منزل نموذجي لقبائل الإيروكوا كانت تعيش فيه مجموعة من العائلات

منزل نموذجي لقبائل الإيروكوا كانت تعيش فيه مجموعة من العائلات
Photo Credit: Diane Boily / Site Édutic -جامعة كيبيك في تروا ريفيير, / AKI : Sociétés et Territoires autochtones

مجموعات السكان الأصليين: قبائل الإيروكوا فخورة بحضارتها

استمعوا

سكان كندا الأصليون الذين كانوا يعرفون بهنود أميركا الشماليّة هم في الواقع مجموعات لغويّة وثقافيّة متنوعّة ومختلفة عن بعضها البعض كانت لها خصوصياتها قبل وصول المستكشفين الأوروبيين مطلع القرن السادس عشر إلى سواحل الشمال الأميركي.

الصحافي في راديو كندا الدولي ريمون ديمارتو يسعى للتعريف بهذه المجموعات من خلال مقابلة اجراها مع الصحافي وعالم الانثروبولوجيا سيرج بوشار الذي يتحدّث عن عالم قائم بحدّ ذاته يضم مجموعات مختلفة كانت تعد بعشرات الآلاف قبل وصول المستكشف الأوروبي .

ويتحدّث بوشار عن تسع قبائل تضم مجموعات لغويّة وثقافيّة عديدة من بينها قبائل الإيروكوا التي انتقلت من شمال المكسيك باتجاه الشمال الأميركي ، وتحديدا نيويورك ومنطقة البحيرات الكبرى وكانت قبائل مستقرّة وتعيش من الزراعة بصورة أساسيّة وايضا من الصيد ويتابع بوشار قائلا:

كانت مجتمعات الإيروكوا  بارعة و خلاّقة حسبما لاحظ المستكشفون الأوروبيون الذين ذهب بهم الفضول إلى حد مراقبتها وتدوين مشاهداتهم حولها، والذين وجدوا انفسهم أمام مجتمع مدهش وساحر.

ويشير سيرج بوشار إلى أن الزراعة كانت من اختصاص المرأة لدى هذه القبائل ، ما يعني وجود تقاسم في المهمات بينها وبين الرجل.

و كان دور الرجل اقتصاديا وسياسيا، وكان للمرأة دور اقتصادي وسياسي بالغ الأهميّة. وكما هو معروف من خلال الأساطير ، فإن اسطورة الخلق لدى الإيروكوا تتحدّث عن إلهة تعطي الحياة للعالم.

ومجتمعات الايروكوا لم تكن أبويّة وكانت المرأة تعطي اسم عائلتها للأولاد، وكان الزوج ينتقل للعيش في قرية زوجته وليس العكس.

وكانت المرأة تملك الحبوب المستخدمة في الزراعة، وكانت هي التي تزرع وتحصد يقول سيرج بوشار ، ويشير إلى ان مجتمعات الايروكوا كانت عشائريّة وكانت العشيرة نسائيّة ويضيف:

كانت هنالك ثلاث عشائر أساسيّة لدى الإيروكوا: الدب والسلحفاة والذئب. وكان الزواج ممنوعا داخل العشيرة الواحدة.

فبالنسبة للشاب الذي يحمل اسم والدته، إن كانت الوالدة من عشيرة الدب، يستحيل عليه أن يتزوّج من عشيرة الدب وعليه أن يختار زوجته من العشيرتين الأخريين.

وكان الأولاد يبقون في عشيرة والدتهم ما يعني أن دور المرأة كان بالغ الأهميّة.

وكانت ثلاث نساء تعتبرن الأهم  وهن بالطبع زعيمات العشائر الثلاث وكن بالإجمال متقدّمات جدا في السن.

وكان من الصعب على المرسلين اليسوعيين فهم خصوصيّة هذه المجتمعات المختلفة كليا عن المجتمعات الأوروبيّة.

وعلى سبيل المثال ، فقد صعب عليهم فهم  مبدأ تعدّد الأزواج ، خلافا لتعدّد الزوجات، إذ كان بإمكان المرأة لدى قبائل الإيروكوا أن تتزوّج أكثر من رجل، وأن تلعب دورا اقتصاديا وسياسيا وأن تعطي الأوامر للرجل.

ويتابع الصحافي المخضرم في راديو كندا وعالم الانثروبولوجيا سيرج بوشار شارحا دور الرجل لدى قبائل الإيروكوا:

كان الرجل محاربا ويؤمّن الحماية المدنيّة ويدافع عن قريته. وكان بإمكانه أن يشن هجوما على قرية أخرى. وكان تاجرا ، ويتوجّب عليه الوصول إلى الأسواق الدوليّة لنقل التبغ والذرة.

وكانت المرأة تساعده في ارتداء ملابسه والتبرّج وتعد له خطاباته، لأنها لم تكن تمارس السياسة بصورة علنيّة بل من وراء الكواليس.

ويضيف بوشار بأن المستكشفين الأوروبيون اعتقدوا عن خطأ أنهم كانوا يتعاملون مع زعماء أبناء هذه القبائل، في حين كانت المرأة تتخذ القرارات.

وثمة من كان يعتقد أن دور الرجل كان ضعيفا لدى قبائل الايروكوا ولكن الواقع غير ذلك.

فالرجال كانوا يتنقلون لضرورات التجارة بصورة شبه مستمرّة وكانوا يمارسون كافة نشاطاتهم مع بعضهم البعض إن كان في الصيد ام خلال الحروب ام في تنقلاتهم.

وكانت المرأة من جهتها تقيم في القرية وتعتني بالأطفال وتعمل في الزراعة والحصاد.

ويتحدّث بوشار عن علاقات تجاريّة مكثّفة بين قبائل الألغونكان وقبائل الإيروكوا. وقد اقتبس الألغونكان  عن الإيروكوا بعض خصوصياتهم ، ومن بينها نظام المجتمع العشائري والاعتماد على الزراعة كوسيلة عيش.

ويشير إلى أن شعوب الايروكوا كانت منظّمة وفخورة بنفسها وكانت تنظر بتكبّر إلى المستكشف الأوروبي. وكانت تعرف ما تريده ويضيف:

كانت قبائل السكان الأصليين ناشطة على الصعيد السياسي وتدرك تماما كيف تتعامل مع الأوروبيين. وكانت قبائل الألغونكان والإيروكوا على حد سواء تبحث عن المعادن لأنها لم تكن قد طوّرتها في مجتمعاتها.

وكانت بحاجة للمعادن لصناعة السيوف والأواني المنزليّة والفؤوس وسواها.

وقد جرى تطوير تبادل تجاري حيث أن الأوروبيين كانوا يشترون الفراء الباهظ الثمن في الأسواق الأوروبيّة في حين اهتم السكان الأصليون بشراء المعادن التي كانت ثمينة للغاية بالنسبة لهم.

ويختم الصحافي وعالم الانثروبولوجيا سيرج بوشار فيقول أن قبائل الإيروكوا الفخورة كانت متمسّكة بسيادتها ولم تشأ الاعتراف بسلطة المستكشف الفرنسي او البريطاني عليها. وكانت تعتبر أنها على قدم المساواة مع الأوروبيين لا سيما وأن لديها ثقافتها وحضارتها ولغاتها المميّزة التي تعتز بها وتحرص على الحفاظ عليها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فئة:السكان الأصليون
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.