في مدينة سيدي بوزيد أمس
Photo Credit: AFP / فتحي بلعيد / أ ف ب

تونس: ما المحصلة في الذكرى الثالثة للثورة؟

استمعوا

يصادف اليوم الذكرى السنوية الثالثة لانطلاقة الثورة التونسية. ففي مثل هذا اليوم قبل ثلاث سنوات أقدم شاب في السادسة والعشرين من عمره، اسمه محمد البوعزيزي، على إضرام النار في نفسه ألماً وحرقة احتجاجاً على مصادرة السلطات البلدية في مدينته سيدي بوزيد في وسط تونس عربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه، وهو الخريج الجامعي الباحث عن عمل، واحتجاجاً أيضاً على فساد مستشر في كافة مرافق الدولة. توفي البوعزيزي بعد ثمانية عشر يوماً على ذلك، داخلاً التاريخ من بابه العريض حتى قبل وفاته، مطلقاً انتفاضات "الربيع العربي" وثوراته التي أطاحت حكاماً عن عروشهم الرئاسية، بدءاً برئيس بلاده آنذاك زين العابدين بن علي مروراً بالرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الليبي معمر القذافي، الذي قُتل في الانتفاضة على حكمه، والرئيس اليمني علي عبد الله صالح، ووصولاً إلى التهديد الجدي لحكم الرئيس السوري بشار الأسد الذي تحولت بلاده إلى مسرح لحرب أهلية وإقليمية، دون إغفال حراك شعبي واسع تحدى، ولم يزل، عرش البحرين حيث سقط عشرات القتلى، وأيضاً حراكات شعبية، محدودة نسبياً، في الأردن والسعودية والمغرب.

لم تكن السنوات الثلاث التي أعقبت إضرام محمد البوعزيزي نفسه بالنار سهلة على تونس والتونسيين. الوضع الاقتصادي متعثر، والحرية الإعلامية وحرية العمل السياسي يشوبهما لدى شريحة واسعة من التونسيين خشية على مكتسبات الماضي في مجال حقوق المرأة وقلق من تفسير متطرف للدين تنادي به جماعات سلفية ولم تألفه تونس في السابق ويقلق حتى إسلاميي حركة النهضة، وخوف من أعمال العنف والاغتيال السياسي التي أودت بحياة عدد من الشخصيات من بينها قياديان يساريان. هناك خيبة أمل في تونس، دون شك، ولكن من ناحية أخرى تبدو تونس أكثر بلدان "الربيع العربي" مثابرة، رغم العثرات، على السير قدماً على طريق الديمقراطية والحريات.

فادي الهاروني سأل الأستاذ صالح بن رجب، رئيس جمعية الرسالة في أوتاوا المقربة من حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس، تقييمه لمحصلة السنوات الثلاث.

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.